هناك حديث شريف يقول فيه سيدنا رسول الله: - المصوّرون في النار - وقد أستخدم هذا الحديث في تحريم التصوير والنحت والفن التشكيلي. ووصل الأمر بالبعض إلي تحريم رسوم علم الأحياء والطب. بل وصل التحريم إلي النقود التي عليها صور ورسوم. فمن هم المصوّرون الذين سيكونون في النار؟ إن المصورين الذين في النار هم المصورون الذين يعتقدون أن لله صورةپ في قلوبهم فيعبدونه عليها. مثل الذين يعتقدون أن الله يشبه الشمس فيرسمون شمساً علي أنها الله. أو مثل الذين يعتقدون أن الله يشبه نجماً أو قمراً أو غيرهما من المخلوقات. لقد أعتقدوا أن الله يشبه هذه المخلوقات فعبدوها. إن التصوير في هذه الحالة حرام. ويلقي بصاحبه في النار. فهولاء نسوا أن الله سبحانه وتعالي منزّه عن الكم. والكيف. والند. والضد. والشبيه. والمثيل. والشريك. والزوجة. والولد وكل ما خطر ببالك فهو هالك وسبحانه وتعالي بخلاف ذلك. وعند نزول قول الله تعالي: - وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه - خط النبي خطاً مستقيماً ثم خط علي يساره ستة خطوط وعلي يمينه ستة خطوط تشبه جريد النخل. وكان ذلك نوعاً من الرسم التوضيحي الذي لا يمكن أن يكون حراماً. والرسم التوضيحي هو وسيلة من وسائل المعرفة نلجأ إليه في الخطط العسكرية والخرائط الجيولوجية والجغرافية والهندسية مثلاً. بل إن الحروف التي نكتبها نوع من الرسم فلا يمكن أن ينهانا الرسول صلي الله عليه وسلّم عنها. عن أشياء نحن في حاجة إليها. ويجب ألا نتعامل مع ما يقوله الرسول صلي الله عليه وسلّم بهذه السطحية. إنه أوتي جوامع الكلم. فالكلمة قليلة الحروف منه باقية ولها في كل زمن معني إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. وعزاؤنا أن شُرّاح القرآن والأحاديث في غالبيتهم كعمي يصفون فيلاً. من وقعت يده علي ذيله قال أنه خشن. ومن وقعت يده علي ظهره قال أنه بدين. ومن وقعت يده علي بطنه قال أنه رخو. ولا أحد يقدر أن يدّعي أنه محيط جملة بما في النصوص الإسلامية المقدسة من كنوز وأسرار. وقد كان النبي سليمان عليه السلام يأمر الجن بصناعة التماثيل- يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات - ومن ثمّ فإن تمثالاً " أوصورة " في بيتپ يُعبد " بضم الياء " من دون الله أو يُعبد " بضم الياء أيضاً " للتقرب إلي الله زلفي أو يُعبد لذاته فإن الملائكة لا تدخله. الحرام فقط هو إقتناء هذه الأشياء بغرض العبادة. أما لو كان إقتناؤها بغرض الإستفادة والجمال والزينة فهي حلال. وتدعو الملائكة لزيارة البيت. بل والإقامة فيه. لكن قبل ذلك كله وبعده. ألم يحن الوقت للكف عن إستنزاف الوقت في هذه القضايا الوهمية الخادعة؟ أليس في حياتنا ما هو أجدر بإهتمامنا؟ إستقيموا يرحمكم الله.