حدد الإسلام أوصافاً معينة للباس المرأة المسلمة , هذا اللباس الذي يقصد منه الحفاظ على كرامتها وحياءها ,فاشترط فيه أن يستر الجسد , وألا يشف الثوب ويصف ما تحته , وألا يحدد أجزاء الجسم ويبرز مفاتنه،وألا يكون لباسا يختص به الرجال , قال تعالى : " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النور . ومن هنا فقد لعن الله الانقياد الأعمى لما كان عليه الآباء والأجداد من عبادات باطلة . كما لعن في الإسلام من الرجال من يتشبه بالنساء ومن النساء من يتشبه بالرجال ! فعن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوساً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء". الهيثمي : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8/103). وفى حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ".الهيثمي : مجمع الزوائد 8/103 وقال رواه أحمد والبزار الطبراني). كما رفض الإسلام – كذلك – الإمعية ، والميل مع الريح حيث تميل . فعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا ، وإن أساءوا ألا تظلموا . القرضاوي : المنتقى من الترغيب والترهيب للمنذري 2/685 رواه الترمذي وحسنه. فالتشبه والإمعية دليل على انمحاء معالم الشخصية السوية . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ).رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828 ، وكذلك 6025 . قال البخاري رحمه الله تعالى باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت وساق حديث ابن عباس قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم قال : فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة . رواه البخاري في كتاب اللباس باب 62 ، الفتح 10/333 . ثم ساق حديث أم سلمة الذي أورده في باب : ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة, ونصه : عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها ، وفي البيت مخنث فقال : المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية إن فتح الله لكم الطائف غداً أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتُدبر بثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخلن هذا عليكم . رواه البخاري باب 113 الفتح 9/333 . والإسلام بذلك يريد أن يحدد معالم شخصية المرأة وأنه ينبغي أن تكون لها شخصيته المميزة التي تتميز بها عن الرجال فترى المرأة امرأة وترى الرجل رجلا .