رئيس الوزراء يشهد توقيع أمر شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة واتفاقية البرنامج الشامل للتعاون    المشاط: تطوير البنية الرقمية الحكومية ركيزة أساسية لتحقيق النمو والإنتاجية    قناة السويس تمد العمل بتخفيضات رسوم عبور عدة أنواع من السفن حتى يونيو 2026    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء 19 نوفمبر 2025    هجرة مليون بريطانى خلال 4 سنوات من المملكة المتحدة لهذا السبب    اتصال هاتفى بين وزير الخارجية ونظيره الايطالى    العارضة تضيع على الأهلي والمقاولون استثمار 8 فرص بالدوري    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    بالأسماء، ضحايا حادث الطريق الصحراوي الغربي في قنا    حبس أم ألقت طفلتها الرضيعة وسط القمامة في الشرقية    المسلماني: برنامج دولة التلاوة تعزيز للقوة الناعمة المصرية    بعد أزمته الصحية.. حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    أحمد المسلماني: برنامج الشركة المتحدة «دولة التلاوة» تعزيز للقوة الناعمة المصرية    خالد عبدالغفار: دول منظمة D-8 تعتمد «إعلان القاهرة» لتعزيز التعاون الصحي المشترك    الصحة: مصر خالية من الخفافيش المتسببة في فيروس ماربورج    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    فرق الصيانة بالسكة الحديد تجرى أعمال الصيانة على القضبان بشبرا الخيمة    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    جامعة قناة السويس تدعم طالباتها المشاركات في أولمبياد الفتاة الجامعية    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضائل سور القرآن من الأحاديث النبوية
نشر في الفجر يوم 15 - 10 - 2011

قول الإمام الشعراني (1) في كتابه لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية : وقد أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواظب على قراءة ما ورد من الآيات والسور كل يوم وليلة كالفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وخواتيم سورة آل عمران وقراءة سورة يس والواقعة والدخان وتبارك ونحو ذلك .
والأحاديث في ذلك مشهورة ومن واظب على ذلك كان في حرز وأمان من الآفات الظاهرة والباطنة وأكثر من يخل بهذا العهد طلبة العلم الذين حدثوا في هذا الزمان فلا تكاد تجد لأحدهم وردا من القرآن ولا من الأذكار وإن كلمهم أحد في ذلك جادلوه وقالوا نحن مشغولون بالعلم وربما جلس أحدهم يلغو ويمزح ويستغيب الناس أضعاف زمن تلك الأوراد ولا يقول لنفسه قط إن الاشتغال بالعلم أفضل أبدا بل ربما نسي بعضهم القرآن في حجة اشتغاله بالعلم وهو ذنب عظيم كل ذلك لعدم من يربيهم وقد كان السلف الصالح إذا رأوا طالب العلم لا يعتني بالعمل لا يعلمونه العلم .


72- عن أبي سعيد بن المعلّى (2) رضي الله عنه قال : كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أُجبه قلت يا رسول الله كنت أصلي قال : " ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكُم " ثم قال : " ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ؟ " فأخذ بيدي فلما أردنا الخروج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال :

" الحمد لله رب العالمين . هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُهُ " .

رواه البخاري وأبو داؤد



73- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب في السماء فُتح اليوم ولم يُفتح قطُّ إلا اليوم فنزل منه مَلَك فقال هذا مَلَك نزل إلى الأرض لم ينزل قطُّ إلا اليوم فسلَّم وقال أبشر بنورَين أوتيتَهُما لم يُؤتَها نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيتُه .

رواه مسلم

روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كَفَتَاه " (3) أي يمنعان عنه الأعداء والمصائب : أعداء الإنس والجن ومصائب الآخرة فيبقى في ليلته في حرز أمين قال تعال: { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ } (4) وربما يقصد " بكَفَتَاه " عظم أجرهما أو عظم الدعاء الوارد فيهما أو بأن يكون في أمان فإن مات مات على الإيمان . وهكذا قُرِنت خواتيم سورة البقرة وهي آيتان أو ثلاث آيات قوله تعالى : لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .. إلى آخر السورة بسورة الفاتحة التي هي السبع المثاني . ويستحب في آخر قراءة هذه الثلاث آيات قول آمين كما في سورة الفاتحة ، لأن الدعاء فيها دعاء جليل فقيه الدعاء بعدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان وتشبه الفاتحة كذلك في احتوائها الدعاء بعدم سلوك صراط المغضوب عليهم والضالين بقوله تعالى : { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } .



74- عن أبي بن كعب (5) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم " قلت الله ورسوله أعلم قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ " قال : قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال : والله ليهنك (6) العلم أبا المنذر " .

رواه مسلم وأبو داؤد

انظر إلى أدب الصحابي الجليل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابته الله ورسوله أعلم مع علمه بالجواب . وهكذا كان أدب الرجال العظام الذين تأدبوا بآدابه صلى الله عليه وسلم وربّاهم بنفسه فنعم الصحب صحبه ونعم الأدب أدبهم .



75- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . إقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامَتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صَواف تحاجّان عن أصحابهما إقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " .

رواه مسلم والترمذي

سورة البقرة وآل عمرات تحويان الكثير من الحكم والأمثال والعظات فمن حفظهما وأقام حدودهما وائتمر بأوامرهما وانتهى عن نواهيهما كان حقا على الله أن يشفعهما فيه يوم القيامة لتحاججان عن صاحبهما فهما بركة لمن يتلوهما وحسرة على من يتركهما يوم القيامة حين يجد ما أعد الله تعالى لمن أوتيهما في هذه الدنيا .

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الله يوفق لمثل هذه الأعمال من يحب أما من لا يحب فإنه لا يمكنه من حفظهما أو أداء حقهما حتى ولو حاول ذلك ابتغاء غير وجه الله تعالى .

غيابتان من غيابة وهي الظلة أو الغمامة والبطلة أهل الباطل .



76- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : قد شبت يا رسول الله قال :

" شيبتني هود وأخواتُها الواقعة والمرسلات وعمَّ يَتَسَاءَلُونَ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِرَت " .

رواه الترمذي

سورة هود احتوت على آية الأمر بالاستقامة { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } (7) وهي حمل ثقيل بالأمر بالاستقامة كما أمر الله تعالى وهو أمر ليس خاصا به بل لمن اتبعه بقوله تعالى : { وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا } .

وأما سور المرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت فكلها وصف لشدائد يوم القيامة : يوما يجعل الولدان شيبا . وتنذر الناس إنذارا شديدا . ففي سورة المرسلات تكرار للويل للمكذبين عدة مرات وفي عمَّ يتساءلون وصف للقيامة بالنبأ العظيم وفي التكوير وصف للحوادث الكونية الرهيبة يوم القيامة وفي الواقعة كذلك فهي الخافضة الرافعة ووصف أحوال أصحاب أهل اليمين وأصحاب الشمال وأحوال السابقين السابقين اولئك المقربين .



77- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجُمعتين " .

رواه البيهقي والحاكم وصححه



78- عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عُصِمَ من الدجال " .

رواه مسلم وأحمد والنسائي وأبو داؤد

وفي رواية من آخر سورة الكهف (8) والأفضل الجمع بينهما بحفظ عشر آيات من أولها وعشر من آخرها والأفضل من ذلك حفظ السورة كلها وترديدها أيام الجمع كما مرَّ في الحديث السابق .



79- عن معقل بن يسار (9) رسول الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" قلب القرآن يس لا يَقرَؤُها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له . إقرأوها على موتاكم " .

رواه الإمام أحمد والبيهقي وصححه



80- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة " .

رواه الطبراني وصححه



81- عن عبد الله بن مغفل (10) رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح .

رواه ابن ماجه

في هذا الحديث جواز بل استحباب التلاوة أثناء السفر والمشي والركوب وفي الطريق وقد روي ذلك عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه . كما أن الحديث يدل على ضرورة تعاهد القرآن وتلاوته سفرا وحضرا كما أن تلاوة سورة الفتح يوم الفتح كانت سورة بالمناسبة لذلك يسن تلاوة الآيات أو السور التي لها علاقة بالمناسبة التي يمر بها المرء في حياته .



82- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من قرأ سورة الواقعة كلَّ ليلة لم تُصِبهُ الفاقَةُ أبدا " .

أخرجه أبو عبيد وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي



83- عن العرباض بن سارية (11) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول :

" إن فيهن آية خير من ألف آية " .

المسبحات هي خمس سور : الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن ، ولعل الآية المشار إليها في الحديث { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ } (12) ... إلى آخر السورة .

القرآن كله خير وكله فاضل . فهل هناك آية أفضل من آية ؟ كل القرآن كتاب الله لكن موضوع الآية وما تحتوي يختلف عن آيات أخر فليس موضوع قل هو الله أحد وهو خلاصة التوحيد كموضوع " تبت يدا أبي لهب " وهي ذم واحد من الكفار فالموضوعان مختلفان وبذلك فُضِّلت الآية الأولى من حيث موضوعها على الآية الثانية في موضوعها لكن كلا الآيتين سواء من حيث أنهما كلام الله تعالى .



84- عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وُكِّلَ به سعين ألف مَلَك حتى يُمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قال حين يُمسي كان بتلك المَنزِلة " .

رواه الترمذي

الشهيد في الحديث هذا لعله أقل درجة من الشهيد الذي تشير إليه أحاديث أخر بأنه الذي يركب فرسه حتى يستشهد في سبيل الله فذلك شهيد في الجهاد في سبيل الله . أما الغريق فهو شهيد ومن تردى من جبل فهو شهيد ومن مات وهو يطلب العلم فهو شهيد ولعل الشهيد هو بهذه المنزلة فهو بتلاوته هذه استودع الله تعالى ما أقر في هذه الآيات من اعتراف بوحدانية الله وخضوع لسلطانه وعهد بطاعته وهؤلاء جميعا شهداء لكنهم أقل درجة من الشهيد الذي ذُكر أولا .



85- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفِرَ له وهي تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ المُلْكُ " .

رواه أبو داؤد والترمذي وقال حديث حسن

روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءَه ( أي خيمته ) على قبر وهو لا يعلم فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضَرَبتُ خِبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ تبارك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تُنجيه من عذاب القبر .

وعذاب القبر ثابت بالقرآن الكريم بقوله تعالى : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (13) فهذه السورة تشفع لصاحبها الذي يكثر قراءتها وتمنع عنه عذاب القبر وتنجيه منه .



86- عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزُمَر وبني إسرائيل .

رواه الترمذي



87- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قرأ والتِّينِ والزَيتُونِ فانتهى إلى آخرها فليقل بَلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أُقْسِمُ بِيومِ القِيامُةِ فانتهى إلى أخرها أَلَيسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيِ المَوتَى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبَلَغَ بِأَيِّ حَدِيثٍ بَعدَهُ يُؤمِنُون فليقل آمنَّا بالله " .

رواه أبو داؤد والترمذي

وهكذا على من يقرأ القرآن أن يكون حاضر الفكر فإذا مر بآية رحمة سأل الله أن يرحمه أو آية عذاب دعا الله أن يصرف ذلك عنه وإن مر باستفهام أجاب كما في هذه الآيات وبآية سجدة سجد وبآية دعاء رفع كفيه للدعاء وإن كان الدعاء طلبا لصرف أمر مكروه قلب كفيه ودعا وكل ذلك مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .



88- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من قرأ إِذا زُلزِلَتِ عَدَلَتْ له بنصف القرآن ومَن قرأ قُلْ يا أَيُها الكَافِرون عَدَلَتْ له بربع القرآن ومن قرأ قُلْ هُو الله أَحد عدلت له بِثُلُث القرآن " .

رواه الترمذي

معادلة السور بجزء من القرآن بناء على ما تحتويه من مواضيع فالقرآن ترغيب وترهيب وسورة الزلزلة ترهيب من يوم القيامة فهي نصف الموضوعين وسورة الكافرون براءة من الكفر والكافرين وسورة الإخلاص إثبات للتوحيد وإقرار بصفاته وكل هذه أركان عظيمة من أركان الإسلام وهي خلاصة لجزء عظيم من الدين لذلك فقد عودلت لما ذكر من أجزاء من القرآن .



89- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من قرأ بعد صلاة الجمعة قُلْ هُوَ الله أَحد وقُلْ أَعوذُ بِرَبِ الفَلَق وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النَّاسِ سبع مرات أَعاذَهُ الله من السوء إلى الجمعة الأخرى".

رواه ابن السني - حديث صحيح

صلاة الجمعة (14) تتكرر مرة في الأسبوع فهي صلاة مختصة بفضل عميم وتمام ذلك الفضل بانتهائها ثم الدعاء أو قراءة القرآن بعدها أو ذكر الله تعالى وما هذه السور سوى سور إقرار بوحدانية الله تعالى والدعاء والاستعاذة رجاء أن يستمر فضل هذه السور وبركاتها إلى الجمعة الأخرى . فالمؤمن كالتاجر النهم لا يدع لحظة ولا مناسبة ولا وسيلة للربح إلا استخدمها وطلب الاستزادة من الثواب والبركات والدعاء رجاء أن يقع على لحظة يتجلى الله تعالى على خلقه فيها وينعم عليهم بالإجابة ومثل هذه المناسبات تتكرر كل صلاة وكل ليلة وكل جمعة وكل رمضان وكل حج وهكذا.



90- بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" أخبروه أن الله يحبه".

رواه مسلم

تشير هذه الآية إلى مدى الفهم العميق الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن والشريعة . فإن إكثار الصحابي لتلاوة قل هو الله أحد حتى في كل ركعة لحبه تلك السورة كان أمرا جديدا محدثا لم يسبقه أحد بذلك لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة فهو بدعة لكن تلك البدعة كانت بدعة حسنة لا بسبب تقرير وموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم له لأن ذلك حدث فيما بعد ولكن بسبب أن تلك البدعة تتماشى مع روح الدين في تعظيم الله وتقديسه وحبه وحب الآيات من القرآن التي تعظم صفاته . ثم بعد ذلك جاء الحديث الشريف هذا في إقرار ما قام به الصحابي واعتبار فعله سنة يجازى بها بحب الله تعالى له وهذا مكمل لما سبق أن ذكر في الحديث 34.



91- عن عقبة بن عامر (15) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" ألم تر آيات أُنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس".

رواه مسلم

حقا إن كل آية أو مجموعة من آيات في القرآن ليس لها مثيل فهاتان السورتان سورتا استعاذة ليس لهن مثيل في القرآن كله ولم يعرف العرب لهن مثيل في كلامهم وقد اختصتا بالاستعاذة والرقية وبفضل كبير.



92- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(16)".

رواه الطبراني

لله تعالى تسع وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة وحفظ تلك الأسماء هو استظهارها والعمل بما تأمر به والتلبس بما تأمر به من تجليات وقد أخفى الله تعالى بين تلك الأسماء اسمه الأعظم وقد ورد في هذا الحديث وفي أحاديث أخر إشارات إلى مواضع الإسم الأعظم في القرآن الكريم أو بين أسمائه تعالى . وقد اختلف العلماء في الاسم الأعظم كثيرا وهو مما أخفاه الله تعالى كليلة القدر بين الليالي العشر الأواخر من رمضان وساعة الإجابة يوم الجمعة .

والاسم الأعظم هو الاسم الذي إذا دعي الله به أجاب . وكل أسماء الله تعالى الحسنى مذكورة هي الأخرى في القرآن أيضا .


(1) الإمام عبد الوهاب الشعراني من كبار علماء القرن التاسع اهجري وله مؤلفات كثيرة .

(2) هو أبو سعيد الحارث بن نفيع بن المعلى الأنصاري توفي سنة 74 ه .

(3) رواه الأربعة عن عبد الله بن مسعود .

(4) سورة البقرة الآية 137 .

(5) أبي بن كعب الأنصاري سيد القراء كان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد كلها وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم مات سنة 20 ه .

(6) ليهنك : أي ليهنئك .

(7) سورة هود الآية 112 واللفظ مكرر في سورة الشورى كذلك الآية 15 .

(8) حديث من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من الدجال عن أبي الدرداء رواه مسلم وأحمد والنسائي .

(9) معقل بن يسار المزني أسلم بعد الحديبية وشهد بيعة الرضوان قيل هو الذي حفر نهر المعقل بالبصرة بأمر من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنسب إليه . مات في آخر خلافة معاوية .

(10) عبد الله بن مغفل المزني شهد بيعة الشجرة وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب ليفقهوا أهل البصرة مات في البصرة عام 59 ه .

(11) العرباض بن سارية : صحابي مشهور من أهل الصفة وكان يقول أنا رابع الإسلام . نزل حمص ومات سنة 75 ه .

(12) سورة الحشر الآية 21 .

(13) سورة غافر الآية 46 .

(14) فقد قال الله تعالى بعد الأمر بصلاة الجمعة { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } سورة الجمعة الآية 10 .

(15) عقبة بن عامر الجهمي كان عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا وهو أحد من جمع القرآن عن عهد عثمات رضي الله عنه مات في خلافة معاوية .

(16) سورة آل عمران الآية 26 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.