زوزو نبيل بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، بتلك الكلمات كانت تخطف زوزو نبيل أو شهر زاد بالإذاعة آذاننا وقلوبنا قبل أن تخطف بحكاياتها عقولنا وتفتح الباب للخيال لينطلق ممهدة له الطريق ليركض بكل حرية وبلا توقف. هذا الصوت الساحر الجميل الذي يقول عنه البعض إنه صوت مثل ألماس تستطيع أن تنحت به الحكايات وتشكلها كما تريد صاحبته، وفي نفس الوقت هو لامع وبراق يجذب إليه المستمعين، يحمل الصوت من الدفء ما يعيد لجيل كامل ذكريات وأحاسيس شعر بها وعاشها في وقت ما، ظلت زوزو نبيل تحتل لسنوات طويلة اهتمام وإعجاب مستمعي الإذاعة الذين كانوا يتابعون كل ليلة عقب الإفطار الحلقات الشهيرة ألف ليلة وليلة. صوتها وصفة شهريار عندما قال لها "صوتك الدافئ النشوان يجعلك مثل حورية هربت من مكان في قصتها وتمثلت هنا"، فالمستمع لصوت زوزو نبيل يتلمس فيه الصفاء والحنين إلي الماضي، فتسمعه تعشقه مثل سيمفونية لموتسارت، رقيق وناعم في حكاياتها، تنتهي بالكلمة الشهيرة "مولاي"، لكن لما يملكه هذا الصوت من براعة في التشكيل يتغير وفقا للموقف فمن ينساه في دورها ريما العجوز اللئيم زوحة مشكاح نابش القبور، في "فاطيمة وحليمة وكريمة"، كان يحمل صوتها كثيراً من اللؤم فكان وسيلتها للتعبير الفني باقتدار. وفي ألف ليلة وليلة "عروسة البحور" بطولة شريهان ومحمود الجندي قدمت زورو نبيل دور "العجوز أم منقار" الساحرة فوق جبل الكسفريت في البحر الغويط، صوتها كانت به رعشة عجوز عمرها من عمر الزمان ساحرة تداوي القلوب ليس لطيبة تكمن في قلبها ولكن لتضع عائقاً ولو بسيطاً بين الأحبة بأن تجعل شريهان عروسة البحور كائناً أرضياً لترتبط بمحمود الجندي لكن بعد أن تفقدها صوتها وتأخذه منها. ولم تكن قوة صوتها في دور ميمونة وهي تخاطب الأشكيف دليلا علي أنها شخصية شريرة ولكنه صوت كالإنذار الأخير ليساعد غيره قبل أن يقع في بئر مظلمة لا يعود منها، لذا خاطبت الأشكيف بقوة قائلة "اصحي يا اشكيف ياخاين الغطريف كل شيء وله نهاية حتي الأجل، الحيطان لها ودان واللي وراء الحيطان لابد يبان، واللي النهاردة بتلعب بيه هييجي يوم ومش هتلاقيه، فك سجن ست الملاح، علي العموم لك يوم ويا ويلك من دعوة المظلوم"، ولكن زوز الآن سكتت عن الكلام المباح، لكن تركت صوتها إرثا يدرك به جيل الثمانينات الصباح دون أن يوقفهم ديك الصباح.