صدق حدسي مثل كثير من الناس .. هناك مؤامرة خفية .. متشعبة الاتجاهات والأهداف ولكن كلها لها غرض واحد وهو إجهاض ثورة الشباب وكل الشعب المصري ولكي تعود مصر دولة ضعيفة وشعبها ذليل ومستكين وتهرب الفئة التي سرقت ثروات الشعب بغنيمتها تمهيدا لعودتها من جديد لما كانت عليه ولكي يتم تنفيذ هذه المؤامرة لابد أولا من إضعاف القوة المحركة للثورة بتفتيتها حتي يسهل ضربها بعد أن تتحول الي قوي متفرقة. كانت البداية بالتشكيك في بعض الشباب الذين حركوا الثورة واتهامهم بالعمالة ثم كانت محاولات تضخيم دور الفصيل الإسلامي عن طريق الترويج الإعلامي المبالغ فيه لإثارة الأحقاد بين الشركاء وبحيث يسهل اتهامهم فيما بعد بالسطو علي الإنجاز الذي تحقق بنجاح الثورة. ولما لم تنجح هذه المحاولات بدأت محاولات ضرب الأقباط بالسلفيين وتأجيج نيران الفتنة الطائفية من جديد وأيضاالترويج للخلافات بين السلفيين والصوفيين .. ثم تخطت مؤامرتهم كل الحدود عندما حاولوا الوقيعة بين كل قوي الثورة والقوات المسلحة. أما ترويع الناس والتسبب في الفوضي التي تزكي الإحساس بعدم الأمن فقد بدأت عمليات تنفيذها منذ اللحظة الأولي للثورة. ليس لدي شك في أن شباب الثورة ورجال القوات المسلحة علي علم بكل هذا ويدركون جيدا أن رموز العهد البائد القبيح لن تستسلم بسهولة ويدركون أن التيار الذي يقود الثورة المضادة ما زال قويا والمسألة بالنسبة له حياة أو موت ولكن مع هذا الإدراك ما زلنا نتعامل مع هذه الرموز بمنطق جعلهم يتصورون فينا الضعف وجعل المتحمسين يتصورون أن هناك تهاونا وتباطؤا مقصودا ليهرب المجرمون بأفعالهم مع إدراكنا لكل هذا فينا من يتجاوب مع عمليات الوقيعة التي تتم فيندفع بغير تبصر لعواقب اندفاعه مثلما فعل بعض فرقاء التيار الديني سواء من المسلمين أو الأقباط وفينا من يتعجل تحقيق بعض المطالب الخاصة .. وكثير غير هذا. ورغم كل ما سبق ما زال عندي يقين عميق بأن الله لن يخذل المخلصين من أبناء مصر وحراس ثورتهم .. لن يخذل الله شبابنا أصحاب الثورة الحقيقيين كما لن يخذل حراسهم وحراس مصر كلها رجال قواتنا المسلحة.