* بين الأزهر والأقصي توأمة ضاربة بجذورها عبر أزمان طويلة.. فقد أصلح صلاح الدين الأزهر وحرره من الفكر الشيعي وسلمه لعلماء أفاضل من أهل السنة فكراً ومنهاجاً ومن أهل التصوف تربية وسلوكاً. * فقد جمعوا بين حب أهل البيت وحب كل الصحابة رضوان الله عليهم.. ولم يفرقوا بين الحسن والحسين من آل البيت.. ولم يفرقوا بين علي و أبي بكر وعمر من الصحابة. * وأحبوا الجميع علي السواء في وسطية مصرية رائعة ظلت مضرب الأمثال علي مر العصور. * ثم بني صلاح الدين الأيوبي منبراً للمسجد الأقصي قبل تحريره تيمناً بالفتح القريب للقدس والحرية للأقصي. * ومن الأزهر الشريف انطلق المؤتمر الحاشد لنصرة المسجد الأقصي والقدس الذي عقد يوم الجمعة الموافق 24/2/2012م.. حيث تزايدت وتيرة تهويده. * ومن قلب الأزهر وفي أول مؤتمر شعبي يحضره المجاهد د. إسماعيل هنية خارج غزة.. ويجتمع إليه مرحبين أكثر من عشرة آلاف مسلم معظمهم من المصريين وبعضهم من طلبة الأزهر من كل الدول الإسلامية . * وعندما صعد هنية ولأول مرة في حياته منبر الجامع الأزهر متحدثاً في الجموع الغفيرة .. هتفوا له هتاف المحب المشتاق والمناصر لقضية فلسطينوالقدس. * لقد قدم هنية وأنصاره من قبل ما أهلهم لهذا الترحيب والثناء والحب . * لقد غرس هو وشعبه في غزة والآن يحصد بعض غرسه .. ويجني جزءاً من ثمرة كفاحه .. إنها جائزة من السماء تقدم لهم بعد فترة كفاح شاقة وعصيبة قدموا فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحي .. وحوصروا عدة سنوات قبل أن يأتي الفرج والنصر .. وحصارهم كان دائماً يذكرني بحصار المشركين للرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه في شعب أبي طالب. * إنه تكريم الله للمجاهدين حتي لا ييأس"وا من رحمة الله .. وحتي لا يظنوا أن الله قد تركهم أو جفاهم . * فها هي مصر الثورة تفتح أبوابها لهنية وحماس بعد طول إغلاق . * وها هو هنية والزهار في الأزهر وعلي منبره العظيم بعد أن كاد اليأس يتسرب إلي الأفئدة .." حتي إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين". * وقد أسعدني قول د. هنية: * : أتينا إليكم من أرض غزة العزة ومن بين أكناف بيت المقدس نحمل عبق الشهداء وعظمة ومجد المجاهدين في سبيل الله وهم يحملون المصحف بيد والسلاح باليد الأخري. * يا شعب مصر العظيم .. نأمل فيكم التحرير والاستقلال .. ليس لفلسطين فقط بل للأمة بأسرها في تحرير قراراتها ومقدراتها وإرادتها والتحكم في مستقبلها". * وقوله: *" مصر العمق الاستراتيجي لفلسطين والرائدة والقائدة للأمة .. حيث نشعر في فلسطين بأن انتصار الثورة المصرية بداية لتطهير الأقصي والقدس وتحرير فلسطين". * لقد افتتح د.صلاح سلطان المؤتمر بحماسته الهادرة وصوته المتدفق .. وكأنه قائداً عسكرياً يحشد الحشود للتحرير .. ثم قدم هنية الذي تحدث طويلاً بلغة هادئة ولكنها قوية .. إنها لغة القادة الذين يدركون أن لكل كلمة حساباً إنها البداية لتحرير فلسطين .. الذي قد يأتي بعد عشر أو عشرين سنة .. وقد لا يدرك زمان تحريره المتحدثون من أمثالي وأمثال الزهار والبلتاجي وسلطان وجمال عبد الستار وغيرهم . * ولكن يكفي أن هؤلاء بذروا بذور تحرير الأقصي وأنهم عاشوا اللحظة الأولي التي جمعت بين مصر وفلسطين عودة الوئام بينها مرة أخري "ان مصر لا تستغني عن فلسطين. والأخيرة لا يمكن أن تحيا أو تتحرر بدون مصر. * لقد أدركت في المؤتمر أننا اليوم بدأنا الطريق الصحيح والخطوة الأولي لتحرير القدس .. فللقدس شفرة خاصة لن يستطيع فكها سوي حاكم عادل صالح رفيق مع شعبه عزيز مع أعدائه . * وقد حاول تحرير القدس حكام عرب كثيرون ولكنها استعصت عليهم لأنهم لم يحكموا شعوبهم بالعدل والرفق .. وبالتالي لم يستطيعوا أن يفكوا شفرة القدس * وأول خطوة في تحرير القدس هو بناء مصر ودعم مؤسساتها .. فمصر الضعيفة اقتصادياً وتعليمياً وتقنياً وأمنياً لا تستطيع أبداً أن تقوي علي تحرير القدس أو حتي المساندة الفعالة. وللحديث بقية العدد القادم إن شاء الله تعالي