في الذكري الثانية والستين علي وفاة الشيخ محمد رفعت.. صاحب الحنجرة الذهبية المتميزة.. حرصت "عقيدتي" علي الالتقاء بالمحاسب إبراهيم أحمد محمد رفعت.. حفيد قيثارة السماء.. فماذا قال؟! قال المحاسب إبراهيم.. رغم مرور 62 عاماً علي رحيل جدي.. إلا انني مازلت أشعر وأنا أمشي بين الناس بالفخر والاعتزار لكوني حفيد الشيخ الذي مازال يحيا في قلوب وعشاق صوته العذب.. بمجرد ان يذكر أمامي أحد اني حفيد الشيخ أجد الأبواب تفتح بإذن الله.. وأذكر انني ذهبت مرة إلي المدرسة لنقل ابني من مكان لآخر فرفض مدير المدرسة فدخل إليه وكيل المدرسة واخبره بانني حفيد الشيخ رفعت.. فإذا بمدير المدرسة يخرج من مكتبه مسرعاً باحثا عني وقال لي.. تفضل يا حفيد مولانا.. واثني علي جدي وقام بتلبية رغبتي. التواضع وحب الفقراء أضاف المحاسب إبراهيم رفعت- ان أهم ما كان يميز جدي عليه رحمة الله انه كان يهتم بالفقير جداً لدرجة أنه اعتذر ذات مرة لجلالة الملك فاروق عن ذهابه لإحياء مأتم رجل فقير تنفيذاً لوصيته دون مقابل. وفي مسجد أبي العباس المرسي.. عانق جدي رجلاً رث الثياب متواضعا في مظهره فعانقه جدي فقال ولده الأكبر محمد.. وهو "عمي" قال لجدي.. آه يا مولانا لو شاهدت شكل هذا الرجل.. فقال جدي: لعله عند الله أفضل مني ومنك.. أضاف: ما كان جدي يسمح لأحد بأن يقبل يده مطلقاًَ وإذا تمكن أحد كان لا يترك يده إلا إذا قبلها هو الآخر. وعن جمال صوته يروي إبراهيم رفعت: حكت لي أمي ذات مرة: أننا كنا عندما نستمع لصوت الشيخ رفعت علي الطبيعة نشعر بأن الملائكة تسمعه.. وذكرت أيضاً ان جدي كان يقرأ ذات مرة في الحقل فوجدنا شيئاً عجيباً قد حدث. وهو أن العصافير التي كانت تجلس علي الشجرة التي كان يجلس تحتها تصمت حينما كان يقرأ وتتراقص وتصيح عندما كان يتوقف عن التلاوة من شدة جمال الصوت وعذوبته. جنود مجهولة ويروي المحاسب إبراهيم رفعت.. انه من الجنود التي تستحق ان نذكرها بالخير لسعيها واخلاصها في إخراج تسجيلات الشيخ رفعت جزاهم الله عنا خير الجزاء هما اثنان لم نشرف بمعاصرتهما وهما زكريا باشا مهران ومحمد بك خميس.. فقد قاما بجمع تراث الشيخ قبل ان نولد. كما يجب ان نشكر من عاصرنا وهما المهندس عبدالله عبدالعليم - مهندس الصوت- الذي بذل مجهوداً ضخماً لإخراج 4 ساعات من نوادر تسجيلات الشيخ.. مما اضطره إلي أن يعكف علي الأجهزة مدة خمسة آلاف ساعة من أجل تقديم الجديد للعالم الإسلامي دون ان يتقاضي أي مقابل مادي.. تراث جدي وبنبرة حزن يقول حفيد الشيخ ل "عقيدتي" طلبت كثيراً من المتخصصين في هذا المجال بالإذاعة لدرجة انني توقفت عن الطلب بعدما ذهبت لايناس جوهر- رئيس الإذاعة السابق.. وعرضت عليها اننا علي استعداد لأن نقدم تراث جدي دون مقابل ونحن لا نتقاضي مليماً واحداً.. فنحن نكون في قمة سعادتنا عندما نقدم عملاً يكون سبباً في اسعاد البشرية كلها.. وهذه التسجيلات في حاجة لعمل مونتاج وتنقية فقط.. ورغم انني عرضت عليها إهداء هذه التسجيلات النادرة إلا انها لم تهتم. وناشد إبراهيم رفعت- وزير الإعلام ورئيس شبكة الإذاعة ورئيس القطاع الاقتصادي وشركة صوت القاهرة.. سرعة التدخل لإنقاذ تراث الشيخ رفعت.. مؤكداً أن ما يذاع من تسجيلات حالياً بالإذاعة يكفي لمدة ستين ساعة وأن ما لدينا من تسجيلات نادرة لم يذع تكفي لمدة ستين ساعة أخري. وأري ان هذه التلاوة تعد ثروة ليست للعائلة فحسب ولكن تخص العالم الإسلامي اجمع لانه من النادر ان تجد مثل هذا الصوت الرباني أو هذه الموهبة التي هي هبة من الله تعالي وأخشي ان يحرم الناس من هذا الكنز الكبير. وعن التسجيلات الجديدة التي خرجت إلي النور قال الحفيد: بحمد الله وفضله أصبح لدينا الآن تلاوات مدتها 4 ساعات لسور الفاتحة والبقرة وآل عمران ويوسف والكهف ومريم.. وأذكر ان سورة مريم وحدها لدينا منها أربعة تسجيلات في أربعة أماكن وستقدم في احتفالية وزارة الثقافة بقصر الأمير طاز يوم 31 مايو الحالي كما يوجد لدينا تسجيل نادر للشيخ وهو يؤدي الابتهالات والتواشيح الدينية.