منذ ان بدات قناة ¢الحياة المسيحية¢ في بث برامجها علي النايل سات وهي اخذت علي كاهلها الهجوم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.وتحاول بشتي الطرق ان تروج لافكار مغلوطة عنه بشكل ممنهج خاصة وانها تخاطب في المقام الاول العرب المقيمين في الخارج وهم لايعرفون الكثيرعن الدين الاسلامي. اخر هذه الافتراءات ماعرضته هذه القناة من خلال احد برامجها زعمت من خلاله ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان في بيته مخنثون وانه كان يسمح لهم بالدخول علي زوجاته.ورغم ان هذه الفرية ليست جديدة وتم الرد عليها من قبل الا ان البرنامج حاول بشتي الطرق ايصال رسالة للمشاهد ان الرسول الكريم سمح بهذا الامر في بيته وان هؤلاء المخنثون كانوا يشتهون النساء وامور اخري لايجب ذكرها وهو مادفعنا للرد علي هذه الفرية والشبهة من خلال هذا التحقيق . بداية ولان القضية لها جوانب تتعلق بالسيرة النبوية فيجب ان يكون هناك اراء موثقة للرد عليهم .ونبدا مع الشيخ أكرم حسن مرسي في كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام- فيقول .قالوا علي سبيلِ الاستهزاءِ: كان في بيتِ رسولِكم مخنث! ماذا كان يفعل هذا المخنث في بيتِه ؟ أليس هذا من الشذوذ ؟! وتعلقوا بما جاء في صحيحِ البخاري في كتابِ ¢ اللباس ¢ باب ¢ إخراج المتشبهين بالنساء ¢ برقم 5436 حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامى عَنْ يَحْيَي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسي قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ. وَقَالَ:¢ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ ¢. قَالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ فُلَانًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا. وهذا الكلام مردود عليه بالتالي: أولاً : كان علي المعترضين أن يفرقوا أولاً بين المخنثِ و الخنثي لو كانوا يفقهون .المخنثُ: هو الذي لا يشتهي النساءَ . ويتشبه بهن في مشيتِه أو في كلامِه وحركاتِه .ولا يشترط أنه يؤتي من الخلف.والخنثي :هو ما يطلق عليه في زماننا -الجنس الثالث- تشترك فيه أعضاء الذكورة والأنوثة معًا .ولا شك أن الحديثَ يتكلم عن الأول. ثانيًا : إن بعضَ كلامِهم صحيح » فقد كان في بيت النبيِّ مخنثى يخدم بيتَه » هو ¢أنجشة¢ .وبقيته افتراء وكذب ينمُ علي فكري مريضي وسوء ظن برسولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم . قال ابنُ حجري في الفتح : كَانَ أَنْجَشَةُ حَبَشِيًّا يُكَنَّي أَبَا مَارِيَة. وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث وَاثِلَة أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَفَاهُمْ النَّبِيُّ مِنْ الْمُخَنَّثِينَ.وقال أيضا في تعليقِه علي هذا الحديثِ : وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَتَمَّام الرَّازِيُّ فِي فَوَائِده مِنْ حَدِيث وَاثِلَة مِثْل حَدِيث اِبْن عَبَّاس هَذَا بِتَمَامِهِ وَقَالَ فِيهِ: ¢ وَأَخْرَجَ النَّبِيُّ أَنْجَشَة . وَأَخْرَجَ عُمَر فُلَانًا ¢ وَأَنْجَشَة هُوَ الْعَبْد الْأَسْوَد الَّذِي كَانَ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ . ثالثًا : إن هناك سؤالاً يطرح نفسه من خلاله أنسف به الشبهة نسفًا - إن شاء اللهُ هو: لماذا أمر النبيُّ بطرد المخنثين وطرد أنجشة ؟ والجواب :أن النبيَّ لم يكن يعلم أن أنجشةَ من المخنثين . ولما علِم أنه منهم طرده من بيتِه . وأمر أصحابَه بطردِ كلِّ مخنثي من بيوتِهم .ولو كان أنجشةُ يعمل عملَ قوم لوط لاختلاف الحكم» فلم يكن للنبيِ صلي الله عليه وسلم أن ينفيه بل يقتله. فهذا حد من يعمل عمل قوم لوط ¢القتل¢. اما في الموسوعة الفقهية الكويتية فجاء فيها .روي ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم : ¢ لعن الله المخنثين من الرجال , والمترجلات من النساء ¢ يعني المتشبهات بالرجال .وأما الذي في كلامه لين , وفي أعضائه تكسر خلقة , ولم يشتهر بشيء من الأفعال الرديئة فهو عدل مقبول الشهادة . وصرح بعض الفقهاء بأنه لا يجوز للمخنث الذي يأتي بالرديء من الأفعال النظر إلي النساء , واختلفوا في المخنث الذي في أعضائه لين أو تكسر بأصل الخلقة ولا يشتهي النساء : فقد رخص بعض الحنفية والحنابلة في ترك مثله مع النساء استدلالا بقوله تعالي : ¢ أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال ¢ وفي رواية أبي بكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ¢ غير أولي الإربة ¢ هو المخنث , وعن مجاهد وقتادة : الذي لا إرب له في النساء , وهو من لا شهوة له .وقيل : هو المجبوب الذي جف ماؤه , وقيل : المراد به الأبله الذي لا يدري ما يصنع بالنساء , وإنما همه بطنه , والأصل في هذا الباب حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : ¢ دخل علي النبي صلي الله عليه وسلم وعندي مخنث , فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان , فإنها تقبل بأربع , وتدبر بثمان , فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لا يدخلن هؤلاء عليكم ¢ . قال ابن جريج : كان اسم هذا المخنث هيت , وبهذا صرح السرخسي حيث قال : إن هيت المخنث كان يدخل بيوت أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم منه كلمة شنيعة أمر بإخراجه .وقيل : كان اسمه ماتع , وقيل : صوابه هنب . قال أبو عمر في التمهيد هذا غير معروف عن سفيان وإنما ذكره سفيان عن بن جريج وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق الأوزاعي عن الزهري عن علي بن حسين كان مخنث يدخل علي أزواج النبي صلي الله عليه وسلم يقال له هيت وكذا أخرجه أبو يعلي من طريق يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة فذكر أصل القصة وفيها أن هيتا كان يدخل وهو في الصحيح من طريق معمر عن الزهري دون تسميته وأخرج المستغفري من طريق داود بن بكر عن بن المنكدر أن النبي صلي الله عليه وسلم نفي هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء قال لعبد الرحمن بن أبي بكر إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فقال لا تدخلوهم بيوتكم الحديث وأخرج بن أبي شيبة وأحمد بن إبراهيم الدورقي في مسنديهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن عبد الكريم عن مجاهد عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه أنه خطب امرأة بمكة فقال من يخبرني عنها فقال رجل مخنث يقال له هيت أنا أنعتها لك هي إذا أقبلت أقبلت تمشي علي اثنتين وإذا أدبرت ولت تمشي علي أربع فقال النبي صلي الله عليه وسلم ما أري إلا منكرًا وما أراه إلا يعرف النساء وكان يدخل علي سودة فنهاها أن يدخل عليها فلما قدم المدينة نفاه فكان كذلك إلي إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدق عليه يوم الجمعة وذكر بن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر قال أمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم فغرب إلي عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة فشفع له ناس من الصحابة فقالوا أنه يموت جوعا فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه فلم يزل هناك حتي مات وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي كان بالمدينة ثلاثة من المخنثين يدخلون في النساء فلا يحجبون هيت وهدم ومانع. يقول الدكتور عبد الحميد رضوان الباحث في التاريخ الاسلامي رسول الله صلي الله عليه وسلم عرضة دائما للهجوم ومستهدف من قبل اعداء الدين .وهذا دليل علي ضعف حجتهم ومنطقهم .لانهم لو كانوا يملكون عليه حجة او دليل ما الجئوا الي مثل هذه الاساليب.وكل ماذكروه هنا مردود عليه فالرسول صلي الله عليه وسلم كان خلقه الاسلام وكان قران يمشي علي الارض.وكل ماتم ذكره في هذا البرنامج كذب وافتراء.وحاشا لله ان ننساق وراء هذه الخدع والاكاذيب.فالثابت ان رسول الله عندما علم بامر هذا الشخص امر باخراجه فورا خارج منزله بل وخارج المدينة كلها وهذا ثابت من الاحاديث الصحيحة.فرسولنا الكريم لعن المخنثين والمتشبهين من الرجال بالنساء.وقد اخرجهم النبي صلي الله عليه وسلم من بيته.ولم يطلق علي هؤلاء المخنثين لفظ صحابة ابدا بل كان يسبقهم لفظ المخنث وهذا ثابت في العديد من الكتب. يقول الشيخ جمال صابر رئيس رابطة الأنصار والداعية السلفي. قناة الحياة المسيحية دأبت منذ ظهورها للمرة الأولي علي مهاجمة الرسول صلي الله عليه وسلم ولكن والحمد لله فإن كل ما يعرضونه مردود عليه بالدليل القاطع والبرهان المبين. وقال التشكيك في أخلاق رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الجنون بعينه لأن رسول الله كان خلقه القرآن وهذا يكفي فمن يكون خلقه القرآن لا سبيل أبداً للنقاش حول هذا الأمر. ورسول الله صلي الله عليه وسلم. عندما أدرك حقيقة هؤلاء نفاهم وأخرجهم خارج المدينة كلها وبالتالي فلا مجال هنا لأي حديث حول هذا الأمر وكل ما قيل هو محض افتراء وكذب لا أساس له.