مهما تباينت المواقف، واختلفت المشاعر لدي كل من شاهد، أو تابع، أحداث ووقائع المحاكمة التاريخية وغير المسبوقة، للرئيس السابق حسني مبارك، ونجليه،...، إلا أن احدا علي الاطلاق، لن يستطيع ان ينسي او يتناسي، علي مر الأيام، والسنين، ما رآه، وما سمعه في تلك المشاهد التي توالت امام اعين الجميع، وعلي مرأي ومسمع من العالم كله، وحفرت لها مكانا في ذاكرة الكل، يصعب ان يمحوه الزمن. وللحقيقة، فإن هناك العديد من الدروس، والكثير من العبر لابد ان يتوقف عندها، ويتنبه إليها، ويستفيد منها، كل من شاهد أو تابع احداث ووقائع المحاكمة، وما دار فيها، وما اختلط خلالها من مشاعر وانفعالات، في نفوس جميع الناس، علي ختلاف مواقفهم، وتوجهاتهم، السياسية والفكرية والاجتماعية. ولعل أول هذه الدروس وتلك العبر، هو ضرورة التسليم الكامل بالحقيقة المطلقة في هذه الحياة، والتي نتغافل عنها جميعا، ونحاول تنحيتها عن الذهن وابعادها عن الخاطر في كل الأوقات، وغالبية الأحيان، وهي أن دوام الحال من المحال، وان الأيام دول، وأنه لابقاء لنعمة، ولا زوال لها إلا بإذن الله الواحد القهار سبحانه بيده الملك، يعطيه لمن يشاء، وينزعه عمن يشاء، وهو المعز المذل. ويتصل بذلك، ويرتبط به، في رباط وثيق، ضرورة الوعي بأن كل ما يعطيه لنا الله، وكل ما يمنحه لنا هو نعمة لابد من الحفاظ عليها، وهو ابتلاء في ذات الوقت، فالقوة نعمة وابتلاء، وكذلك الثروة، والجاه، والسلطان والنفوذ والحكم،...، ولابد من ان نشكر الله علي النعمة، وان نسعي بالحق والعدل والاحسان كي نكون عند حسن الظن في الابتلاء. أما ما لا يجب ان ينسي علي الاطلاق فيما رأيناه وشاهدناه وعشنا وقائعه، فهو انه لم يكن متاحا لأحد علي الاطلاق ان يري ما رآه، لولا الموقف التاريخي والتلقائي، والبطولي لجيش مصر العظيم الذي انحاز للشعب وساند الثورة ووقف حاميا لها ومدافعا عنها.