جانب من الاشتباكات ليلاً الرواية الأولي تقول إن الداعية صفوت حجازي هو المحرض علي الأحداث التي بدأت بمحاولته إلهاء بعض القوات من الحرس حيث قام بتوزيع ورود علي الجنود بحجة تهنئة القوات بحلول شهر رمضان، وفي هذا التوقيت كان هناك مجهولون يحاولون اقتحام وتسلق الأسوار مع أول طلقات نارية تخرج من المجموعات المسلحة التي كانت تتخذ المصلين دروعاً لهم، وأطلقت كميات كبيرة من الرصاص علي أبواب الدار في وقت واحد ثم أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي علي العمارات المجاورة لدار الحرس الجمهوري لإثارة الذعر بين أهالي المنطقة. وتشير الرواية الثانية التي أصدر بها سكان العمارات المجاورة لميدان رابعة العدوية قرب دار الحرس الجمهوري بياناً أكدت حقيقته بعض المصادر الأمنية إلي أن 13 مسلحاً كانوا يستقلون دراجات نارية الواحدة يستقلها شخصان أو ثلاثة تجمعوا أمام مدخل ساحة رابعة العدوية المتواجد به مؤيدو الرئيس المعزول وتحدثوا مع أشخاص من المعتصمين وكأنهم يأخذون تعليمات معينة وذلك قبل الفجر بنصف ساعة، ثم اتجهوا مسرعين عبر شارع الطيران إلي الحرس الجمهوري وبعدها سمع دوي الطلقات النارية ، وبعد مرور 8 دقائق عادت الموتسكلات وفتح أعضاء جماعة الإخوان الذين يشكلون لجاناً شعبية حول الاعتصام الطريق أمامهم وأدخلوهم ليتخفوا بين المعتصمين، وبعد 5 دقائق بدأوا إطلاق أعيرة الخرطوش والرصاص الحي علي العقارات المحيطة بالمنطقة وخلال هذه الأحداث قام مجموعة من المعتصمين بإقامة الصلاة واحتشدوا في شكل مجموعات كبيرة واتجهوا إلي دار الحرس الجمهوري للالتحام بالجيش عند حرس الحدود لاتهامه بأنه يطلق الرصاص علي المصلين. وتقول الرواية الثالثة إن العشرات من الشباب المسلحين كانوا وسط المعتصمين من أنصار مرسي أطلقوا النيران علي قوات الحرس الجمهوري بشكل عشوائي أثناء صلاة الفجر لإشغال القوات التي كانت تؤمن المبني عن مجموعات أخري حاولت تسلق الأسوار لتحرير مرسي. أما الرواية الرابعة والأخيرة وذلك وفقاً لما قاله عدد من قيادات الإخوان المسلمين فتقول إن المعتصمين السلميين تعرضوا للضرب بالطلقات الحية من جانب قوات الحرس الجمهوري أثناء أدائهم صلاة الفجر وأن قوات الشرطة والجيش حاولت فض الاعتصام بالقوة وتم نقل الجنود في 20 حافلة و15سيارة صغيرة أحاطت بالمسجد المجاور لدار الحرس. وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الصحة أنه لا صحة لما تردد عن استشهاد أطفال أو نساء في اشتباكات موقعة الحرس، تداولت مواقع الإخوان المسلمين علي الإنترنت وصفحاتهم علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوراً لأطفال ادعت استشهادهم في تلك الأحداث وثبت أن هذه الصور من سوريا لأحد الأطفال الذين استشهدوا في أحداث الثورة السورية. وعقب أحداث الحرس الجهوري مباشرة عقد مؤتمر صحفي مشترك بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية بالهيئة العامة للاستعلامات للتعليق علي الأحداث، حيث أكد العقيد أركان حرب أحمد علي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة أن مجموعات مسلحة هاجمت دار الحرس الجمهوري والأفراد المكلفين بتأمينه وتسلق آخرون العمارات المجاورة للمبني وأطلقوا الرصاص علي القوات وقذفوها بالمولوتوف واستشهد أحد ضباط القوات المسلحة وأصيب 42 آخرون بإصابات مختلفة، مشيراً إلي أن القوات المسلحة تعاملت بكل حكمة مع المتظاهرين لأن واجبها حماية جميع المتظاهرين دون إقصاء لأحد لكن المشهد خرج عن السلمية، مؤكداً علي أن مصر لن يبنيها تيار أو توجهات سياسية ودينية معينة. وأكد اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن الشرطة ستتعامل بحسم ضد أي خروج علي القانون، وأضاف أن القوات المكلفة بتأمين المنطقة المحيطة بدار الحرس الجمهوري فوجئت في ال7 صباحاً بإلقاء المعتصمين الحجارة عليهم ثم تطور الأمر لإطلاق النار بكثافة علي القوات مما أدي لاستشهاد الملازم محمد المسيري والمجند جلال جابر وأصيب آخرون ،لافتاً إلي استشهاد 221من رجال الشرطة علي مدي العامين الماضيين وإصابة 9188خلال مواجهات مع عناصر إجرامية خطرة ، موضحاً أن التاريخ برأ رجال الشرطة من جميع الاتهامات التي حاصرتهم منذ بداية ثورة 25يناير وبأسرع مما توقعوا وعلي العالم كله أن يعي هذه الحقيقة وهي أن الشرطة أصبحت شرطة الشعب وتعمل من أجله. ودانت جبهة الضمير هذا الحادث، داعية في الوقت نفسه »جميع المصريين إلي الحرص علي دمائهم، فهي سواء في طهارتها وحرمتها، وإلي الحرص علي العودة للديمقراطية، فهي الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد وبناء المستقبل«. ويقول العميد إبراهيم عبدالعزيز (ضابط بقوات الأمن المركزي): ورد إلينا اتصال صباح يوم الاثنين من الأسبوع الماضي يفيد بوجود أعمال شغب ومحاولة لاقتحام دار الحرس الجمهوري من قبل بعض الجماعات المتشددة والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وذلك لإخراجه من الدار بهدف إعادته إلي الحكم، وعندما وصلت القوات الأمنية إلي دار الحرس لتأمينه قام المعتصمون بإلقاء الحجارة علينا مما أدي إلي إصابة العديد من الضباط والجنود بجروح وإصابات متفرقة بالجسم، تعاملنا بأقصي درجات ضبط النفس ولم نطلق سوي الغازات المسيلة للدموع ، وما أثير حول إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الشرطة أو الجيش عار تماماً عن الصحة. ونفي عبدالعزيز ما أثير حول هجوم القوات علي المصلين بالمسجد، وقال: هناك تعاون كامل بين الجيش والشرطة في مواجهة من يستهدفون إرباك المشهد المصري ،معتبراً أن هذه الأمور والافتراءات المتعلقة بادعاء تعدي قوات الأمن علي المتظاهرين لا تخدم سوي مروجيها فهم يريدون تصدير صورة غير حقيقية إلي الغرب بأن ما حدث من عزل مرسي كان إنقلاباً عسكرياً. ويقول اللواء حمدي سرحان (رئيس جمعية الفجر لضباط الشرطة بالمعاش): عزل مرسي كان استجابة من القوات المسلحة لصوت الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات ، فمن المفترض أن الشعب عبر عن إرادته وصحح الأوضاع المغلوطة ، والإخوان كانت أمامهم فرصة عندما وصلوا إلي الحكم أن يحققوا مطالب وآمال الشعب وثورة 25يناير ، لكنهم خلال عام لم يصدر منهم قرار واحد في مصلحة البلد وبالتالي انكشفوا أمام الجماهير البسيطة من أبناء الشعب ، فالبنسبة للضباط فكانوا يعون ما كان يخططون له ،وأراد الله أن يدخلوا هذا الاختبار أمام الشعب حتي يفيق ويكشف أمرهم . ويضيف سرحان: أما العنف الذي لجأوا إليه فهو ليس بجديد عليهم، فهي جماعة تسعي إلي فرض سيطرتها وتحقيق مآربها بالقوة المسلحة لكن هذا الأمر لا يقبله الشعب، وادعاءاتهم بدخول الجيش والشرطة عليهم المسجد أثناء صلاة الفجر والتعدي عليهم باطلة والقصد منها مغازلة العالم الغربي الذي تآمروا معه لتقسيم البلاد، فهم كاذبون ولا ننتظر منهم أي وعد، وكل ما يفعلونه الآن يريدون من ورائه الوصول إلي مرحلة التفاوض معهم ومعرفة مطالبهم وتنفيذ ولو جزء منها ، موجهاً اتهاما إلي جماعة الإخوان المسلمين بأنها وراء عمليات حرق أقسام الشرطة وقتل المتظاهرين لإيجاد شرخ في العلاقة بين الشرطة والشعب، وذلك هدفهم الأول لأن الشرطة كانت تحبط مخططاتهم وتتصدي لهم ولم تتجاوز معهم لكنها كانت تقوم بواجبها ، وعلي شباب الجماعة والمواطنين إدراك هذه الأمور. ويري عصام زغلول (رئيس حزب الأمة رئيس جامعة الشعوب العربية) أنه لابد من تنحية الخلافات جانباً في الفترة القادمة، مؤيداً أن الإخوان كانوا سيئين في إدارتهم للبلاد، وعلي الجميع ألا يؤيد أو يطالب بمواجهة العنف بعنف آخر وإلا سيقتل المصريون بعضهم ، فما حدث أمام الحرس الجمهوري أمر مشين في تاريخ الشعب المصري ، موضحاً أن هناك حالات استفزاز تمت بالفعل من جانب الإخوان للقوات المسلحة لكن في الوقت نفسه الجميع يعلم تماماً أن القوات المسلحة لم ولن تصوب الرصاص تجاه أي مصري ،مطالباً الجميع بالكف عن الدعوة لإراقة الدماء، موجهاً اللوم إلي الأزهر وحمله جزءاً كبيراً من الحادث الأليم لأن دوره كان متقهقرا، وفي الوقت الذي تسيل فيه دماء المصريين اكتفي شيخ الأزهر بإدانة الحادث وأعلن بعدها الاعتكاف وكان يفترض أن يتحرك لوقف إراقة الدماء. واعتبر زغلول تصريحات محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين التي قال فيها أن لديه معلومات تفيد بهجوم بلطجية علي المعتصمين وأن الجيش سيهجم عليهم لفض الاعتصام وأنهم سيقومون بتحرير مرسي من داخل دار الحرس الجمهوري لإعادته إلي كرسي الحكم إدانة له ويجب محاكمته عليها لأن بعدها حدثت الاشتباكات، والهجوم علي الحرس الجمهوري كان ممنهجا، ودم من قتلوا في رقبة النخبة السياسية ومحمد مرسي.