طالب المشاركون في المؤتمر الصوفي الدولي الأول والذي نظمته العشيرة المحمدية تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة إنشاء اتحاد عالمي للتصوف يضم كافة الطرق والهيئات الصوفية في العالم أجمع. دعوا إلي تعديل قانون الطرق الصوفية وإيجاد خطاب صوفي متجدد ومتطور وطالبوا بضرورة ألا يكون الإصلاح محصوراً في الأشكال والهياكل دون الجوهر والمضمون والقائمين عليه لأن هذا يقلل من جدوي الإصلاح. مع التركيز علي بناء الفرد المؤمن بناء صحيحاً سليماً باعتباره هو أساس كل إصلاح .. مشيرين إلي أن الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يبدأ من قمة النظام مع إغفال قاعدة البناء ألا وهو الفرد المؤمن الذي يعتبر أساس محور المنهج الصوفي الإسلامي الراشد. أكدوا ان التصوف هو الضمان الحقيقي لبقاء الإصلاح نابعاً من عمق وحقيقة الحضارة الإسلامية وتراث الأمة وعدم انحرافه خدمة لأجندة أعداء الأمة. موضحين ان التصوف هو سر النصر ومنهج الفلاح في الإسلام لأن موضوعه هو العمل علي تنقية النفس ليكون البقاء والحكم للروح وهي التي تأبي الهزيمة وتستعصي علي السيطرة بعكس المادة التي مآلها الفناء والإضمحلال. شارك في المؤتمر أكثر من 300 شخصية من المفكرين والمتصوفة من مختلف دول العالم تباحثوا حول خمسة محاور تناولت: "الحاجة إلي الإصلاح ودواعي الإصلاح في المجتمعات العربية والإسلامية. وطرح التصوف كمنهج للاصلاح وإشكاليات التصوف والإصلاح. وإمكانيات الإصلاح. ونماذج من الإصلاح عند الصوفية" تلبية لدعوة عصام زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية. شهد المؤتمر حضور أطياف مختلفة من السلفيين والإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والمسيحيين وعدد من مرشحي الرئاسة ورؤساء الأحزاب وسياسيين ودبلوماسيين. أكد الشيخ محمد عصام الدين رائد العشيرة المحمدية ان الدعوات الهدامة والأفكار الإرهابية وأجواء الفساد لا تقوم إلا بغفلة عن الدين. قال إن التصوف إيمان وعقيدة وعلم وعمل وعبادة ودعوة وريادة وسلوك تطبيقي إلي رحاب الصفاء والأنوار. أضاف ليس في اعتبارنا قط صور التصوف المنحرف والكاذب والزندقة ولا تصوف الفلسفة البعيد عن الإسلام. قال لا ينقصنا إلا التجمع وتوحيد الصفوف واستيعاب الطوائف المختلفة وتطهير الصفوف التي زهدت الناس فيها وتطهير العلم نفسه والعقيدة من كل ما هو مبتدع ومن أجل هذا أنادي بإنشاء أول اتحاد صوفي عالمي يضم كافة الطرق والهيئات والمنظمات الصوفية في العالم أجمع يهدف إلي توحيد الصوفية. قال الدكتور حسن الشافعي في كلمته التي ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر ان التصوف ضرورة إنسانية والتصوف الحق مستوي من التدين يربو إلي مستوي الإحسان وهذا لا يتحقق إلا بتحقق ظاهرة سنية منذ ظهر في القرن الثاني الهجري فلم يعرف للشيعة انفرادهم للتصوف إلا بعد الألف الأولي من الهجرة ولم تترسخ عندهم الجماعات الصوفية كما ترسخت عندنا في البلاد السنية. أوضح ان الصوفي يعيش علي أرض الوطن وله كل حقوق المواطنة وهو لم يتنازل عن حقوقه في الحياة ولعله يريد ان يقول الآن في هذه اللحظة الثورية لنعد جميعاً إلي سياق التاريخ ونصنع حاضرنا ومستقبلنا بأيدينا أمة واحدة. وطالب السيد محمود الشريف نقيب الأشراف بأن تقوم كل مؤسسة دينية بدورها وطالب العلماء بتفعيل دورهم الريادي في الإصلاح. قال الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية انه تقدم بعدة اقتراحات تتضمن تعديل قانون الطرق الصوفية بتحديد مدة انتخاب شيخ مشايخ الطرق الصوفية بمدة واحدة وإيجاد علاقة تنظيمية بين مشيخة الطرق الصوفية والأزهر الشريف وتوسيع قاعدة الطرق الصوفية لتشمل المعاهد والجامعات والمدارس ندعو جميع القوي الوطنية المخلصة لأن تتوافق من أجل مصلحة البلاد والعباد. أشار الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إلي أن الصوفية توحد ولا تفرق وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف ان الخطاب الصوفي المعاصر يجب ان يتجدد بصورة معاصرة ويبث فيها دماء جديدة لأن الخطاب الصوفي منكفئاً علي نفسه وهو بحاجة إلي تجديد شباب التصوف بتجديد المصطلح الصوفي والخطاب الصوفي. حرية وانطلاق أوضح الدكتور يونس جوفروا من جامعة استراسبورج فرنسا ان التصوف هو الحرية والانطلاق نحو آفاق أوسع في الفكر والنظر والرؤية لكل المخلوقات المحيطة بالإنسان وهذا ما دعا إليه مالك بني نبي وقال: إذا كان البعض يدعي زوراً وبهتاناً إن الإسلام يدعو إلي الاستعباد والاستكانة فهذا خطؤه ونتيجة طبيعية للجهل بقيم الإسلام الحقيقية لأن الإسلام منذ ظهوره كان ثورياً ضد العادات الاجتماعية والدينية والثقافية السائدة آنذاك ورافضاً لكل الأشكال الصنمية التي تستعبد الإنسان. دعا د. فوجروا إلي ضرورة تنشيط وتقديم الفهم الصحيح للإسلام من جديد للرد علي التحديات التي تطرحها السياقات الحديتثة مثل العولمة والحداثة. من جانبه طالب الدكتور داوود جريل من فرنسا بضرورة توافر الشروط الشعبية "نسبة لسيدنا شعيب" في الراعي والرعية لتحقيق الاصلاح المنشود "ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت".