منذ أحداث العنف من يناير 2011 وأنا أرجع كلما تيسر لأفلام يوسف شاهين خاصة فيلم المصير وفي آخر مشاهدة وكنت في منزلي دعوت أسرتي سريعا لأريهم مشهد حرق مكتبة ابن رشد وأنا أردد ابن (...) مانسيش حتي حرق المجمع العلمي وأنا حتي الآن كلما تذكرت المجرمين وهم يرقصون فرحا بنيرانه أكاد أصاب بالجنون ولا أجد تفسيرا علي حد علمي لفرحة حريق أي كتب أيا كان نوعها فالإنسان بعقله يختار اتجاهه وعقيدته عاقلا رشيدا ولن يؤثر كتاب أو ألف فيمن لايريد تغيير أمره والأهم أن القائمين علي الحرق لا يعرفون حسب مناظرهم عن القراءة والكتابة شيئا فماذا يفرحهم إلا أن يكون وراءهم من يعشقون الجهل وعودتنا لزمن وقف الافتاء لأن العلوم من وجهة نظرهم اكتملت وبدلا من أن يكون من رموز الأمة الليث بن سعد والشافعي وابن رشد وغيرهم أصبح المشروع السياسي لكل الحكومات العربية محو الأمية أو (نحو الأمية) كما يسخر المصريون لكن كما في فيلم المصير لا يقف الجهل أبدا أمام العلم ولو تحمل أحدهم السفر عبر الجبال والمخاطر ليبقي الفكر الصحيح، أما الخبث فيذهب هباءً من هذا قد أفهم حرق 12 ألف كتاب ومخطوط في مكتبة أستاذنا هيكل في هجمة تخلف يعرف مخططها (وليس منفذيها) أنها توجع قلب كل من يهتم بفكر ومستقبل الأمة فقد كنا وما نزال نحسد أستاذنا علي أرشيفه ومكتبته التي نعرف أنها ذخيرة لمصر ولنا ونتمني ونسعي أن نكون علي نفس الخطي مع الفارق الضخم لصالحه و نطمئن أننا نرتكز علي قاعدة علمية صنعتها أيد أمينة ومازلنا نصر أن الفكر دائما هو المنتصر والتخلف إلي مزبلة التاريخ.