* يسأل عمر حساني: ما حكم الجهر في المسجد للتسبيح أو قراءة قرآن خصوصا سورة الكهف يوم الجمعة قبل الأذان؟ ** جاء في المجلد 19 في مجلة الأزهر ص838 أن قراءة سورة الكهف كما هو معهود الآن في المسجد يوم الجمعة بصوت مرتفع قبل صلاة الجمعة بدعة مستحدثة لم تعرف في عهد الرسول - صلي الله عليه وسلم - ولا في زمن الصحابة والسلف الصالح - رضي الله عنهم - ويظن العامة أن قراءتها بهذه الكيفية وفي ذلك الوقت من شعائر الإسلام فهي مكروهة لاسيما وأن قراءتها علي هذا الوجه تحدث تشويشا علي المصلين فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: اعتكف رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجرون بالقراءة فرفع الستر وقال: إلا أن كلكم مناج لربه فلا يؤذي بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم علي بعض في القراءة. وقال ابن عماد من الشافعية تحرم القراءة جهرا علي وجه يشوش علي مصل وقيل مثل ذلك في كتب الحنابلة كذلك جمهرة علماء السلف من الصحابة ومن التابعين ومن بعدهم وقال في الدر المختار من السادة الأحناف يحرم رفع الصوت في المسجد بذكر إلا للمتفقهة الذين يدرسون الأحكام الشرعية وكذلك الحكم في قراءة غير سورة الكهف من القرآن الكريم وفي الجهر بالتسبيح والتهليل مما يحدث تشويشا علي المصلين بل نص المالكية علي أن ذلك إذا أحدث تشويشا فهو حرام وقال الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله تعالي أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة في المسجد في الوقت الذي اعتاد أن تقرأ فيه وعلي الكيفية التي تقرأ بها شيء حدث بعد العصور الأولي في الإسلام ولم يؤثر حتي عصر الأئمة أنها كانت تقرأ بتلك الكيفية فهي من هذه الجهة تدخل في دائرة البدع وقراءتها تحدث تشويشا علي المتنفلين والذين يؤدون تحية المسجد فإذا فرضنا أنها لم تقرأ أصلا لكان خيرا وسماعها من المذياع ليس إلا سماع قراءة جهرية لسورة الكهف المبتدعة وحكم سماعها أو قراءتها من نفس القارئ فمن شاء أن يترك سماعها عن طريق الراديو فليترك قراءتها عن طريق قراءة القارء والعبادة بالمأثور لا يصح الزيادة فها نعم أن النبي - صلي الله عليه وسلم قال "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعهة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". نلاحظ أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال "يوم الجمعة". ولم يقل "من يوم الجمعة". أي أنه لم يحدد وقتا معينا ولا ساعة معينة في يوم الجمعة والحديث يقول من قرأ ولم يقل من سمع أي أن الأجر للقارئ الذي لا يشوش علي الناس في المسجد وأقول للسادة العلماء بينوا للناس أن أول شعائر الجمعة ليس القرآن بل الآذان لقوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله" الجمعة وأن النبي - صلي الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك ولا السلف ولا الخلف بل إن الذي فعل ذلك هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل مائة وعشرين ألفا بدون ذنب لكي يمنع الناس من التحدث عن فظائعه في المسجد أو ذكر السادة العلماء بالحديث الصحيح "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.