إن أبناء الأمة قد تقاعسوا عما بدأه الأجداد في الوقت الذي نسج فيه أبناء الغرب علي منوال العرب الأوائل. حيث أخذوا من تراثنا العلمي مقومات حضارتهم المادية حتي وصلوا إلي مستوي أصبحنا نحسدهم عليه في شتي ميادين العلم بما فيها الميادين الزراعية والطبية والفلكية حتي بلغوا القمر ويفكرون في الوصول إلي غيره من ضواحي هذا الكون الفسيح. أخذوا من تراثنا بأسلوب علمي في البحث في الوقت الذي تركنا فيه تراثنا وراءنا ظهرياً إلي حد أننا نهون منه ونتطلع إلي بضاعة الغير التي قد لا تفي بأغراضنا. فهل سمعنا عالماً مسلما في العصر الحديث رجع إلي كتب الفلاحة ليعرف أسرارها ويقوم بالتحقيق والتدقيق لتأصيل ما بها من درر علمية؟ نكف أيدينا في الوقت الذي وجدنا فيه الباحث زلبر يرج 1908م يحصل علي رسالة الدكتوراه من جامعة برسلاو عن تحقيق كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري. وذلك تحت عنوان كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري إسهام في تاريخ النبات عنه العرب كل هذا وغيره يحتم علينا أن نشكل ثقافتنا العلمية ونصبغها بالصبغة الدينية فيجب أن نلتزم بما جاء في القرأن الكريم والسنة النبوية. ومن المهم أن نواكب الركب ولا نتخلف عنه فنبدأ من حيث أنتهي الأخرون. مستخدمين أحدث ماوصلوا إليه من تقنية العصر مع تطويرها لظروفنا المحلية وبخاصة مجالات الزراعة لتحقيق اكتفاء ذاتي من الطعام. الذي بات متحكما في شتي مجالات الحياة السياسية والأقتصادية والعسكرية. ويجب علينا أن نتريث. فلا ننقل إلي علومنا ومعارفنا الإنسانية إلا ما يفرضه علينا تراثنا الأسلامي الذي يجب أن نخضع له مختلف جوانب حياتنا السلوكية. وعلينا أن نحرص كما حرص سلفنا علي جعل اللغة العربية لغة قومية وعالمية في الترجمة والتأليف وتعريب الدواوين وسك العملة. ولا تظل عاكفين علي تبني اللغات الأخري فأن ذلك لا يعدو أن يكون لونا من التغريب. وكان من أثره أن جنينا علي اللغة العبرية جناية كبيرة فأصبحت تري المسلم العربي لا يعرف الفاعل من المفعول فيي الوقت الذي نجده يتقن اللغة الإنجليزية أو غيرها أتقانا. هذا فضلا عن التعصب للنظريات الوافدة مما يصدق عليه قول القائل: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوي فصادف قلبا خاليا فتمكن وصدق الله ذ يقول: "لمثل هذا فليعمل العاملون".