أكد الداعية الشاب الشيخ عبدالعزيز محمد عبدالعزيز - إمام وخطيب مسجد الشريف بوسط القاهرة - ان اتقان الداعية لحفظ القرآن الكريم والالمام بالمقامات القرآنية يساعده علي الخطابة بشكل أكثر إقناعاً للجماهير اذ يساعده ذلك في كثرة الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في خطابه الدعوي وهو أمر يثري الدعوة وكذا يمكنه من تجسيد معاني خطابه الدعوي كما يجسد معاني آيات القرآن الكريم وذلك يجعل خطابه مؤثراً في الجماهير. أشار إلي انه علي وزارة الأوقاف تقديم أجهزة كمبيوتر ومكتبات الكترونية والاهتمام بالدعاة من حيث الزي الأزهري الأنيق والتمكين المادي الذي يساعده علي أداء رسالته.. حول كل هذا دار حواره لأهل القرآن. * بداية حدثني عن فضل القرآن عليك كداعية؟ ** أكرمني الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وألتحقت بالمعهد الأزهري ومارست فيه الخطابة في الصف الأول الاعدادي وساعدني في ذلك كون والدي إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف وتخرجت في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ثم عينت إماماً وخطيباً لمسجد الشريف بشارع شريف بوسط القاهرة وطوال هذه الأيام خضت العديد من المسابقات الدينية في المعلومات الفقهية والخطابة فحصلت في عام 2009 علي المركز الأول في مسابقة المعلومات الفقهية العامة ووفقت في مسابقة فرسان المنابر علي قناة الحافظ الإسلامية وسجلت العديد من الأمسيات في برنامج منبر الحافظ وفي مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها مارست الخطابة بشكل مختلف وأشعر فيه بروحانيات خاصة في صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك. * فضل القرآن لا ينتهي فكيف يمثل لك كذخيرة تستعين بها في تقوية خطابك الدعوي؟ ** من المهم جداً للداعية إلي الله والخطيب ان يكون حافظاً متقناً للقرآن الكريم إذ يستعين في خطبه باستشهادات بآيات قرآنية والرد علي الاسئلة والاستفسارات الفقهية إذ ان القرآن يسهم في تكوين شخصية الداعية والخطيب إلي الله كما ان الخطابة تقوم بجزء كبير منها علي الاستشهادات بآيات القرآن. وكذا يقوي القرآن صلة الخطيب بربه عز وجل ويقوي قدرته علي مواجهة الجماهير وثقته في نفسه ويجعله في حالة حضور دائم مع الله ومع الناس كما ان حفظ القرآن يهذب النفس البشرية ويقوي الشخصية أما الداعية الذي لا يتقن حفظ القرآن يكون غير قادر علي مواجهة الجماهير بثقة كافية ويكون خطابة لغوياً لا يرقي للحس الدعوي المطلوب لأن القرآن يهذب النفس ويستحضر روحانيات الدعوة إلي الله ويضبط اللغة ويقوم لسان الداعية والخطيب والداعية الذي لا يحفظ القرآن ليس له حظ من ميراث النبوة علي الاطلاق وعلمنا علماؤنا الأفاضل انه ليس أزهرياً من لم يحفظ القرآن. * ماذا أضاف لك مشاركتك في المسابقات الدعوية والقرآنية المختلفة؟ ** المسابقات اضافت لي الكثير في طريقي للدعوة إلي الله فمن خلالها تجاوزت السلبيات التي يقع فيها الخطيب دون دراية من خلال تجنب الأخطاء النحوية والاستشهاد بالأحاديث النبوية الصحيحة مع العلم بتخريجها. كما تعلمت منها كيف تكون الدعوة إلي الله ووضع مبادئ تلخص موضوع الخطبة والدراية بمنهج الدعوة وعدم الوقوع في الأساليب الخاطئة وكل مرة اصعد فيها المنبر استخدم ما تعلمته من نصائح وتوجيهات لأبلغ عن الله ورسوله بحق. * صوت القارئ الجيد والالمام بالقواعد اللغوية والقراءات والمقامات القرآنية.. كيف تري أهميتها جميعاً للداعية والخطيب؟! ** لاشك ان الالمام بكل هذه الأمور مهم للغاية لان الداعية حين يؤم المصلين أويخاطبهم في خطابه ويجسد معاني القرآن الكريم تجسيداً جيداً يضيف إلي قدراته وتمكنه في دعوته بحيث يرفع صوته في المعني الذي يحتاج ويخفض في المعني الذي يلزم ذلك وهو ما ينعكس أيضاً من قراءة القرآن الكريم علي الخطابة التي تحتاج أيضاً للتناغم بين صوت الخطيب وطبيعة المعاني التي يبلغها. ودعني اضرب لك مثالاً فإذا تحدثت عن قضية تتعلق بالكافرين وأحوالهم ومسألة تتعلق بالحزن علي سوء مصائرهم فالطبيعي ان يتحدث بمقام الصبا وإذا تحدث عن أحوال أهل الجنة وليعبر عن فرحة فيستعين بمقام السيكا وهكذا تعكس هذه المقامات القرآنية احساس وتفاعل القارئ والخطيب مع المعاني وهو ما يساعد علي تبليغ رسالته لمتابعيه. * إذن انت تري ان للتمكن من الأداء الصوتي دور اقتناع الجماهير بالخطيب؟ ** بالطبع هذا التمكن الصوتي مهم للغاية ويساعد في إقناع الجمهور بالخطيب وقدرته علي تبليغ رسالته ويجذب الناس حوله وتلك أمور في غاية الأهمية. * وماذا عن اعداد خطابك الدعوي؟! * اعداد الخطاب الدعوي أمر في غاية الأهمية إذ اعتمد في ذلك علي كتب التراث خاصة تلك الكتب التي تتناول الخطابة فهؤلاء العظام الذين استطاعوا ان يعلمونا كجيل جديد علي بداية طريق الدعوة فنون الدعوة والخطابة من خلال العناصر والاحاديث المخرجة بأسانيدها الصحيحة والأحاديث الضعيفة لا مجال لها إلا إذا توافرت شروطها ومنها إذا كانت تدعو إلي فضائل الايمان وأيضاً المواضيع من خلال مناقشة مشكلات المجتمع المعاصر. * وأخيراً ماذا تتمني ان تقدم لك الأوقاف لتكون علي المستوي الذي تتمناه؟ ** اتمني من وزارة الأوقاف أن تهتم بأمور الدعاة جيداً وتلك أمنية اتمناها من الله أولاً ثم من العاملين عليها كأن تقدم لهم الكتب التي يستطيعون وتوفير أجهزة كمبيوتر وموسوعات فقهية علي اسطوانات وتفعيل الموقع الالكتروني للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية لخدمة الدعاة. كما اتمني الاهتمام بزي الإمام وتوفير الامكانات المادية التي تهييء الداعية للقيام بمهمته