الابتعاد غنيمة

* نشأنا منذ الطفولة في حي واحد. وهي تسكن بجوارنا. نلعب معاً. ودائماً نحن معاً. وكبرنا وعلاقتنا لا تختلف عن أي صداقة بين اثنين من جنس واحد ولكن يبدو أن ما كان يجعلنا نرتبط كل منا بالآخر شيء آخر أري انه ينبع من نبض القلوب التي ارتبطت بتدفق الدماء في جسدينا دون تفكير أو إرادة ولا حتي إدراك وانتهينا من المرحلة الثانوية ونحن أصدقاء. نتحدث في أي موضوع ونتبادل الكتب والروايات ونتناقش فيها .. تماماً كما يحدث بين أي صديقين.. وفي السنة الثانية في المرحلة الجامعية تمت خطبتها لأحد أقاربها .. ولا أدري لماذا شعرت بالضيق.. لم أفرح ولكن رأيت انه أخذها مني .. وبدأت أبتعد عنها .. كانت تبحث عني وتتحدث معي. ولكن بدأت أتهرب فأحياناً عندما نلتقي أعتذر لأنصرف عنها بأي حجة أو تبرير واختلق أسباباً واهية .. وبدأت هي الأخري تبتعد .. ولكن لأننا جيران وفي نفس الجامعة وان اختلفت الكلية فقد أراها كثيراً بل أصبحت أحرص ان أراها دائماً وبداخلي صراع غريب دخل قلبي طرفاً فيه بل أصبح هو المحرك الذي يقودني إليها دائماً. وأصبحت لا أكاد أفترق عنها حتي انها أخبرتني يوماً أن خطيبها علق يوماً علي ما لاحظه من تواجدنا معاً ولقاءاتنا .. وكان ردها انني بالنسبة لها في منزلة الأخ لأننا نشأنا معاً منذ الطفولة!!
ولا أنكر أنني عندما سمعت منها هذا ضحكت وعندما سألتني ما الذي يضحكني لم أستطع الإجابة. ذلك أنني قد أدركت متأخراً ان ما ربطني بها منذ الطفولة وحتي الشباب ليست مشاعر اخوة ولكنها رابطة أقوي وان لم أدركها إلا متأخراً .. انه الحب .. ولكن ماذا يجدي الحب وحده..!!
تزوجت فتاتي وعرفت عنوانها فكنت دائماً أحوم بالمنطقة. وكثيراً لا أراها. ولكن يكفيني ان أشعر انني قريب منها .. ولا أحلم بأكثر من ان أراها ولا أقول ان أحلامي تتجاوز هذا. فأنا نياتي محدودة فلو لم تكن قد تزوجت ما كنت أستطيع حتي أن أتقدم إليها ولكن ما أدركه يقيناً الآن انني أحبها جداً ولا أستطيع أن ابتعد عنها .. ولكن إلي متي .. وماذا أفعل..؟!
بصراحة .. وأرجو ألا يغضبك ما سأكتبه لك في تلك السطور وهو ألا تقولي لي ابتعد عنها وأنساها .. فلا أستطيع؟!!
ع.ع.ع
جميل منك أنك تعرف الحل فماذا تنتظر أو ماذا تريد من امرأة متزوجة؟ انك تدرك جيداً أبعاد مشكلتك ولكنك تنساق وراء رغبات محمومة..!! يا عزيزي يجب أن تبتعد وان تتركها تعيش حياتها في هدوء. فلو أدرك زوجها انك تحوم حولها فربما يصل به الحال إلي أن يسئ الظن بها. وتفسد حياتها. فهل يتفق هذا مع الحب..؟ الحب أول وأهم ما يتميز به هو التضحية وما عليك إلا أن تبتعد عنها فلن تحقق أي فائدة أو تجد السعادة وأنت تحوم حولها حتي ولو لا قدر الله أساء زوجها الظن بها وطلقها فلن تستطيع أنت الزواج بها وليست لديك أي إمكانيات كما ذكرت .. فما الذي ستحققه من التعاسة وخراب البيت..!!
ابتعد تماماً .. والله يعوضك ويعينك فليس هناك حل آخر.