* يسأل علي صبيح من المطرية- دقهلية: معلوم أن ماء زمزم لما شرب له ولكن ما الحكم فيمن يشرب من ماء زمزم لأمر معين ولكنه لا يجد له فائدة؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: اتفق العلماء علي أن ماء زمزم سيد المياه وأشرفها واجلها قدرا وأحب إلي النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس من شربه ليشبع أشبعه الله ومن شربه لري أرواه الله ومن شربه لشفاء شفاه الله ومن شربه لسوء خلق حسنه الله ومن شربه لضيق صدر شرحه الله ومن شربه لانغلاق ظلمات الصدور نورها الله ومن شربه لغني النفس أغناه الله ومن شربه لحاجة قضاها الله ومن شربه لأمر نابه كفاه الله ومن شربه لكربة كشفها الله ومن شربه لنصرة نصره الله. وقال ابن القيم أو بأية نية شربها الإنسان وفَّي الله ذلك له لأنه استغاث بما أظهره الله تعالي من جنته غياثا. يؤكد هذا كله ما رواه البزار عن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "زمزم طعام طعم وشفاء سقم". وجاء عن أبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعته يقول: "كنا نسميها الشباعة يعني زمزم وكنا نجدها نعم العون علي العيال ومن أجمع الدعاء عند شرب ماء زمزم دعاء ابن عباس رضي الله عنهما قال مجاهد: كان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: "اللهم إني اسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء". إن بعض الناس يشرب ماء زمزم ولا يستجاب له فما سبب ذلك؟ قال تعالي في سورة المائدة: "إنما يتقبل الله من المتقين" ومن شرب ماء زمزم وتضرع إلي الله بالدعاء من غير استجابة لما شرب له الماء فعليه أن يراجع حساباته مع الله عز وجل لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا لأن الأصل باق فزمزم شفاء سقم لمن صحت نيته وسلمت طويته ولم يكن به مكذباً لأن الذي أخبر أن ماء زمزم لما شرب له هو من علمه الله عز وجل والذي لا ينطق عن الهوي. ونحن علي يقين أن القرآن شفاء لما في الصدور ومع ذلك فقد لا يحصل لبعض الناس شفاء صدره لقصوره في الاعتقاد والتلقي بالقبول بل إن المنافق يزداد رجسا إلي رجسه ومرضا إلي مرضه. فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة وصدق الله وصدق رسول الله وكذب من في قلبه مرض".