تتحول المساجد في شهر رمضان المبارك إلي قبلة يسعي إليها المسلمون من كل مكان رجالا ونساء لأداء صلاة التراويح تقربًا من الله ولكن للأسف تشغل بعض النفوس الضعيفة هذه التجمعات في جلسات النميمة واغتياب الآخرين كنوع من التسلية بين الصلوات دون دراية بمدي ما يصيبهم جراء هذه الأمور من ضياع لثواب صلواتهم وبطلانه. وهذا ما أكده الدكتور محمد سيد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بدار العلوم إذ إن المساجد للطاعة والعبادة ولا يجوز لأي مسلم النميمة لأنها محرمة داخلها وخارجها وداخلها أشد لأنها تكون في بيت من بيوت الله ومن المعروف أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، مشيرًا إلي أن الكلام في المساجد يذهب الحسنات ويضيعها والمسلم ليقل خيرًا أو ليصمت. ويشدد علي أن هؤلاء الأشخاص مخطئون وعليهم أن يتوبوا إلي الله ويستغفروا ويحاولوا الانشغال بذكر الله والتسبيح والتركيز والخشوع في الصلاة فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وإذا خلط المسلم عملا صالحًا بآخر سيئًا فإنه لا يحقق منه شيئًا مؤكدًا أن النميمة لا تجوز سواء في المسجد أو خارجه لأنها تضيع ثواب الصلاة وأجرها علي الرغم من أنها تكون صحيحة والإنسان المسلم لابد أن يحرص علي أن يراه الله بين يديه في أحسن حال. وتري ناهد عبدالمجيد أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم أن لكل عمل أجراً وكل مسلم يثاب علي صلاته وعليه أن يحافظ علي أجرها وثوابها لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا يضيعه هباء “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له”، مشيرة إلي أن النميمة والغيبة وما إلي ذلك وسيلة تنقص من قدر الصلاة وأجرها ومع تكرار جلسات النميمة التي يقيمها البعض في المساجد بين الركعات يتآكل ثوابه ويأخذ في النقصان حتي يتلاشي وتتحول صلاته إلي صلاة باطلة. وتؤكد أن من يفعل ذلك هو الذي يبطل صلاته بيده وعلي من حوله عدم الانسياق له ومحاولة توجيهه عملاً بقول الله تعالي “وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة”، ملمحة إلي أن الاستراحات التي تقام وسط صلوات التراويح لا يمنع المصلي من الحديث فيها وإنما هي وسيلة لتبادل الأحاديث النافعة وليست وسيلة لاغتياب الآخرين والكلام فيما لا يجدي نفعًا مما نهي الله عنه رحمة لعباده. وتوضح أنه لابد من حرص كل مسلم علي عدم استنفادحسناته وأجور أعماله في مثل هذه العادات السيئة التي حذر منها الإسلام وأن يرحم الناس من لسانه حتي يرحمه الله عند سؤاله بين يديه يوم القيامة فيما ضيع ثواب صلواته وعباداته وتدعو كل من كان نفسه وقلبه ضعيف ولا يستطيع الابتعاد عن هذه العادة السيئة أثناء صلاته لعدم الذهاب للمساجد والاكتفاء بالصلاة في المنزل حتي لا يتسبب في إشراك غيره في هذه الأمور. ويتفق معها أحمد الشيمي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم حيث يري أن النميمة لا تنقص من ثواب الصلاة وإنما تضيع الثواب تمامًا مشيرًا إلي أن الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار خاصة أن هذه الجلسات في صلاة التراويح جعلت لتذكير المسلمين واستثمارها في الاستماع إلي الدروس الدينية والذكر والتسبيح.