من المنتظر ان تشهد دار الافتاء مفاجأة من العيار الثقيل .. يفجر فضيلة مفتي الديار الدكتور علي جمعة قنبلة خلال ديسمبر القادم بالاستقالة وطلبالاعفاء من منصبه ليفتح الباب واسعا للصراع علي خلافته .. علمت ¢عقيدتي¢من مصادر مطلعة أنه سيتقدم الي هيئة كبار العلماء بما يفيد عدم رغبته التجديد له في منصبه وترشيح عدد من الشخصيات المؤهلة علميا وتصلح لهذا الكرسي الجليل . د.جمعة امضي في منصبه قرابة العشر سنوات وتم التمديد له عام واحد بعد بلوغه السن القانونية للمعاش من قبل المجلس العسكري. خطوة المفتي اذا حدثت ستفتح الباب واسعا للاجتهادات حول من سيخلف المفتي في دار الافتاء المصرية خاصة و انه نجح في الفترة الاخيرة ان يفتح آفاقا واسعة لدار الافتاء المصرية مع كبريات الصحف العالمية في حملته الأخيرة لنصرة النبي - صلي الله عليه وسلم - بكل اللغات واجرائه لعدد من الحوارات الحية مع الشبكات الاخبارية الدولية وحسن استغلاله ومن حوله من محبيه والمخلصين لدينهم ووطنهم وصلت الي حد الاتفاق علي حملة بوسترات وملصقات في مترو نيويورك للرد علي تلك الحملة الشعواء في الاساءة للنبي الكريم - صلي الله عليه وسلم . ¢عقيدتي ¢ تحاول في هذا التقرير تلمس خيوط مستقبل دار الافتاء والمشروعات الاخيرة التي شاهدناها علي الساخة.. بعد د.جمعة الذي دشن له طلابه موقعا باسم العالم العلامة .. ما يدعو الي التساؤل هل بالفعل ارتبطت المشاريع العصرية لدار الافتاء المصرية بشكل مؤسسي حقيقي بدار الافتاء المصرية أما انها مرتبطة بشخصية المفتي الدكتور علي جمعه .. سؤال يستحق اجابة تفصيلية عليه من أكثر مفتيي مصر اثارة للجدل وحبا للظهور وأناقة في الزي وتطلعا لقامة المنصب وبصيرة بالمكانة العالمية التي تستحقها دار افتاء مصر والدور العالمي الذي يمكن لقاطنها ان يلعبه في الواجهة الدينية للعالم كواحد من الشخصيات الأكثر تأثيرا والأعمق في خطابه للآخر بلغة يتفهمها وببصيرة . يحسد عليها . السؤال المهم والمحرج .. من يخلف فضيلة المفتي؟ . ولعل ما يجعل هذا السؤال حرجا هو تلك المرحلة التاريخية المهمة من تاريخ مصر اذ تشهد لأول مرة في تاريخها تجاذبا قويا نحو كيان دوله مدنية بروح اسلامية تسيطر فيه جماعة الاخوان المسلمين الي جانب التيار السلفي . بمختلف منصاته. علي دفة صناعة القرار السياسي حتي الآن وفي ذات الوقت يصارع الأزهر الشريف من أجل أن يبقي منبع الوسطية ومدير الدفة الدينية الخالصة بعيدا عن الأطماع السياسية القائمة في مصر الآن . ولا يختفي عن المشهد حالة التربص التي تلمح في الأفق لدي بعض التنيارات الدينية تلك بالمؤسسة الدينية إذ اعتبرت قيادات دينية ودعوية بارزة في جماعة الاخوان المسلمين منها الدكتور عبدالرحمن البر . مفتي الجماعة وعضو مكتب الارشاد وعميد اصول دين المنصورة بجامعة الأزهر. والدكتور يسري هاني . القيادي الاخواني المعروف والوكيل السابق للجنة الدينية بمجلس الشعب والاستاذ بجامعة الأزهر.و الذي صرح لعقيدتي الاسبوع الماضي بأن اختيار شيخ الأزهر وبالتالي المفتي من بين اعضاء الجماعة غير مستبعد.. وهو ما يجعل الامر اكثر صعوبة خاصة وأن ما يحدث بوزارة الأوقاف هذه الايام من صبغها بالصبغة السلفية والاخوانية بحجة التطهير والتطوير ليس عنا ببعيد . ولعل ذلك لن يكون وحده الصراع علي خلافة المفتي بل ربما نجد جبهة أخري تصارع من اجل هذا المنصب الرفيع منها قيادات جبهة علماء الأزهر وكبار الفقهاء القريبين من شيخ الأزهر لاحكام السيطرة علي المؤسسة الدينية بعد ان تم ولأول مرة تجاهل رأيه في وزير الأوقاف الذي ظل علي مر العقود الماضية وحتي بعد الثورة حقيبة تأتي بترشيح أو علي الأقل مباركة شيخ الأزهر وهو مالم يحدث في وزارة الأوقاف هذه المرة . أما الأسماء التي برزت في السابق ويراودها الأمل ربما ترتبط بأمرين أولهما هل سيبقي منصب المفتي مرتبطا بالسن القانونية أم تطرح مجددا مسألة ان يتم تجاوز مسألة السن ولكل من الخيارين مرشحيه . وتختص هيئة كبار العلماء طبقًا للمادة 32 ¢أ¢ من قانون الأزهر بترشيح مفتي الجمهورية. وليس بانتخابه. علي أن يقدم المرشح من قبل هيئة العلماء إلي رئيس الجمهورية. وبالتالي فإن دور هيئة كبار العلماء سيكون في اختيار خليفة الدكتور علي جمعة علي سبيل الترشيح. وليس الانتخاب. كما هو الحال بالنسبة إلي انتخاب شيخ الأزهر. وترشيح المفتي يمكن أن يكون من حق أعضاء هيئة كبار العلماء أو من خارجها . مصادر داخل مشيخة الأزهرقالت أن هناك اقتراحًا سابقا .ربما يتجدد طرحه.بأن يتقدم شيخ الأزهر لمجلس الوزراء - بناء علي توصيات البعض من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية- يدعو إلي عدم ربط منصب المفتي بسنّ معينة عند التعيين أو الخروج علي المعاش ¢بحيث يحق لمن تجاوز عمره ال65 عامًا في شغل هذا المنصب بما يمكن لشخصيات في أعضاء مجمع البحوث الإسلامية من الترشح لمنصب المفتي الجديد. وفي حالة نجاح الامام الاكبر في رفع سن التقاعد عن 60 عاما يفتح المجال واسعا لعدد كبير من العلماء من اعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث وهو الامر الذي اجتمعت لأجله منذ عدة أشهر حين طرحت مسألة التجديد للمفتي خمسة من كبار علماء الأزهر في سرية تامة لبحث مسألة بلوغ الدكتور علي جمعة سن التقاعد ¢60¢ عاماً في 12 مارس الماضي وترشيح أحد علماء الأزهر لخلافته في حال عدم التجديد له . وترأس تلك اللجنة وقتها الدكتور حسن الشافعي . المستشار الفني لشيخ الأزهر . والذي وصف راي اللجنة بأنه استشاري وليس ملزماً. ويبدو أن الأزهر في هذه المرة يقع بين خيارين كلاهما مر فإما يصفي شيخ الأزهر منافسه القوي في زعامة المؤسسة الدينية داخليا وخارجيا وعلي كرسي المشيخة من قبل ويصعد أحد العلماء المقربين له من اهل الثقة حتي لا يتكرر ما حدث في الاوقاف وهو الأمر الذي ربما لو اتجه اليه الشيخ لا تؤمن عواقبه خاصة وأن مطامع الرموز الدعوية في التيارات الدينية في المؤسسة الدينية بما فيها الافتاء لا تزال قائمة. ولعل من المآخذ علي فضيلة المفتي التي من بينها حبه للظهور وبعض تصرفاته المثيرة للجدل التي لا ننسي منها زيارته للقدس الشريف التي قوبل وقتها بهجوم انتقامي من رموز الدعوة في التيارات الدينية وعقدت هيئة كبار العلماء اجتماعا كادت تطيح فيه به لولا حضوره المفاجئ قبل بدأ الاجتماع والذي حضر له من طائرته العائدة من الاردن رأسا الي جيث الاجتماع بالقاعة الرئيسية بمشيخة الازهر. وخرجت. لأول مرة ربما .في تاريخ دار الافتاء المصرية مظاهرات قادها الدكتور صفوت حجازي .الداعية الاسلامي المعروف بقربه من التيارين الاخواني والسلفي. تطالب بخلع المفتي من منصبه ..ويبدو أن كل تلك الاسباب تأتي وراء عزمه الاعتذار عن الاستمرار في المنصب الذي تنتهي ولايته فيه في 12 مارس القادم ويقدم رغبته تلك في فبراير اي قبل ذلك الموعد بشهر كامل . تولي الدكتور علي جمعة منصب مفتي الجمهورية منذ سبتمبر 2003 وحتي الآن حيث جدد له المجلس الاعلي للقوات المسلحة بالقرار رقم 109 لسنة 2012 في مارس الماضي لمدة عام ينتهي 3 مارس المقبل . ووفقًا لبورصة الترشيحات فإنه علي رأس القائمة الشيح حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر. والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر. والدكتوربدرالدين زكي عميد كلية أصول الدين. والشيخ سالم عبد التواب رئيس لجنة الفتوي في الأزهر الشريف. والدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف السابق الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف الحالي لتولي دار الإفتاء. قد تكون المفاجأة إعادة اختيار الدكتور نصر فريد واصل لمنصبه القديم كمفتي للديار المصرية كنوع ن التكريم. بعد الظلم الذي وقع عليه من قبل النظام السابق. وإقالته من منصبة لرفضه إصدار فتوي تجيز تصدير الغاز إلي إسرائيل. إلي جانب فتواه الشهيرة بتحريم السجائر. وكذا فتواه بتحريم مسابقات ال ¢0900¢ التي كان من بين أكبر المستفيدين منها في ذلك الحين أشرف نجل صفوت الشريف . فهل يحافظ شيخ الازهر علي منصب الافتاء أزهريا خالصا أم تنجح جماعات الضغط من التيارات الدينية في اقتناص المنصب الرفيع من خلال رموزها المنتمين للازهر كما فعلوا في الاوقاف خاصة وان دور هيئة كبار العلماء يقف فقط عند حد الترشيح ولا يرتقي للفرض او التعيين والقرار يبقي للرئيس الدكتور محمد مرسي ..