وجدت جماعة الإخوان المسلمين نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد رفضها المشاركة في اعتصام ميدان التحرير أو مليونية الفرصة الأخيرة. فهي من ناحية تري ان من الأفضل المضي قدما في طريق الانتخابات البرلمانية. ومن ناحية اخري يري ابناء التحرير ان الجماعة تخلت عنهم وانها تريد اقامة الانتخابات البرلمانية علي جثث الشهداء. فهل خسرت الجماعة من قرارها بترك الميدان وعدم الاعتصام. بداية نشير الي أن رفض شباب الاخوان المسلمين الانصياع لما اسفر عنه اجتماع مرشد الاخوان المسلمين مع قيادات الجماعة برفض الانضمام لاعتصام ميدان التحرير وقرروا الانضمام للثورة الثانية والوقوف بجانب شباب الثورة ليعيدوا تكرار سيناريوهات عديدة بدأت مع الدعوة لمسيرات 25 يناير والتي رفضها الاخوان بدعوي انها لن تكون مجدية. وقالوا انهم يجرون محاولات مضنية مع قيادات الجماعة من اجل اقناعهم بتغيير رأيهم من الاعتصام في الميدان لانهم يرون انه لا يجوز التخلي عن الثورة في هذا التوقيت. أما شباب التحرير فقد اعربوا عن تأييدهم لرفض فكرة وجود اي قوي سياسية في الميدان. خاصة جماعة الاخوان المسلمين. واعتبروه امرا طبيعياً بعد ان تبين للجميع رغبة القوي السياسية في البحث عن مصالحها الشخصية والاستفادة من الثورة. وقالوا إنهم لم يروا اي شخص من الإخوان المسلمين باستثناء شباب الاخوان المشاركين بشكل شخصي لانهم مستقلون عنهم. وان الإخوان يبحثون فقط عن السلطة. وقالوا من الخطأ ان تأتي الآن لتكسب شرعية من الميدان بعد ان وجدت مصلحتك من البداية مع المجلس العسكري. الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق رفض موقف الاخوان الرافض للاعتصام في التحرير وحيا شباب الاخوان علي موقفهم من الميدان وقال لو كان البنا حيا لاعتصم في الميدان ورفض التخلي عن التحرير وعن المعتصمين ولكن للاسف الاخوان الآن يبحثون عن مصالحهم الشخصية ومقاعد البرلمان التي سيحصدوها رغم ان الجماعة أكبر الرابحين من الثورة ولكنهم الآن يتخلون عنها. لن نتخلي عن الثورة من جانبه رفض الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة "الإخوان المسلمين" الاتهامات الموجهة للجماعة بالتخلي عن المتظاهرين في ميدان التحرير. مؤكداً انهم يتفقون في الأهداف ولكن يختلفون في الوسائل. وأشار إلي ان الإخوان يريدون انتقالا آمنا وتدريجيا للسلطة. وان الجيش لو رحل فوراً عن الحكم كما ينادي البعض ستتحول البلاد الي "فوضي". لأنه لا يوجد لدينا الآن حكومة ولا برلمان ولا دستور. وقال إن هناك مخططاً كان يراد منه استدراج الإخوان لمواجهة مع الجيش. ولو كنا انتهازيين لما ترددنا في المشاركة مغازلة لأصوات الناخبين. غير اننا غلبنا مصلحة الوطن علي مصلحة الجماعة. أما الدكتور محمد البلتاجي. أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة فقال: إن موقف الجماعة واضح وهو تغليب مصلحة الوطن العليا علي مصلحة الجماعة أو اي فصيل آخر. وقال: نحن لم نخسر لأننا نعمل علي خدمة رجل الشارع في مجالات اخري كثيرة ونستطيع القول ان الاغلبية قد تفهمت موقفنا وقدرته وتري اننا كنا علي صواب.