اختتم المؤتمر الصوفي الدولي الأول والذي نظمته العشيرة المحمدية تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أعماله مؤخرا والذي استمر علي مدي ثلاثة أيام تحت عنوان "التصوف منهج أصيل للإصلاح".. وافتتحه د. علي جمعة مفتي الجمهورية ود. محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف. ناقش المشاركون أكثر من 150 بحثا لكبار العلماء والوزراء العرب والأجانب.. وتباحثوا حول خمسة محاور تتناول الحاجة إلي الإصلاح الشامل في المجتمعات العربية والإسلامية. وطرح التصوف كمنهج للإصلاح. والعقبات التي تواجه تطبيق نماذج الإصلاح الإسلامية وعرض لإمكانيات الإصلاح عند الصوفية في بناء العقل والروح وجميع مستلزمات الحياة السياسية والاقتصادية والمجتمعية. أكد الدكتور محمد مهنا أمين عام الدعوة بالعشيرة المحمدية ومنسق عام المؤتمر أن التصوف هو الضمان الحقيقي لبقاء الإصلاح نابعا من عمق وحقيقة الحضارة الإسلامية وتراث الأمة وعدم انحرافه لخدمة أجندة أعداء الأمة.. مشيرا إلي أنه يجب البحث عن أساليب جديدة لاستثمار التصوف وترشيده باعتباره رأس المال الطبيعي المتأصل في الأمة. قال الدكتور مهنا: إن التصوف سوف يكون أجدي وأنجح من محاولات كثيرة تتسم بالاندفاع دون روية مع ما يقتضيه ذلك من أثمان باهظة تنفق من المبادئ الثابتة والقيم الأساسية للأمة.. مشيرا إلي أن تحقيق التقدم المادي في حاجة إلي جرعة روحية تعصمه من الإفراط والتفريط. إصلاح شامل كان الدكتور إبراهيم نجم - المستشار الإعلامي للمؤتمر قد دعا إلي أهمية الإصلاح الشامل المتكامل وضرورته في المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة وإصلاح الهياكل أو المؤسسات وإصلاح الأفراد والمجتمعات وبيان أهمية الخيار الصوفي في ضوء الخيارات المتاحة للإصلاح وتوجيه وترشيد التصوف ورد ما يشاع علي الممارسات الصوفية إلي الكتاب والسنة بفهم العلماء العاملين من السلف الصالح دون إفراط أو تفريط. أوضح أنه تمت مناقشة أفضل الطرق والسبل نحو تنظيم وتوجيه الطاقات الإيمانية لدي قطاعات عريضة من الجماهير في ربوع العالم الإسلامي نحو البناء والإصلاح علي المنهج الرباني الروحي الأصيل بدلا من الهدم والتفرق والاختلاف والتأكيد علي أهمية إيقاظ وإنقاذ الحضارة الإسلامية من مستنقع المادة التي طغت قوانينها بحكم الزمان علي كل مناحي الحياة بكافة صورها ومستوياتها. وذلك بردها إلي أصولها الروحية ومناهجها الربانية باعتبارها القادرة علي إعادة التوازن المختل في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب. وفي بحثه قال الشيخ محمد صلاح الدين زكي رائد العشيرة المحمدية ومقرر المؤتمر إن المؤتمر اكتسب أهمية كبيرة في ظل ما تعاني منه الدول العربية والإسلامية من ضغوط خارجية متواصلة لفرض نموذج معين للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت شعار الإصلاح والهادفة إلي تمرير هذه النماذج التي لا تتفق مع طبيعة التراث الحضاري للأمة وتحقيق أهدافها القومية. تعديل قانون الصوفية في نهاية المؤتمر دعا المشاركون إلي تعديل قانون الطرق الصوفية وإيجاد خطاب صوفي متجدد ومتطور.. وطالبوا بضرورة ألا يكون الإصلاح محصورا في الأشكال والهياكل دون الجوهر والمضمون والقائمين عليه لأن هذا يقلل من جدوي الإصلاح مع التركيز علي بناء الفرد المؤمن بناء صحيحا سليما باعتباره هو أساس كل إصلاح. كما أوصي المؤتمر جميع التيارات والاتجاهات الدينية والدعوية للاتفاق علي سبل توحيد الأمة وجمع شتاتها علي الأصول المشتركة بينها ووضع ضوابط الاختلاف في الفروع مع الدعوة إلي إنشاء قناة فضائية تهتم بقضايا الأخلاق والقيم الروحية ونبذ العنف والتطرف والغلو.. وتأسيس مركز للأبحاث يعمل علي نشر العلم وصحيح المسار والوحدة بين أبناء الأمة الواحدة ومتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر. كما طالب المشاركون الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم والمنظمات الدولية بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. كما طالبوا بسرعة اتخاذ الإجراءات الإصلاحية الجادة والكفيلة لتفادي إسالة الدماء.. وناشد الجميع الحفاظ علي وحدة الأوطان وسلامتها. كان المؤتمر قد شهد حضور أطياف مختلفة من السلفيين والإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والمسيحيين وعدد من مرشحي الرئاسة ورؤساء الأحزاب وعلماء الدين منهم د. نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق ود. عصام البشير وزير الأوقاف السابق بالسودان. والمستشار السيد علي الهاشمي مستشار العدل والشئون الإسلامية بديوان الرئاسة بالإمارات والداعية علي الجفري رئيس مؤسسة طابا والداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان ود. عبدالرحمن البر ممثل عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين ود. محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية والداعية الإسلامي محمد الكتاتني والدكتور عبدالناصر جبري عميد معهد الدعوة والشيخ عبدالرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء بالجزائر.