التصوف نوع من الفلسفة قد يطلق عليها الفلسفة الإسلامية والموروث الشعبي هو الناقل الحقيقي للعادات والتقاليد ويعني الحفاظ عليها حفظا للهوية في أي زمان ومكان والتراث الشعبي المصري هو مكون هام للثقافة وشغل كثيرا من اهتمام الباحثين والمهتمين والطرق الصوفية لها وضع وأهمية ثقافية وتراثية خاصة تمثل التدين الشعبي ولها جماهيرية واسعة والصوفية أيضا كما صنفتها الباحثة د. نوران فؤاد في كتابها »الصوفية في مصر طريقة ومجتمع« والتي قدم لها الدكتور عاطف العراقي (إنها استطاعت الربط بين موضوع كل فصل برابطة عضوية في دراستها التي لاغني عنها للدارسين والمهتمين بالتصوف والطرق الصوفية.. يصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها كانت ولازالت هي الأثر المهم في صياغة الوجدان العربي الإسلامي ولها ثقل في كثير من الدول العربية وتؤكد الباحثة علي ارتباط المجتمع المصري بالطرق الصوفية في القرن الثالث الهجري منذ أن ظهر ذو النون المصري بنشر رسالة التصوف النابعة من منهج الكتاب والسنة ويصل عدد المتصوفين في مصر حوالي 11 مليونا يتبعون 73 طريقة صوفية لكل طريقة شيخ وتسمي الطريقة باسمه ويعد ذو النون المصري من الرواد الأوائل الذين أحدثوا تحولا في مفهوم التصوف.. وتذكر الباحثة وجود أفكار جديدة واصطلاحات وتعبيرات خاصة منها ما يتعلق بالجانب النظري الصوفي بداية من تحديد معالم الطريق وترتيب المقام والأحوال والنسب لذي النون باعتباره من أظهر اللغة الرمزية في عبارات الصوفية التي لم تكن موجودة وذكر عنه أنه نسب إليه التأثر بالفلسفة الإشراقية وقد نقل عنه قوله عن (العارف أن يتخلق بأخلاق الله) وهذا من أقوال الفلاسفة وأن الهدف من التصوف هو بناء مجتمع سليم يتمسك بالفضيلة والأخلاق المتينة والتمسك بالدين الحنيف وتعاليمه العالية السامية وأن يكون ضمير المسلم هو قانونه ووازعه الذي يدفعه للمحافظة علي دينه واكتمال أخلاقه وللطرق الصوفية أدوار دينية واجتماعية وثقافية وسياسية وتعاليم أهمها الزهد والروحانية وإحياء التراث الشعبي والديني من أجل نقاء السريرة وصفاء القلوب حتي يخرج الناس بعيدا عن الشقاء لابد من العودة إلي القيم والمثل الصوفية التي هي أساس الدفع بالتحلي بالأخلاق الحميدة التي تعمل علي مجاهدة النفس ونهيها عن المعاصي والرذيلة في وجود وسيطرة الحياة المادية.. أما الدور المنوط بالصوفية فهو مساعدة الفقراء وإطعامهم وتنظيم الممارسات الدينية لهذه الطرق إضافة للأبعاد الاجتماعية المتعددة والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.