* يسأل أسامة السيد شحاتة من الدقهلية: هل هناك حديث معناه أنه لا خير في الصلاة ما لم تنه عن الفحشاء والمنكر. وهل معني ذلك أن نترك الصلاة لأننا لا نستطيع عصمة أنفسنا عن المنكرات أم الأفضل أداء الصلاة حتي مع ارتكاب المعاصي؟ ** يجيب د.عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: قال الله تعالي "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" إن الصلاة إذا وقعت تامة ومعها خشوع صحيح ملأت قلب صاحبها نوراً وأورثته الخوف من الله فلا يقع في المعاصي وإن عصي بادر بالتوبة والله سبحانه بفضله لا يضيع كل ثوابها إذا خلت من الخشوع. ولكن أثرها في تربية السلوك يكون ضعيفاً. وعلي قدر ما يكون فيها من خشوع يكون الثواب ويكون الأثر في السلوك. وعلي كل مصل أن يجتهد في أداء الصلاة بعيداً عن الرياء والشواغل التي تصرف عقله وقلبه عن الإساس بجلال الموقف مع الله. ولكل متجهد نصيب. ولا يجوز أبداً لمن يصلي ويعصي الله أن يترك الصلاة لأنها لم تؤثر في تقويم سلوكه. فالصلاة واجبة وترك المعاصي واجب. وعلي كل إنسان أن يجتهد في أداء هذين الواجبين ولعل المحافظة علي الصلاة تؤدي إلي الخشوع فيها وبالتالي إلي ترك المعاصي وكل شيء بالتدريب والتمرين يمكن أن يتم علي الوجه المطلوب. والله سبحانه يقول "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم. إن الله غفور رحيم" "سورة التوبة:102". هذا. وهناك قول مأثور يقول "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً" ويمكن أن يكون معناه صحيحاً وروي علي أنه حديث مرسل صحيح إلي الحسن البصري. رواه الطبراني من قول ابن مسعود بإسناد صحيح وليس مرفوعاً إلي النبي صلي الله عليه وسلم ومهما يكن من شيء فهو حث علي اتقان الصلاة والمحافظة عليها وعلي ربط العبادة بالسلوك ما استطعنا إلي ذلك سبيلاً.