دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية القيادات الإسلامية في بلاد غير المسلمين في العالم إلي بذل مزيد من الجهد لفتح آفاق للتواصل والعمل لإعادة بناء الثقة. وشدد المفتي في كلمته التي ألقاها أمام مركز الثقافة السنية بالهند علي أن إرساء مفهوم الثقة والفهم بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخري عملية تستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم الرغبة في الحوار. مؤكدا أن القرآن الكريم ذكر أن جمال الكون يكمن في التعددية الدينية والعرقية والثقافية وغيرها. ولفت الي أن الإسلام لم يأمر أتباعه بالتنكر لثقافاتهم ليصيروا عربا. وقال ان المسلمين في علاقتهم مع غير المسلمين يضعون نصب أعينهم المعاني العظيمة للآية القرآنية "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوك من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" . موضحا أن الإسلام ينهي عن الاعتداء علي المسلم وغير المسلم. وأشار إلي أن الإسلام أرسي دعائم حضارة أخلاقية وبشرية. استوعبت تعددية الديانات والفلسفات. والحضارات التي ساهمت إلي حد كبير في بناء الحضارة الإسلامية. وقال فضيلة المفتي إننا كمسلمين لا نكره الحياة. ولا نسعي لخلق فوضي اجتماعية. مؤكدا أن الإسلام هو دين العمل ودين الحركة الدءوبة الرامية إلي تحسين جودة الحياة كي ينعم كل من حولنا. وشدد علي أن الحضارة الإسلامية تضع الناس والعباد بمختلف انتماءاتهم في رتبة أعلي من مواطن العبادة ذاتها. وأن تلك النظرة العالمية الإنسانية لا تسمح لنا نحن المسلمين أن نري أنفسنا فوق الآخرين. وتؤكد أننا في الوقت الذي نفخر بحضارتنا لا نرفض غيرها من الحضارات والثقافات. بل نقدرها جميعاً ونعتبر من يسعون إلي تحقيق التنمية البناءة في العالم شركاء لنا . وحذر من أخذ بعض وسائل الاعلام في الدول غير الإسلامية أفعال أقلية مخربة للحكم علي مبادئ الأغلبية المعتدلة السمحة. والتشهير بالإسلام واتهامه بالعنف والتطرف.