* يسأل محمد محمود عبدالحميد عن رأي الدين في مؤلف الأغاني والمسرحيات والتمثيليات وشرعية الأجر الذي يتقاضاه المؤلف عن التأليف؟ ** يجيب الشيخ عبداللطيف حمزة مفتي مصر الأسبق: حكم الاستماع لأصوات المغنيات يتوقف علي حالة هذه الأصوات. فإن كان فيها تكسر وإثارة للشهوة فإنها تحرم ويحرم تأليفها وما يتقضاه المؤلف من أجر عن تأليفه. لما في ذلك من الوقوع في الإثم. ولما في هذه الأصوات من إثارة للفتنة وكذلك إذا كان الغناء يتضمن شيئا منكرا حراما فإنه لا يجوز صدوره من مؤلفه ولا يجوز الاستماع إليه من غيره. أما إذا كان الصوت مستقيما عفيفا غير متكسر. وكانت المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة شريفة وتبعث الهمة والنجدة وفضائل الأخلاق فلا يحرم تأليفها وبالتالي ما يتقاضاه المؤلف من أجر عن تأليفه وقد جاء في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم أنه ذهب لتهنئة إحدي الصحابيات بعرسها واسمها الربيع بنت معوذ. وهنا سمع فتيات يضربن علي الدفوف ويرددن الغناء ولم ينكر عليهن ذلك. ولكن قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد قال النبي صلي الله عليه وسلم: "دعي هذا وقولي ما كنت تقولين" كما أباح الإسلام الغناء والضرب بالدفوف في إعلان الزواج. أما بالنسبة للمسرحيات والتمثيليات. فالسينما والمسرح والتمثيليات لون من ألوان التمثيل المعروف بين الناس. وإن كانت السينما تعتمد علي الصورة أكثر من المسرح أما التمثيليات فتعتمد علي الصوت والمراد علي الصورة من التمثيل -كما يقرر أهلوه- هو عرض مشاهد الحياة والأحياء بصورة تحليلية. بقصد تجسيم الأخطاء لتجنبها. وتمجيد الفضائل للاستمساك بها وضرب الأمثال والعبر بطريق فني. لا يظهر فيها الوعظ أو الإرشاد إلا بطريق الإيحاء أو بطريق غير مباشر. فإذا حقق التمثيل هذا الهدف الجميل- سواء أكان تمثيليات أو مسرحيات أو سينمائيا- وفي حدود الآداب العامة والذوق السليم والابتعاد عن إثارة الغرائز وكشف العورات والخروج علي الوقار والحياء. فإنه لا يوجد في الدين حسبما يفهم. والله أعلم. ما يمنع من التأليف وما يتقاضاه المؤلف من أجر عن تأليفه وبالتالي لا يمنع من مشاهدة التمثيل أو سماعه. أما إذا تضمن التمثيل سواء أكان سينمائيا أو مسرحيا أو تمثيليا إثارة للغرائز أو تهجما علي العقائد أو تطاولا علي الفضائل أو تحببا في الرذائل أو عرضا لما لا يجوز عرضه أو سماعه أو إبداؤه أو كشفه فإن التأليف والأجر الذي يتقاضاه عنه وبالتالي التمثيل بأنواعه يكون حراما لأنه يؤدي إلي الفساد أو الشر وما يؤدي إلي الحرام فهو حرام أخذا بالمبدأ المعروف في الدين وهو مبدأ "سد الذرائع" وهذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال والله سبحانه وتعالي أعلم.