أحمد علي: المزاح أو الدعابة هو نقيض الجد و الكلام الذي يراد به المباسطة بحيث لا يفضي الي أذي فإن بلغ الاذي فهو السخرية, وأيضا هو الشيء المحبب الي النفس والباعث علي النشاط والاقبال علي الاعمال بجد وطاقة, فقد امر الاسلام بمشروعيته وجعله صدقة من الصدقات يؤجر عليها المسلم ولا حرج فيه مادام منضبطا مع الشرع ولايترتب عليه ضرر, فالحكمة من مشروعيته أن فيه ادخالا للسرور علي كل قلب كل مسلم والتخلص من كل ملل يعتري النفس البشرية, وايضا لما فيه من تأليف القلوب فهو امر مطلوب ومرغوب. يقول الدكتور مصطفي مراد أستاذ بكليه الدعوة الإسلاميه جامعة الأزهر- راعي الاسلام الجمع بين سرور النفس وامتاعها وحسن الكلام وحقوق الاخرين فأدب المرء أدبا كاملا في كلامه كله ومن هذا اباحة المزاح الخالي من الاساءة الي الاخرين بأي لون من ألوان الاساءة, فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يضحك ويمزح, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا أي الصحابة يا رسول الله إنك تداعبنا قال صلي الله علية وسلم لا اقول إلاحقا حيث كان يستمع الي اصحابه وهم يمزحون ولا ينكر عليهم ما لم ير إثما بل كان يعرض عليهم المزاح المقبول المسعد للنفوس والبعيد عن الكذب, فكان من ضمن مزاحه صلي الله عليه وسلم عندما جاءته امرأة عجوز فسألته أيدخل الجنة عجوز قال صلي الله عليه وسلم لا فحزنت المرأة حزنا شديدا فقال لها النبي مرددا قول الله تعالي( إناأنشأناهنإنشاء, فجعلناهن أبكارا, عربا أترابا) الواقعه35 الي37, أي انهن يصرن شابات في اعمار الزهور وايضا من مداعبته صلي الله عليه وسلم عندما جاءته امرأة تسأله عن زوجها فقال لها زوجك الذي في عينيه بياض فبكت المرأة ظنا منها أن زوجها قد عمي فأعلمها النبي أن العين لاتخلو من بياض فكان مزاحا منه مصداقا في انه لا يقول في مزاحه الا حقا, وأشار الدكتور مصطفي مراد, إلي ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يمزح مع الصبيان فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان لي أخا صغيرا كانت كنيته ابا عمير فكان له نغير أي طائر صغير يلعب به فلما مات هذا النغير حزن عليه الصبي فكان النبي صلي الله عليه وسلم يمازحه ويداعبه ويقول له يا ابا عمير ما فعل النغير, مما يدل علي أن النبي لم يكن في حياته جافا ولا قاسيا ولا فظا ولا غليظا بل كان يمازح الصغير والكبير.