شهدت مقار اللجان الانتخابية بالقاهرة أمس إقبالا كبيرا من جانب الناخبين الذين احتشدوا أمام اللجان منذ الثامنة صباحا وكان اللافت للنظر اصرار كبار السن علي المشاركة في العملية السلمية وحرصا من الهيئة العليا للانتخابات علي راحة هؤلاء تم تخصيص طابور خاص بهم وكذلك تم وضع كراسي بجانب الطابور ليرتاح عليها من يشاء من كبار السن. ومن المقرر أن يُدلي 17.5 مليون ناخب بأصواتهم أمس واليوم في انتخابات المرحلة الأولي لمجلس الشعب في 9 محافظات هي القاهرة والاسكندرية والفيوم والأقصر وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ وأسيوط والبحر الأحمر لانتخاب 168 نائبا في هذه المرحلة بينهم 112 من القوائم الحزبية و56 من المرشحين الفرديين من بين 3809 مرشحين بينهم 2357 مرشحا علي المقاعد الفردية و1452 مرشحا في القوائم الحزبية. شهدت محافظات المرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب إقبالا كبيرا من الناخبين للمشاركة والإدلاء بأصواتهم خاصة في دوائر محافظة القاهرة. تم التصويت ببطاقة الرقم القومي وحدها ويقوم كل ناخب بالإدلاء برأيه في بطاقتين بلونين مختلفين الأولي لاختيار مرشحين فرديين والثانية لاختيار قائمة حزبية ثم يضع كل بطاقة في صندوقها ويقوم بالتوقيع أمام اسمه وغمس اصبعه في الحبر الفوسفوري. يشرف علي العملية الانتخابية 9841 قاضيا حيث سيشرف كل قاض علي مقر انتخابي يضم لجنتين فرعيتين. وأدلي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بصوته في انتخابات مجلس الشعب بمدرسة مصر الجديدة الإعدادية وقد حرص الإمام الأكبر علي الوقوف في الصف انتظار دوره للإدلاء بصوته ورفض فضيلته محاولات المسئولين عن اللجنة والتنظيم بإفساح الطريق له ليتقدم للادلاء بصوته نظرا لطول الصف الذي كان يقف به وأكد الامام الأكبر "انه يريد أن يقف في دوره قائلا اننا الآن نرسي قواعد الديمقراطية وأولها ألا أطغي علي حق الآخرين وآخذ دورهم". التف العديد من المواطنين حول الإمام الأكبر يحدثونه في العديد من القضايا ومرحبين بإصراره علي الانتظام في الصف دون تخطيهم باعتباره الإمام الأكبر وقام المسئولون عن اللجنة بالاسراع في ادخال المواطنين في صف الإمام الأكبر ليتمكن من الإدلاء بصوته ولم يغادر مكانه في الصف إلا بعد أن عرض أحد المواطنين المتقدمين في الصف أن يحل مكان شيخ الأزهر. قال شيخ الأزهر انه سعيد للغاية ان مد الله في عمره حتي رأي انتخابات حرة نزيهة تجري في مصر بدون تزوير أو تدليس مؤكدا ان النزول والتصويت في تلك الانتخابات فرض عين علي كل ناخب وكل ناخب مسئول عن صوته أمام الله خاصة ان تلك الانتخابات ستحدد مستقبل بناء الدول المصرية علي كافة المستويات. أضاف الطيب ان المصريين اليوم يبنون دولة حديثة عصرية ديمقراطية ولهذا فالواجب علي كل مواطن أن يحرص علي الإدلاء بصوته قبل أن يبحث عن حقوقه خاصة قد اختفت كافة المشاهد السلبية التي كانت تشهدها الانتخابات المصرية من تزوير وعرقلة للتصويت وغيرها ولابد أن يعي كل مواطن مصري ان الادلاء بصوته في تلك الانتخابات واجب وطني وبالتالي فهو واجب ديني لأنه أينما توجد المصلحة فثم شرع الله. قال شيخ الأزهر الذي أصر علي الوقوف في الطابور ورفض محاولات المواطنين لاستثنائه من الطابور ان الناخب المصري مسئول اليوم أمام الله عن صوته ويجب أن يمنحه لمن يستحق من المرشحين ولا يصوت لمن وعده بعطايا أو من منحه أموالا وحتي إذا أخذ أموالا من أحد المرشحين فإنه عند التصويت لابد أن يراعي ضميره ويمنح صوته بأمانة لمن يري انه الأصلح لمصر في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها لأنه سوف يسأل عن صوته أمام الله فإذا انتخب من منحه المال مقابل صوته فسيحاسب حسابا عسيرا. شهدت اللجنة التي أدلي فيها شيخ الأزهر هدوءا رغم الزحام الشديد وكانت المفارقة ان اللجنة ليست بها لجانا للسيدات اللاتي تم تخصيص لجنة أخري لهن في معهد أزهري للفتيات. في نفس المنطقة وفي نفس لجنة شيخ الأزهر أدلي الانبا سدراك حنا كاهن كنيسة مارجرجس بالقللي بصوته وقال عقب اللقاء انه سعيد للغاية لهذا الاقبال الشديد علي الانتخابات ومؤكدا انه وغيره من الآباء الكهنة في الكنيسة دعوا الشعب القبطي للمشاركة بقوة في هذه الانتخابات من أجل صنع مستقبل أفضل لمصر علي كافة المستويات. نفي الأنبا سدراك وجود قوائم لمرشحين كنسيين تدعمهم الكنيسة مؤكدا ان البابا شنودة أوصي الجميع بالمشاركة في العملية الانتخابية ولم يمل عليهم أسماء المرشحين تاركا لكل مسيحي حرية الاختيار حتي لو اختار مسلما فالمهم في النهاية أن نصنع مستقبل أفضل لمصرنا.