* * ما موقف الشرع من الآباء الذين يكذبون أمام أطفالهم ويشجعونهم أحيانا علي الكذب من خلال الرد علي الهاتف ؟ * يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: لقد أمرت شريعة الإسلام أتباعها أن يغرسوا فضيلة الصدق في أولادهم منذ الصغر. لأن من شب علي شيء شاب عليه. ولأن من تعود الفضائل في صغره سار عليها في كبره. فقد روي أبو داود في سننه عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوما. ورسول الله صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا. فقالت لي: ها تعال أعطك. فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم يا أم عبد الله. ما أردت أن تعطيه؟ فقالت: يا رسول الله. أردت أن أعطيه تمرا. قال لها: ¢أما إنك لو لم تعطه شيئا لكتبت عليك كذبة¢. وهكذا يلفت الرسول صلي الله عليه وسلم أنظار الآباء والأمهات إلي وجوب غرس فضيلة الصدق في قلوب أولادهم منذ الصغر. وأن يكونوا هم قدوة طيبة في التزام الصدق أمام أبنائهم الصغار. وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ¢من قال لصبي: تعال. هاك أي: سأعطيك شيئا ثم لم يعطه فهي كذبة¢. وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: يا رسول الله. إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه. لا أشتهيه أيعد ذلك كذبا؟ فقال صلي الله عليه وسلم: ¢إن الكذب يكتب كذبا حتي تكتب الكذيبة كذيبة¢. وهنا علينا أن ننظر.. كيف حرص الرسول صلي الله عليه وسلم علي التزام أمته للصدق. وعلي تعليم الآباء والأمهات أن ينشئوا أبناءهم علي هذه الصفة الكريمة. وعلي أن يكونوا أسوة حسنة في اعتناقهم لفضيلة الصدق. وعلي تحريها. وعلي التمسك بها حتي في أيسر الأمور وأصغرها.