مهمة الداعية من أشرف وأنبل المهام التي يقوم بها الدعاة إلي الله. فهي خير زاد لهم في الدنيا والآخرة وهذه المهمة لا يستطيع أن يقوم بها إنسان عادي. لأن الداعية يجب أن يكون ذا صفات معينة لا تتوافر في كثير من الناس والحكمة في الدعوة تشمل الاهتمام بالمدعو واستعمال الموعظة الحسنة واختيار المناسب من القول والعمل والزمان والمكان. كما تشمل كسب المدعو إلي صف القضية وموضوع الدعوة وإشعاره بأهمية دوره وأنه صاحب الشأن لهذا الأمر.. ودور الداعية لا يتجاوز التذكير الخفي أو اللطيف. وقد تقتضي الحكمة أحياناً أن يعرض أمر الدعوة أو النصيحة علي شكل استشارة مطلوبة من المدعو ليكتشف هو بشكل غير مباشر الهدف البعيد عن هذه الاستشارة. لكن رأينا بعض الدعاه تجانبهم الحكمة في دعوة الناس وانكار المنكر.. لهذا لابد أن تكون الحكمة والرفق ومراعاة شعور الناس وكسب ودهم وتحبيبهم في الاسلام واستثارة كوامن الخير في دعوة الناس وإسداء النصح إليهم من قبل رجال الدعوة إلي الله حتي يكسبوا الإسلام جنوداً جدداً ومواقع جديدة علي خارجة المجتمعات الاسلامية لذلك أري ضرورة التركيز أكثر للجهود من قبل الأوقاف وإعطاء جدية أكثر لتطوير برامج التدريب لصياغة فكر الدعاة بما يتلاءم مع مستجدات العصر وطبيعة مشكلاته وأن يحتلوا مكانهم في الصفوف الأولي للمدافعين عن قيم الإسلام ومبادئه وتعاليمه السامية... *** وختاماً.. قال تعالي: "والذين جاهدوا فيناً لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" سورة العنكبوت آية "69"