وصف علماء الشريعة والنفس والإعلام ما حدث في ستاد بورسعيد بالمأساة والكارثة الإنسانية بكافة المقاييس.. وأوضحوا أن السبب فيما حدث لهو امتداد لمسلسل نشر الفوضي في البلاد وهو ما يجب ان ننتبه له جميعا.. اؤكدوا أن الرياضة ما شرعت للهدم ونشر الفتن وانما لبناء القيم والإرتقاء بالأخلاق وبث الروح الطيبة بين الشباب.. وطالبوا بضرورة القصاص العادل والسريع لدم الشهداء ومؤكدين ان الإستهانة بالدماء سببه عدم محاسبة من تسببوا من قبل في اراقتها. بداية يؤكد الدكتور ابراهيم محمد قاسم - الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر- ان ما حدث في ستاد بورسعيد مأساة انسانية بكل المقاييس وجريمة تستحق القصاص العادل بلا تسويف ولا مماطلة ولا تفريط في الدماء التي تسفك.. واحد مشكلات الوضع الحالي المتفجر تأخر القصاص العادل والعدالة الناجزة بعيدا عن اي تباطؤ حتي نخرج من هذه الأزمات التي ما اوقعنا فيه البطء والتخاذل وعدم معاقبة من ارتكبوا الجرائم السابقة الجزاء الرادع. واشار الي ان شريعة الله هي العدل الذي اذا طبق لخرجنا من كل ما نحياه من مآس علي ارض الواقع وما وصلنا لما نحن فيه الآن الا لتخلينا عن شرع الله. قال: ان ما يحدث في الرياضة من لهو وعبث وتعصب اعمي ممقوت وتدمير للمجتمع يجب ان نعيد النظر فيه وما انتشر العنف والسطو المسلح وبث الرعب في قلوب الناس الا بالتخلي عن شرع الله ولا علاج لكل ذلك الا بالعودة الي شرع الله.. مبينا ان ما يحدث علي ارض الواقع لهو امر غاية في الخطورة وتهديد للمجتمع واستقراره ومحاولة صريحة للنيل من مصر كلها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها. ضوابط شرعية للرياضة ويبرز الدكتور محمد محمود أبوهاشم - عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق - أن ما حدث من مأساة في بورسعيد من مذبحة لهو جزء من مخططات تحاك للنيل من استقرار مصر من بعض القوي التي لا تريد لمصر استقرارا في ظل غلبة اسلامية وعلو صوت لعلماء الدين وما يمكن أن نتحدث عن هذه المأساة بشكل منفصل عن عمليات السطو المسلح والخطف وطلب الفدية ومحاولات نشر الفوضي من جديد بعد عاد الأمن بعض الشيء للشارع المصري.. واصفا ما حدث من مأساة بأنه انعكاس طبيعي لعمليات الشحن النفسي بين طوائف المجتمع المختلفة لجرنا لفتن لا آخر لها وهو ما يجب ان ننتبه جميعا لذلك وعلي المجتمع ان يعاون كل اجهزة الدولة في مواجهة البلطجة ونشر الفوضي وبث الرعب في القلوب. أضاف: ما كانت الرياضة وما شرعها الإسلام الا لضبط الأخلاق وتقوية الأجساد وما عرف عن الرياضة الا التشجيع المحترم بلا تعصب ولا تبجح فالرياضة بناء وتقوية واذا كانت الرياضة ستجرنا الي كل هذا العنف والانفلات الأمني والرعب والمآسي والمذابح فلا داع لها حتي يستقر الأمن وتمر البلاد من هذا الممر الضيق الذي نحياه. الرياضة اخلاق وتربية ويشير الدكتور خالد كمال - الخبير النفسي والتربوي - ان المجتمع المصري يمر الآن بمرحلة فقدان الثقة في كل من حوله واتهامات متبادلة بين كافة القوي السياسية والتيارات والمؤسسات الدينية واستجد بهذه الفتنة الجديدة بين المناطق المختلفة من الجمهورية وكلها امور تأتي انعكاسا للمرحلة السياسية الشديدة الحساسية التي تعيشها مصر هذه الأيام والتي انعكست بشكل طبيعي علي كل امور حياتنا اليومية.. مبرزا ان الاستادات الرياضية من الطبيعي ان تكون هدفا لمن يسعون لبث الفتن والرعب وارتكاب العمليات الإجرامية التي تستهدف اصابة عدد كبير من المصريين. والقرار باقامة هذه المباريات في هذا التوقيت الذي اعلن فيه المسئولون عن وجود مخططات للنيل من استقرار البلاد اقل ما يوصف به هو الجهل الأمني او تعمد للإضرار بالأنفس والممتلكات العامه وهو ما يجب الا يمر بدون عقاب رادع حتي نستطيع الخروج من هذه الدائرة المفرغة التي نعيش فيها.. موضحا ان الجزاء الرادع العادل السريع احد ابرز ما تفتقده الثورة المصرية حتي الآن ولن نهنأ بانجازات الثورة دون تحقق هذا المر الذي لا جدال فيه. وغياب العدالة سبب تكرار هذه المآسي التي لن تنتهي طوال هذه المرحلة التي نعيشها وسط حكم بأياد مرتعشة غير قادرة علي الردع الحقيقي للمنفلتين. وتساءل: ألم يعلن العسكري من قبل عن وجود مخططات لإسقاط الدولة. لماذا اذن يسمح بهذه التجمعات الضخمة ولماذا لم يعلن كون المباراة بدون جمهور خروجا من هذا المأذق الذي احترنا جميعا في ايجاد مخرج له.. مشيرا الي ان ما حدث امر جلل وردة الفعل الحالية من شباب في هذا العمر امر طبيعي ولن تهدأ لهؤلاء ثورة حتي يقتص لهم. التسخين الاعلامي ويشير الدكتور رفعت الضبع - استاذ الإعلام ورئيس مجلس حكماء الجامعات المصرية - الي ان تعامل مسئولي الأمن مع القضية شابه الكثير من الحكمة والحساسية القائمة في التعامل بين الألتراس والأمن من المصادمات السابقة هي سبب تصعيد وتيرة المواجهات الآن بهذا الشكل.. داعيا الي ضرورة تدخل العقلاء بشكل يخرجنا من الكوارث التي نحياها الآن.