لست من عُشاق كرة القدم كغالبية الشعب ولا أهتم كثيرا بمشاهدة أو حتي متابعة أخبارها ولاعبيها. لكن ما وقع من مجزرة في مدينة بورسعيد التي عرفناها بالباسلة في مواجهة الأعداء والتحديات الكثيرة التي ألمت بها علي مدي العصور بسبب مباراة بين ناديها ¢المصري¢ والنادي الأهلي رغم فوز ناديها لا أقول انه أمر يندي له جبين كل بورسعيدي حر بل يخزي كل انسان علي وجه الأرض بدليل ان كثيرا من الأندية الغربية سارعت باستنكاره وإعلان الحداد لما وقع من جريمة نكراء بحق الأبرياء المسالمين. وبعيدا عن التحليلات سواء الفنية الرياضية أو السياسية والاجتماعية للأحداث فإنني أعتقد بأن شعب وأبناء بورسعيد لن يقبلوا أبدا أن تلصق بهم "وصمة" عار هذه الجريمة وسيسارعون بتأكيد وطنيتهم وحبهم بل عشقهم لتراب هذا الوطن الغالي ويقومون بتسليم كل من ساهم وشارك في ارتكاب هذه الجريمة فهم مجتمع صغير نسبيا مقارنة بالقاهرة مثلا ويعرفون بعضهم البعض ويلتقون في الشوارع والحواري مما يسهل سرعة تقديمهم كل من ظهر في الكاميرات وهو يحرض أو يرتكب خروجا أثناء تلك المباراك الكارثية هذا فضلا عن ان حديث المقاهي والكافتيريات وما يتم تداوله بين الشباب من فلان أو علان كانت له يد في ارتكاب تلك الجريمة سيساعد كثيرا في كشف النقاب عن المخطط والمؤامرة التي دبرت بليل لإغراق البلد في دوامة الجرائم والانشغال عن البناء والنهضة. إن أرواح 75 من خيرة أبنائنا واصابة المئات ستظل تلاحقنا ولن تهدأ حتي نأخذ لها بالقصاص العادل من المجرمين القتلة وستضم لطابور الأرواح المنتظرة القصاص والتي سقطت منذ العبارة المزعومة بالسلام في 2006 مرورا بأرواح شوارع قصر العيني ومجلس الوزراء ومحمد محمود وميادين التحرير بكل مصر. لكن الشيء الذي يجب ألا نمر عليه مرور الكرام مع تلك الكارثة هو موقف الفيفا من قرار الحكومة بإقالة مجلس اتحاد الكرة حتي وان كانت هناك قوانين تحكم ذلك فيجب تجاوزها وعدم الالتفات لها من الآن فصاعدا خاصة ان الشئون الداخلية هي أمور سيادية وطنية ولا يجوز تركها خاضعة لقرارات دولية وأيا كانت نتائجها فلن تثني الوطنيين عن استكمال مسيرة البناء والتقدم لبلدهم وفي النهاية "هي لو راحت ولا جات مجرد لعبة" وقد عايشنا كيف تحولت تلك اللعبة إلي سبب لكثير من المشاكل خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة حتي ان نجومها أنفسهم أعلنوا اعتزالهم أو تجميد لعبهم حتي يتم تصحيح مسارها وتعود وسيلة للتقريب والترفيه وغرس الروح الرياضية وليست للترويع وبث الفتن وإلهاء الناس عن قضاياهم المصيرية. ولنسقط بأيدينا المجلس الاستعماري العالمي الجديد الفيفا الذي لاحقته الشبهات الأخلاقية والسياسية كثيرا.