أكد الدكتور ياسر برهامي رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية أنه لابد من التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية حفاظاً علي مصلحة الفرد والمجتمع. وقد أخر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إقامة الحد علي المرأة الزانية عامين وتسعة أشهر. ذلك لأن جلب المنفعة مقدم علي درء المفسدة في الإسلام.. مشيراً إلي أنه لم يتم تحطيم محلات الخمور بالقاهرة والمحافظات بالقوة لأن ذلك سوف يحدث مفسدة. لاننا نحاول من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التصدي لهذا الأمر. أضاف د. ياسر برهامي خلال المحاضرة التي ألقاها تحت عنوان "مشاهد إيمانية في الأحداث" بمسجد أم المؤمنين عائشة ببورسعيد ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي للدعوة السلفية بالمدينة أن الإنسان المؤمن يشهد في الأحداث التي تموج بها البلاد. ما يقوي إيمانه إلا أنه يحتاج في ذلك إلي التأمل والتدبر والاستعانة بآيات القرآن الكريم لبيان الدلالة.. ومن هذه المشاهد "تقلب القلوب" وقد أكد النبي صلي الله عليه وسلم أن "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" وتأمل كيف عاشت الشعوب عهوداً طويلة مستسلمة ومستكينة. حتي يأس العلماء من أن يتحرك الناس لإزاحة الطواغيت.. فإذا بالقلوب تتقلب وتنتفض لتتحد لتغير الواقع الذي نعيش فيه. وجمع الله قلوب ملايين البشر علي هدف واحد وهو إزالة الفساد. وقذف الرعب في قلوب هؤلاء المفسدين. لأن مقلب القلوب أمر أن يجمع القلوب علي هدف واحد ليس في بلد واحد لكن في عدة بلدان. ولننظر إلي ما يحدث اليوم أراد الله أن تختلف القلوب حول سياسة الأمة ودستورها. مبارك والقذافي أشار برهامي إلي أن من أهم هذه المشاهد مشهد "العزة" ونحن جميعاً رأينا عزة الله سبحانه وتعالي لنا فالله بعزته هو الذي أمر وبعزته جمع وحفظ ونصر وأيد ونفذ مشيئته في أهل الفساد. لأنه سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء.. وكذلك مشهد "الحكمة البالغة" لأن من حكمة الله البالغة التميز والتمحيص بين الناس والاختبار والابتلاء لأنه سبحانه القادر فوق عباده.. وقد رأينا آية في فضله وعدله وحكمته سبحانه بمقتل القذافي ووقوف مبارك خلف القضبان. القوة والأمانة قال ياسر برهامي أن مشهد "القدر" يفسر الفتن التي مرت علينا والتي كنا نظن أنها سوف تدمر البلاد والتي كان آخرها أحداث استاد بورسعيد والتي كان يمكن أن تؤدي إلي حرب أهلية.. ولكن الله سلم لأنه سبحانه وتعالي يدفع الناس بعضهم ببعض لأنه لا يملك دفع الأحداث وصرف البلاء إلا الله.. ولعل الصراع الدائر الآن بين العلمانيين والإسلاميين ابتلاء من الله عز وجل ليختبرنا ويعلم هل نستطيع أن نواجه هؤلاء ونتصدي لأفكارهم بالحوار الهادف وأن نأخذ بالأسباب ونكون يداً واحدة ونعمل بمبدأ "القوة والأمانة" التي هي إكسير النجاح ومفتاح الاستخلاف.. لأن القوة تعني مجموع القدرات والإمكانات المادية والمعنوية التي يتمتع بها الإنسان والأمانة تعني حفظ ما أمر الله تعالي به و"القوة والأمانة" جعلت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يردد مراراً "اللهم أشكو إليك قوة الخائن وضعف الأمين" ونحن نحتاج الآن إلي القوة والبصيرة لاختيار الأفضل وسط الخطابات الخبث التي تستهدف إشعال البلاد وخرابها. ولابد أن نلتزم بتطبيق شرع الله وإقامة الدين ويجب ألا نضيع عمرنا في الحديث عن الذي ينبغي أن نفعله. وعندما يؤتي وقت الفعل لا نفعل أي شيء. لا نسير علي خطي الحرية والعدالة وألمح برهامي خلال إجابته علي أحد الأسئلة إلي أن حزب النور لا يسير علي خطي حزب الحرية والعدالة. ولكن نتوافق علي ما فيه مصلحة الأمة. يدلل أننا رفضنا سحب الثقة من حكومة الجنزوري ونحن لا ندعم أبداً أي توجه يخالف شرع الله.. وأضاف أن حزب النور لم يتخذ موقفاً سلبياً أو إيجابياً من أي مرشح للرئاسة حتي الآن لأننا نري أن المسئولية صعبة في اختيار مرشح بعينه لأنه لن يتحمل مسئولية مصر فقط ولكن يتحمل مسئولية الأجيال القادمة ومسئولية العديد من البلدان والشعوب التي تنظر إلي التجربة المصرية وما يسفر عنها.. وأري أن فرداً واحداً يستطيع حمل جبل بمفرده ولكن لابد وأن نحمله جميعاً.