الأمانة هي أكثر الصفات التي نبحث عنها في صديق العمر الذي يلازمنا في أقصي المواقف وأشدها صعوبة علي نفس كل منا فنحن نتوسم فيه البحر الذي نلقي إليه بأسرارنا فتغمرها أمواجه قد نلتقيهم في بداية الطريق وقد نبحث عنهم ما تبقي لنا من عمر ولا نجدهم، فقط سعداء الحظ من يجدون صديقا لهم في أمانة رشا.. هكذا جرت الكلمات علي لسان شيماء وهي تصف صديقة عمرها. شيماء أحمد 26 سنة معيدة بكلية الآداب قسم الآثار جامعة عين شمس تقول في البداية أنا ورشا كل منا يسكن محافظة مختلفة فهي تسكن محافظة الشرقية أما رشا تسكن حي شبرا بمحافظة القليوبية ولكن تفوقهما الدراسي جمعهما في الحرم الجامعي ليلتحقا للعمل ضمن هيئة التدريس بالجامعة وكانت علاقتهما لا تخرج عن الإطار الرسمي ولكن بعد أن صارت كلتاهما زميلتين بقسم واحد تغيرت أشياء كثيرة فقد تطورت علاقة الزمالة بشكل سريع لتصيرا صديقتين تتحاكي بهما أروقة كلية الآداب لا تفترق كلتاهما عن الأخري وإذا ما شهدت إحداهما دون الأخري يسألونها عن نصفها الآخر. وتؤكد شيماء أن هذا يرجع إلي أنها تشعر براحة نفسية عند الحديث إلي رشا فهي تتمتع بقبول ووجه بشوش يجعلك تزيل الفوارق والحدود وأي شيء يقف بينك وبين ذلك الكيان الرقيق فهي تقف بجانبي في مواقف صعبة تدعم موقفي وتكتم أسراري وترد عني في غيابي وتعاوني في أي شيء دون أن أطلب فقط لشعورها بحاجتي إليها لا يمكن أن أصفها إلا بكلمة واحدة صاحبة صاحبتها.. فهي تشاطرني قراراتي وتخطيطي للمستقبل وعادة ما يكون لها رأي في موقف أخذته دون تفكير ولكنها ليست بالصديق الذي يتفنن في تأنيب صديقه وإنما يفكر كلانا في كيفية إعادة الأمور إلي نصابها. وكثيرًا ما ساعدتني في العمل وفي الحصول علي المراجع ولم أطلب منها شيئًا يومًا وترددت في القيام به حتي لو لم يكن في استطاعتها أو غير مقتنعة به في الأساس علي أن أسرتها تعاملني علي أني أحد أفرادها ففي إحدي زياراتي لمنزلها كان موعد الغداء وعندما علموا بأنني صائمة رفعوا الطعام حتي موعد الأذان لنأكل معًا.. حقا من الصعب أن تجد أناسًا مثلهم في زمان كالذي نعيشه. أما رشا إسحق ميخائيل فتصف صديقتها شيماء وتقول في بداية تعارفي بشيماء وجدتها شخصية تلقائية وجريئة وطيبة جدًا وجذبتني شخصيتها للتعرف إليها ومعرفتها عن قرب اكتشفت بها صفات كثيرة كل منا يتمناها في صديقه فهي "بنت بلد جدعة تقف إلي جانبي في وقت الشدة وأمينة علي أسرار كل من يتعامل معها تشاركني في أسعد وأصعب لحظات حياتي لذا تجمعنا ذكريات يصعب علي أي منا نسيانها لدرجة أنه لا يوجد مخلوق يمكنه الدخول بيننا أو التأثير علي علاقتنا أيًا ما كانت صفته لدرجة أننا بقينا ماركة مسجلة داخل الكلية عرفنا بشيماء صاحبة رشا ونسي الجميع الألقاب والأسماء. هي نيابة عني في كل شيء في غيابي ففي أحد الأيام كانت هناك اثنتان من صديقاتي بحاجة لاستخراج أوراق هامة من الكلية ولانشغالي بأعمال كثيرة في ذلك اليوم تولت شيماء المهمة عني رغم أنها لا تعرفهما لمجرد أنهما من طرفي.