هل كنا ننعم بالأمن قبل الثورة؟ إن وجود جيش من العاطلين وفاقدي الأمل في الحياة وأطفال الشوارع يمثلون قنبلة زمنية موقوتة تهدد أمن واستقرار المجتمع والتعامل الأمني مع المشكلة دون البحث عن حلول جذرية جعل المشاكل تتفاقم وتخرج عن السيطرة ولأنه لم يكن هناك قانون ولا عدل ولا أخلاق كان الظلم هو سيد الموقف وكان تلفيق القضايا هي السمة الغالبة وهذا مما يعقد المشكلة أكثر وأكثر. إن غياب البعد الاجتماعي وتوحش النظام الرأسمالي وتخلي الدولة عن قطاع الخدمات بشكل واضح وخصخصة كافة مناحي الحياة زاد من الفقر والبطالة وتسرب الأطفال إلي الشوارع. كما أدي إلي تفكك المجتمع أخلاقياً ودينياً. وإذا أردتم الأمن فلابد من العدالة الاجتماعية وإقامة المجتمع علي أسس أخلاقية ولا جذور ثابتة لهذه الدعائم بعيداً عن الدين فإذا ضاع الإيمان فلا تنتظر الأمان ولا ينتظر من لم يحيي دينه راحة في الدنيا ولا أمن ولا أمان. يقول الله تعالي : "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" الأنعام: 82. والمشكلة السياسية الحقيقية في المجتمع المصري مشكلة أخلاق ومازالت السياسة تمارس علي الأسس المصلحية والأنانية من جميع الأطراف وكذلك سياسة عض الأصابع والمجتمع المصري يعاني ومعاناته تتزايد ولا يدرك السياسيون هذه الحقيقة والخوف كل الخوف من الانفجار المجتمعي اتقوا الله في الوطن لو غرق المجتمع فالكل خاسر. عيب أن يحدث هذا في مجتمع إسلامي. أين أثر الدين في السمو الأخلاقي للمجتمع.. هذا يدلل علي عدم تغلغل الدين لعمق النفس البشرية ويكون غطاء وقشرة خارجية للجميع.. هذا يدلل علي قصور في القائمين بأمر الدين والدعوة لم يستطعيوا إصلاح نفوس البشر غرقنا في المادية والأنانية يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "والله ما الفقر أخشي عليكم ولكن أخشي عليكم أن تفتح الدنيا عليكم كما فتحت علي من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهكتهم" ويقول تعالي: "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا والطف بنا فيما جرت به المقادير.