د. عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الصوفي الأعلي : الصوفية قادرة علي تطهير المجتمع د.محمد هاشم عميد أصول الدين بالأزهر وشيخ الطريقة الهاشمية: أيها الرئيس اخلع عباءتك الحزبية والمذهبية د.حسن الشافعي أستاذ التصوف ورئيس مجمع الخالدين: أريد رئيسا من رجال ثورة 52 يناير د.أحمد شمس الدين الحجاجي الأستاذ بجامعة القاهرة: لا يمكن لأي قوة أنتعطل الروح د. محمد التفتازاني شيخ الطريقة الغنيمية: الطرق الصوفية حائط الصد ضد التطرف د. محمد مهنا أستاذ القانون بجامعة الأزهر وأمين العشيرة المحمدية: الأقطاب موجودون ولهم تأثيرهم لكن.. غير ظاهرين! جئت من أقصي المدينة أسعي الي شيخ مشايخ الطرق الصوفية د.عبد الهادي القصبي، الذي يفتح قلبه ووجدانه أوسع من مكتبه وبابه لكل صاحب علامة استفهام، يقرأ السؤال المكتوب علي الجبين، بحدسه وحسه، فلا يتحدث إلا همسا:اواجب علي المرشح ان يسعي للناس ويوضح لهم رؤيته وإمكانياته وواجب علي الناس أن تدقق وتفحص انها مسئولية مزدوجة، المرشح يسعي للناس والناس أيضا تسعي، لأن هذه مسئولية، واذا كان المرشح سيتحمل الامانة بعد ساعات، فمن يدلي بصوته هو صاحب الأمانة. بهذه العبارات الاستباقية توهج الحوار الأول في هذا الملف، ليعقبها بقراءة لجوهر اللحظة الآنية في ضمير المجتمع بشرائحه وأطيافه: أهل التصوف يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع وهم في توافق مع معظم شعب مصر بالكامل لأن القيم المصرية تتساوي تماما مع القيم الصوفية من حيث الحب والتسامح، حتي من لا ينتمي رسميا للطرق الصوفية ينتمي إليها وجدانيا وفكريا، واذا ما حدثت حالة التوازن في المجتمع تجد أن الشعب المصري يعود الي القيم الروحية، واما مصير لحظات الزبد فتتجلي به الآية القرآنية »فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض«. أكثر من دعوة يوجهها الشيخ إلي جميع أبناء شعب مصر: »اعتصموا بحبل الله جميعا لأن هذا هو الوقت الذي تتجلي فيه مطالبنا أجمعين، ومع كون الصوفية شريحة كبيرة، لكننا طلبنا من جميع مرشحي الرئاسة أن يأخذوا في الاعتبار جميع الشرائح الموجودة في المجتمع وأن يقف المرشح علي مسافة واحدة من الجميع، وكم ناشدنا كل المرشحين أننا نحتاج الي شخص يحتوي جميع ابناء شعب مصر بالكامل، دون تمييز بسبب الدين أو الانتماءات الحزبية، فهذا أمر يرفضه أهل التصوف، فكل مواطن في مصر له حق، وعليه واجب«. المدد.. والميزان بثقة إيمانية وبيقين غير مرواغ يكشف د. القصبي أن اللقاء عندما يكون مع قيادات الطرق الصوفية يجب ان نعلم أن كل قيادة تمثل خلفية علمية وأخلاقية وشرعية، وبالتالي أنت أمام قيادة يتبعها آلاف الاتباع والمريدين، فلا يجوز أن تقول هذه القيادة بسهولة يمكن توجيهها، بالعكس هي قيادة مؤثرة لان لديها علما ولديها فكرا، وبالتالي تصبح قضية الاستقطاب صعبة المنال مع قيادات الطرق الصوفية، فأهل التصوف عندما يتعاملون في القضايا الوطنية لا يخشون الا الله ولا يعتمدون الا علي الله، وليس لهم انتماء الا لتراب مصر ومصالح شعبها. لكن كلمة »المدد« التي تشي بها الزيارات من قبل مرشحي الرئاسة تحتمل أكثر من معني يتراوح بين الذاتي والموضوعي.. أليس كذلك أيها الشيخ؟ يوافق ويقول: المدد المقصود به استعادة القيم الاخلاقية التي اهتزت وضاعت وسط الاحداث، والكل استشعر أن المجتمع حدث به خلل، وبالتالي نحن نتطلع الي المدد من الله، ومن صبر الحبيب صلي الله عليه وسلم، هذا هو المدد الواجب ان نستمده جميعا، نحن هنا رحبنا بوجود السادة مرشحي الرئاسة ورحبنا تماما حتي نستمع وندقق في البرامج المطروحة ونفحص فكر كل شخصية، الاتفاق بين قيادات الطرق الصوفية أن نكون جميعا في انحاء مصر، وبميزان دقيق نتابع كل الاحداث المتعلقة بالمرشح الرئاسي، إن دولة مثل مصر لها ثقلها في المكان والمكانة عربيا وإقليميا وعالميا، كل ذلك يحتم علينا ان ندقق في اختيار من يمثل مصر ويمثل شعب مصر، وهي عملية بالغة الصعوبة والحساسية ورئيس مصر القادم عليه ان يتمتع بأهلية وبمواصفات تمكنه من جمع شمل الشعب المصري، واقامة علاقات جيدة مع دول العالم أجمع، إذن القضية ليست قضية اسم بعينه، أو شخص محدد، بقدر ما هي قضية شعب، وكل مواطن له قيمته لانه مواطن مصري في المقام العالي. ونحن نميل الي اختيار الرئيس القادر علي تحمل المسئولية بأمانة والتعامل مع كل طوائف الشعب المصري وحتي الآن نحن ننتظر البرامج الخاصة بكل مرشح لاننا في النهاية سنختار برنامجا وليس اشخاصا لا يمكن للطرق الصوفية أن تنفصل عن القضايا المصيرية، ومرجعيتنا التاريخية تؤكد ذلك، وحاضرنا أيضا، إذ إن أهل التصوف يشكلون كتلة صوفية ضخمة، لا يستهان بها، وسيكون لنا موقف مؤثر في ترجيح كفة الرئيس القادم. لأنها مؤسسة صوفية »المؤسسة الصوفية« تعبير غير مسبوق يشي بالجماعية، والالتزام، والتصوف تجربة ذاتية وجدانية فردية، فكيف يتم التحقق الصوفي في علاقتكم بالمجتمع الآن وغدا، والغد محمل بأشياء لا يعلمها إلا الله؟ هكذا سألته د. عبدالهادي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ليجيب مفككا هذه المعادلة: نحن لدينا عقيدة أن كل البرامج الاصلاحية لن تحقق نجاحا إلا اذا التزمت بمنهج القيم والاخلاق، نحن نعتقد أنه لا إصلاح بدون صلاح، ومهما اجتهدت في وضع برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لن تحقق الهدف ما لم تتضمن هذه البرامج »البعد الأخلاقي« الذي هو مذهب أهل التصوف، لأن المؤسسة الصوفية هي هيئة دينية عليا اجتماعية ثقافية وطنية، هي مؤسسة قيم وأخلاقيات، وكل الطرق الصوفية في البداية والنهاية تقوم علي القيم الاخلاقية المستلهمة من حضرة النبي صلي الله عليه وسلم، فهل نتخيل مجتمعا بلا قيم ولا مبادئ؟ المؤسسة هنا تلتزم بكتاب الله وسنة المصطفي، وتستمد منهما السماحة والحب واللين والحكمة بدون تشدد وبدون عصبية، وبالتالي فإن أهل التصوف يعكسون جماليات الشريعة الاسلامية، ولنا أسوة حسنة في سفراء حضرة النبي،عندما كانوا ينتقلون من مكةأوالمدينة إلي أي مكان في العالم، كان البشر يدخلون في الاسلام بأخلاقيات التي يتمثلونها من حضرة النبي فالدين المعاملة. يسترجع الرجل والاسترجاع من أجل إضاءة مسافات تبدو غامضة، ويقول: هذه المؤسسة لها تاريخ ومن يتابع تاريخ المؤسسة وطنيا، يجد أن أهل التصوف كانوا في مقدمة الشعب عندما كان هناك غزو، من أي نوع، تؤكد الشواهد أن أعلام الصوفية كانوا في صدارة من يتصدون لأي هجوم، كانوا دائما في المقدمة، لكن المشكلة ان الكثير يخلط ما بين العمل الديني الدعوي والعمل الثقافي والاجتماعي والوطني، وما بين التطلعات السياسية، الكل يعلم ان أهل التصوف لا يتطلعون الي الحكم والبعض يتساءل لم لا يكونون حزبا؟ واقول لهم: لا يوجد في منظومة أهل التصوف تطلع ما الي الحكم ، لكننا ننهج نهج الحبيب المصطفي، النهج السني الوسطي، نحن نتعامل مع جميع أبناء الوطن من قاعدة المساواة، ولدينا قاعدة صوفية تقول »مرحبا بالعاصي« لأننا لا نغلق الباب في وجه أي انسان، ونستمد هذا الامر من أخلاقيات حضرة النبي عندما وقف في جنازة يهودي وأخذت الصحابة تتساءل وتقول انها جنازة يهودي لمن تقف ياحبيب الله فاذا بالحبيب المصطفي يطلق دعوته الانسانية ليعلم الصحابة ويعلم الامة الاسلامية احترام الانسانية وهذه هي أول مدرسة لحقوق الانسان. الصوفية والحكام هذا العنوان يحمل »حساسية«.. يستشعرها الشيخ فيقول: بطبيعة الحال.. أي مسئول عن الدولة له علاقة بمؤسسات الدولة، أما العلاقة مع أفراد المؤسسة الصوفية ليست قائمة علي نزاع، لأنه ليس من أهداف التصوف الحصول علي ميزة أو خصيصة، العلاقة منزهة فهي علاقة ضبط اجتماعي، كلما زادت قيمنا الأخلاقية في المجتمع كان هذا لصالح المواطن والمؤسسات حتي تسود قيم الاخلاص والعدل وهذا ما يتطلع اليه أي حاكم، وقد صدق القائل: »العدل أساس الملك« لابد ان يكون العدل ضمن منظومة القيم الاخلاقية الصوفية، ومن المعلوم ان الله سبحانه وتعالي يقيم الدولة الكافرة اذا كانت عادلة، ويهدم الدولة الاسلامية اذا كانت ظالمة، وآتذكر قول ابن خلدون : »دولة الإسلام مع الظلم تزول، ودولة الكفر مع العدل تدوم«. التطهير.. التطهير رأيت هذا التعبير القاسم المشترك في مشروعك لتطوير المشيخة.. أتوافقني الرؤية؟ إنه يومئ ويؤكد متحمسا: هذه هي المهمة الاساسية للطرق الصوفية: تطهير الأنفس والقلوب وقد تتعجب ان معظم الأئمة والسادة المشايخ يولون هذا الامر اهتماما بالغا، فمسألة تطهير المجتمع وتطهير القلوب هي الشغل الشاغل للمدارس الصوفية عامة، وفي ضوء البيانات الحالية الآن يوجد200مليون صوفي في العالم، من بينهم 15 مليون صوفي في مصر ، وعلي ذلك فالامر يحتاج الي مزيد من التفعيل، حتي تكون هذه الاعداد أكثر فاعلية ونحن نتطلع الي احداث طفرة تنظيمية جديدة حتي تساهم بايجابية وفاعلية في المجتمع المحلي والمجتمع الدولي. إنها الحكومة الكونية للدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي الأستاذ بجامعة القاهرة جناحان، فهو المبدع الذي تتجاذب أعماله موجات صوفية والأستاذ المربي والمعني علما وعملا بالتصوف والصوفية في مؤلفاته والمشحون بالوجد الصوفي النابع من جده سيدي الحجاج الأقصري في صعيد مصر، من نور هذه التعادلية يقول: إن كبار الصوفية ورموزها وأقطابها لم يدخلوا ميادين السياسة إلا في أواخر عمرهم بعد ما مكثوا في رحاب التأمل والخلوات في بدايات عمرهم، واتحدوا بالكون والوجود، ثم عادوا الي الناس والتحموا بهم، صلاحا وإصلاحا، وعاشوا بينهم ودينا ودنيا. وضرب لنا مثلا: سيدنا محمد صلي الله وملائكته عليه، عاش متعبدا ومتأملا قبل بداية البعثة، وحين جاءه الأمر (اقرأ) بدأ رحلته مع الدنيا ومارس الإصلاح، وسيدنا يحيي بدأ صوفيا ثم اختلط بالناس حتي أنهم قتلوه، وسيدنا موسي تأهل دنيويا مع سيدنا شعيب، ثم ذهب يتأمل الوجود، فكانت النار المقدسة والشجرة المباركة والطور والتجلي، ثم نزل الي الناس للهداية والإصلاح، وهكذا كل الأنبياء، وسلك مسلكهم أئمة الصوفية في كل العصور. في العصر الحديث أكثر من مثل: الصوفي المهدي في القرن التاسع عشر جاهد من أجل استقلال السودان عبر الطريقة المهدية، وكذلك عمر المختار ثم السنوسي في ليبيا وعبدالقادر الجزائري في الجزائر، وفي مصر كنوز لا تحصي من النماذج التي مزجت بين الممارسة الصوفية والعمل الثوري والوطني، وكثير من الصوفيين التحموا بقضايا أوطانهم وتفاعلو مع أزمات بلادهم فأنقذوا البلاد والعباد بل والبشرية. يقول أيضا: كل الحركات الدينية جري تشويهها إلا الصوفية، فلا أحد، كائنا من كان يستطيع أن يشوه الصوفية والصوفيين، فمصر كلها صوفية، والقوة الصوفية تكمن في الروح والإحساس الداخلي، وهي كامنة في كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، قوة تستمد قوتها من الحكومة الكونية. ويؤكد د. الحجاجي أن مسيرة الصوفية لا يمكن أن تتوقف أو تتعطل، لقد قامت بدور عظيم في الشحن الروحي للمصريين بعد نكسة 7691 مثلما تعظم دورها في حرب اكتوبر 3791 وتجلي تأثيرها الروحي والوجداني في 52 يناير 1102 هل كنت تتصور أن يسقط نظام جبار مثل النظام السابق بمثل هذه السهولة والسيولة في ساعات معدودات؟! إنها عملية شحن روحانية لا نراها ولا نعرفها ، لكن يمكن أن نحسها ونستشعرها. وعن العلاقة بين سلطة الحكم السياسية وسلطة الصوفية الروحانية يقول د. الحجاجي: كل الحكام عبرالتاريخ كانوا يحرصون علي استثمار القوة الصوفية، وعلي كسب رضاء المتصوفة، فالروح هي التي تقيم العدل، وكم أود أن لا تكون زيارة مرشحي رئاسة الجمهورية لمشيخة الطرق الصوفية مجرد نفاق سياسي. واجب الوقت علي الصوفية قناعة د. محمد مهنا العلمية كأستاذ للقانون الدولي بجامعة الأزهر تجعله يؤمن بأن الدعوة شئ، والسياسة شئ آخر حيث تقوم علي الفكر الميكافيللي النفعية أو الغاية تبرر الوسيلة، وأن كل ما يحدث من حولنا اليوم من تبرير وكذب ومناورات ومع ذلك يسمونها سياسة هكذا هي السياسة بأي منطق بالامس لنا قرار وبعدها بأيام يقول لك »مقضيات الواقع« قرار آخر، اعتقدان هذا يفقد الدعوة مصداقيتها ويفقد الدين مصداقيته، ويفقد الاخلاق مصداقيتها ويمسخ طبائع الأمور وهو كأمين عام الدعوة بالعشيرة المحمدية يري التصوف مدرسة تربوية ومنهجا علميا، قائم علي التجربة وهو أعلي درجات المعرفة وله مناهجه وقوانيته وتجاربه الخاصة به وهذا منهج علمي ولذلك لا يمكن ان يخرج التصوف عن منهجه العلمي ولا عن دوره التربوي، والا يكون قد فقد هذه الطبيعة والدعوة ايضا تبقي دعوة، في المسافة بين هذه الثنائية المتحدة سألته: في التحولات الكبري والثورات الحقيقية كان للصوفية دورهم المشهود والموثق في ذاكرة التاريخ الصادق؟ أليس كذلك؟ قال: بالضبط أنت محق في هذا ولكن ليس تحت رأية التصوف، انما بحكم ما نسميه في الصوفية »واجب الوقت« هذا الواجب يحتم عليه اليوم أن يجاهد، أن يرفع راية الجهاد في وقت معين ولا يرفع راية التصوف. كان الزعيم احمد عرابي صوفيا شيخه هو عليش الشاذلي الصوفي الفقيه المالكي عندما قام بالثورة العرابية هل رفع راية التصوف؟ لا.. لكن واجب الوقت كان يحتم عليه أن يقف أمام الخديوي عندما تحالف مع الانجليز ضد مصلحة الوطن وضد كرامة الوطن، وأبو الحسن الشاذلي كان قد كف بصره وخرج لمقاتله الصليبيين في معركة المنصورة التي أسر فيها لويس التاسع عشر وكان من تلاميذه العز بن عبدالسلام وابن دقيق العيد والمنذري وعمر المختار والسادة السنوسية الامير عبدالقادر الجزائري، ونذكر صلاح الدين الايوبي عندما جاء الي مصر وجد ان أمامه تحديين رئيسيين، تحد داخلي وتحد خارجي التحدي الداخلي تمثل في الشيعة والدولة الفاطمية التي انشأت الازهر والتي تحكم مصر، التحدي الخارجي كان في الصليبيين، ماذا فعل صلاح الدين الايوبي وكان من العلماء الأولياء حتي ان السبكي يقول عنه في ترجمته الزاهد، الورع، التقي، النقي يتكلم عنه أنه خير زمانه، واول ما جاء الي مصر قام بجمع الصوفية وهو أول من انشأ الزوايا الصوفية في مصر فاستطاع باسناده الي الصوفية والاهتمام بها وتجميعها أن يهزم الصليبيين وان يعيد لمصر مذهب أهل السنة والجماعة ويجعل من الازهر، الذي بناه الشيعة ليكون معقلا للتشيع ليصبح معقلا لأهل السنة والجماعة حتي يومنا هذا واكتسب مرجعية عالمية وهذا تحول كبير وطبيعي أن أبادله: ألا يحتم واجب الوقت علي الصوفية الآن أن.. وأن ؟ ليقول: إن واجب الوقت يحتم علي الصوفية الآن أن تفيق، ولكن كيف ان تندرج في عالم السياسة كما اندرج البعض من الصوفية غير فاهمين، أما ماذا يجب عليها ان تفعل عليها ان تستيقظ من غفلتها،أن تقوم اولا باصلاح نفسها من الداخل لكي تعيد الي الأمة مناهج التربية الاولي كما كانت، لكي تعيد لمدارس التربية رونقها الذي صنع الرجال، نحن في حاجة الي بناء أمة وبناء الأمم لا يكون ببرامج سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية مما يقدمه السياسيون، وانما في حاجة الي بناء منظومة القيم والاخلاق لأنها الاساس التي يقوم عليه أو ينجح أي مشروع سياسي أيا كان، ثانيا عليها ان تقوم بدورها الاجتماعي دون دعاية أو دعوة واجبها الاجتماعي في خدمة المجتمع من حيث التعليم والصحة والمدارس التربوية والدور الاجتماعي. صحوة التصوف هذا مظهر من مظاهر التصوف العملي الحقيقي في خدمة المجتمع أنت تمارسه كرئيس الاكاديمية العالمية لدراسة التصوف وعلوم التراث؟ يضيف مؤكدا: وليس فيه دعوة ولا دعاية يعمل في صمت ولم يرفع راية السياسة ولا راية التصوف، يعمل كخدمة خالصة لوجه الله تعالي، التصوف يقوم علي الاخلاص، والسياسية حزبية، وهي ضد التصوف، التصوف لا يقوم علي التحزب، التصوف خدمة لكل الأمة، خدمة لكل الانسانية، انا لا اتحزب لفكرة معينة أو رأي معين، يقولون الصوفي كالارض يطأها كل بر وفاجر والصوفية موجودون في المجتمع، لكن دورهم غير كامل، والذي أطمح اليه ان يكون هناك حركة عامة وصحوة في التصوف يقوم بدورها في صبغ المدارس في كل قطاعات الدولة بالصبغة التربوية للصوفية لو أن القطب تجلي اليوم هذ الحقيقة الكامنة في الشخصية المصرية أين منها أقطاب العصر وتَمثُّل أولياء الله؟ بسرعة قال: لا ينقطع منهم زمان ثم ردد أبيات شعرية للشيخ محمد ابراهيم زكي لو أن القطب تجلي اليوم, لذاق من الناس العلقم ولتاجر أشباه العلماء به ولأوهم من أوهم، إياك تظن بأن القطب إله أو شخص مبهم إن هو إلا عبد لله عليه بشيء ما انعم لا تسألني عن هذا الشيء وجاهد أنت فقد تكرم وعلينا أن نلاحظ أن سوابق الهمم لا تخرق أسوار الاقدار، أي الهمة السابقة مهما كانت قوية وفاعلة لا تخرق أسوار القدر، ولا يحدث في ملكه غير ما أراد، القدرة لا تتعارض مع الحكمة ولكن الحكمة تعمل في إطار القدوة ولا تستطيع ان تخرج عنها، الأولياء موجودون ولهم تأثيرهم في توجيه الامور ولكن هناك قدرة تتحكم في الكون والاولياء أو الاقطاب يعملون في اطار هذه القدرة ولا يستطيعون الخروج عنها، والقدرة بحر زاخر ليس له أول ولا آخر، يرفع ويخفض، يعز ويذل، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لكن الحكمة لها حدود وهي الاسباب. محدثنا واحد من أبناء الأزهر الجامع والجامعة، من ثم سألته عن القوة الأزهرية والقوة الصوفية والقوي الدينية الأخري، ولا يزال الضعف يستشري..أليست مفارقة؟ متحسرا يقول: كان الازهر هو المعبر الحقيقي عن المنهج الاسلامي الحقيقي وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا والأزهر هو الذي حقق هذا المعني، وكان الصوفية هم التعبير الاجتماعي للأزهر الشريف والقاعدة الشعبية للأزهر كان الصوفية، وفي تصوري عندما انفصل الأزهر عن قاعدته الشعبية وتخلي الصوفيون عن رأسهم العلمي وهو الأزهر حدث في المجتمع ما حدث الآن، ومن هنا تسللت الي المجتمعات العربية والاسلامية هذه الاتجاهات والتيارات الدعوية العربية عن ضمير الأمة خاصة في مصر، واحتلت مكانة هي أقل أصالة احتلت مكانة لأسباب كثيرة معظمها سياسية وتدخل الحكام في الازهر، ومن هنا انفصل عن قاعدته الشعبية والذين احتلوا بعضا من مكانة الازهر وجدوا قاعدة شعبية أخري غير القاعدة الصوفية، وطبعا لا ننسي الجانب المادي والتمويل الخارجي، يكفي أن الأزهر يشقي منذ سنوات لكي ينشيء قناة أزهرية واحدة ولا يستطيع، ويكفي ان الصوفية بهذا العدد ليس لهم قناة، كانت هناك قناة واحدة أردنية واغلقت، للأسف الشديد أهل الباطل يقفون وراء باطلهم باخلاص، وأهل الحق غابوا عن الحق ويغطون في نوم عميق إن الباطل كان زهوقا ولكن هناك شرطا قل جاء الحق، لا يكون للباطل وجود الا اذا ذهب الحق بعيدا عنه. أهل الحق غير ظاهرين لكنك تؤمن بأن التصوف يرد الناس الي الحق تدريجيا؟ نعم وهذا المعني التدريجي، الاصلاح، الثورة الصوفية الآن ليست قدر الحدث نعم أتوقع لها أن تكون فاعلة اذا ما السلفية استعدوا الصوفية، فسوف تستفيق من غفلتها، اذا ما تجرأ العلمانيون علي التصوف والمتصوفة فسوف يكون للصوفية وقفة مع أنفسهم يعيدون فيها حساباتهم من أجل إصلاح إنفسهم.فلا يزال في الصوفية رجال مجاهدون وعلماء وأولياء قائمون علي الحق لا يضرهم من ضرهم الآن، ولكن قد يقع اختفاؤهم عن أعين الناظرين، لأسباب كثيرة منها كما قال الأئمة طبيعة الزمان حكم الزمان وهو حكم الكم و حكم العدد، حكم الشكل الظاهر لايوجد حكم الحقائق، أما الزمن فهو الذي دائما يظهر علي السطح اما الحقائق كدودة القز تتشرنق حتي يأتي أوانها فتخرج، يجب ان نعلم أن أهل الحق منهم موجودون ولكن غير ظاهرين. رسالة إلي الرئيس اتجه بالحوار إلي اثنين من مشايخ الطرق الصوفية، يجمعان بين الحسنيين،فهما من العلماء في تخصصهما المهني، وفي نفس الوقت يحملان المشعل الصوفي، داخل المنظومة الصوفية النشطة، التي صارت تتسم بأن شيوخا علماء وأساتذة متخصصون، معنا د. محمد هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق وشيخ الطريقة الهاشمية بالشرقية التي تشتعل جذوتها منذ ألف عام. يدعو كل الطوائف الصوفية في مصر، وهي كثيرة وتمثل قوة مؤثرة في المجتمع بشكل أوبآخر، أن تشارك في التصويت علي الرئيس القادم حتي تسفر النتائج عن تمثيل حقيقي لمستويات الشعب المصري القوة الصوفية ستؤثر في انتخابات الرئاسة إذا احسنت إدارتها. يريد د. هاشم حلا لواحدة من الإشكاليات المحدثة فالصوفيون كانوا بعيدين عن السياسة، ولم يتدخلوا فيها ، لكن الآن ما دمنا قد خرجنا ببلادنا من الأزمة التي استمرت سنوات صعبة كانت مشحونة بالقهر، ومسكونة بالظلم، فالكل أصبح له دور سياسي واجتماعي خدمة المجتمع والناس، لقد عانينا طويلا وكثيرا لذلك أي أن ما حدث طوال العام الماضي وحتي اليوم هو طبيعي نتيجة الضغوط التي أرهقت الناس، وقد صبروا ولذا ستتحسن الأحوال، ومن ثم علينا كطرق صوفية أن نمد يد العون للناس جميعا، وفي منظور د. محمد هاشم أن الدور الصوفي يتعاظم في المرحلة القادمة في ظل السعي الي إعداد قاعدة بيانات، والتفاعل مع وسائل لإعلام بجميع أنواعها، وعلينا أيضا أن نخرج الي الأجواء ونشارك في العمل السياسي ليس عن طريق الأحزاب وما سواها من تكتلات ولكن باتخاذ المواقف، فالقوة الصوفية قادمة لإحداث عملية التطهير بالمعني الواسع والعام، وهذا واحد من أهم أدوارها، علي ضوء المنهج الصوفي الذي يقتدي بكتاب الله تعالي وسنة نبيه الكريم، فنحن لا نلجأ الي العنف والحدة، مثل الحركات الأخري خاصة الحركة السلفية، ولكننا نتجمل بالتسامح ونتحلي بالوسطية. كمنهج وسلوك. يؤكد شيخ الطريقة الهاشمية أن الصوفية ستغير خريطة انتخابات الرئاسة، بل وأية انتخابات قادمة، وذلك بإثارة المزيد من الوعي المجتمعي، وكل شئ مرهون بالأداء سلبا وإيجابا، ومن ثم أقول للرئيس القادم: - عليك أيها الرئيس أن تخلع عباءتك الحزبية والمذهبية والانحيازية، وأن تتعامل مع كل المصريين بما فيه منفعة للوطن والمواطنين، فأنت رئيس كل المصريين. - نريد لك البطانة الصادقة والصالحة، واحذر من سوء اختيار البطانة الفاسدة والمفسدة، فلا يبعدونك عن الناس والشعب، بتزييف الواقع أمامك بالمعلومات المغلوطة والبيانات الوهمية. - عليك أن تستفيد من الدرس الماضي والتجربة الرئيسية السالفة، وكل ما حدث للرئيس السابق. - اخترالصادق من المستشارين في جميع المجالات .- اعتمد أيها الرئيس علي العلم، وخذ بالعلم بحثا ومنهجا فالبحث العلمي هو القاطرة التي ستنهض بها مصر وترتقي الي مصاف الدولة المتقدمة. حائط الصد والمزاج العام وننعطف في سياق المحاورة مع النموذج الآخر: د. محمد التفتازاني الطبيب والأستاذ وشيخ الطريقة الغنيمية، ونجلد. أبوالوفا التفتازاني المفكر الراحل أستاذ الفلسفة ونائب رئيس جامعة القاهرة وشيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي وهب عمره لخدمة الدعوة الصوفية في الشرق والغرب. التصوف في رؤية محدثنا منهج حياة يطبق روح الإسلام في حياة الفرد والجماعة، وإذا كان الدور السياسي المباشر ليس من الأساسيات في علوم الصوفية، فإن سياسة إصلاح الفرد وإصلاح المجتمع هي سمة من سمات الطرق الصوفية. وفي ضياء هذا المبدأ يري د. التفتازاني أن الطرق الصوفية تمثل حائط الصد الماثل علي أرض الواقع، قد لا يكون هذا الدور في البؤرة لكنه قائم، وهو غير مرئي لكنه محسوس، فمن أدرانا لو لم يكن هذا الحائط قائما لكان الوضع الراهن أسوأ، أن الصوفية تقيم التوازنات في المجتمع، فالصوفية ليست مجرد طرق ومذاهب فقط ، بل هي مزاج عام فليس كل الناس أعضاء في هذه الطريقة أو تلك، وليس شرطا الإنضواء تحت لوائها، إن كثيرا من المصريين يتشبهون بالصوفية، فالتصوف مزاج ديني عام في المجتمع، إن لم يكونوا كلهم إن التشبه بالرجال فلاح فهم يغالبون التطرف بالروح الوسطية، وينتصرون علي الغلو بالفكر المعتدل. الصوفية تمتلك من وجهة نظر د. التفتازاني خطة طموح لإغناء الواقع وإثراء المجتمع، روحا وسلوكا ووجدانا، أما الظهور لهذا لدور مثل كل القوي الدينية التي تباشر السياسة اليومية بالصورة الاحترافية التي نراها، فهو لا يتناغم مع الباطن الكامن في الأعماق، ولا ينسجم مع طبيعة الدور الصوفي. وهو يري أن الصوفية تلعب الدور الأخطر في حياة المصريين بعيدا عن الأمور المباشرة والظواهرالمؤقتة ، ولذلك لا تركز عليها وسائل الإعلام أو الخطاب الإعلامي بتياراته وبرامجه. أريد هذا الرئيس لا يمكن إغلاق هذا الملف دون اللقاء مع عالم موسوعي جليل تتشكل فيه مجموعة من المؤثرات الفلسفية والصوفية واللغوية والأدبية والبحثية والأزهرية، هو د. حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية ومستشار الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر والأستاذ بكلية دار العلوم ورئيس الجامعة الباكستانية سابقا وأستاذ الفلسفة الإسلامية، وصاحب العديد من المؤلفات التي تزهو بها المكتبة العربية، ومن أحدثها فصول في التصوف.. مكثت معه في حوارية موسوعية، وكان لابد أن أقتطف منها هذه الأطروحة.. يقول د. حسن الشافعي: القوة الحقيقية للتصوف هي الدافعية الروحية، ليست اشكالا ولا مؤسسات ولا تنظيمات، فالتصوف نشأ منذ ذلك عندما خشي العلماء المسلمون والمتصوفة اصحاب الاتجاه الروحي ان الاشكال تغلب المعاني والحقائق الروحية وهذا ليس اتجاه الصوفية وحدهم بالفقه الاسلامي يدلنا علي ان العبرة بالحقائق والمعاني لا بالاشكال والمباني، فإذن فكرة الازدواجية المتحدة في نفس الوقت »وحدانية لكن ثنائية« تبحث عن المعني في الشكل والروح في الحدث والحقيقة في الكون هذا هو التصوف. التصوف قوة بالمعني الاجتماعي وربما اقول بالمعني العام للسياسة وليس كما يتخيل الناس السياسة بمعني الحكم وانما الشأن العام في المجتمع. ولا يزال التصوف من اقوي القوي ان لم اقل انه اقوي القوي الاجتماعية في العالم الاسلامي، التصوف الحقيقي وكما هو وان فيه بعض الجوانب يغشاها بعض البدع هو قائم كقوة كائنة ومنتشرة في العالم فهو تنظيم عالمي حتي بحكم العدد وكثافة الانتشار. نعم.. التصوف ثورة والمتصوفة ثوار ولكي يتحرك التصوف او يعود الي حقيقته لابد ان ينفض عن نفسه غبار الغلو نحتاج الي شيوخ من هذا النوع الكبير الذي نترقبه مثل الامام محمد عبده الذي خرجت من عباءته جميع الحركات المصرية أدبية وسياسية وروحية وعلمية وازهرية، صوفية محمد عبده هي التي منحته الاعتدال والتوازن بين العقلانية والروحية وبين السلفية والصوفية وبين النصية والعرفان وهي التي هيأته لريادة الفكر المصري والحفاظ علي الصلات الحسنة بين الأزهريين والصوفية الأمر الئي امتد بعد ذلك في رجالات القرن الماضي والصحوة المعاصرة ويكفي ان خرج من عباءته الزعيم سعد زغلول قائد ثورة 9191. التصوف الحقيقي لا يطلب في المؤسسات ولا في الاشكال ولا في الهيئات ولا في المشايخ والعمائم وانما في الفقراء من الصوفية في الريف. كما قال ابن القيم »من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف« تلك هي قوة التصوف الحقيقية نحن نري ان الشيخ الفلاني زعيما صوفيا أو شيخ طريقة ومرة الي جانب القذافي ومرة الي جانب اخر سقط ايضا مثل هذه الامور لا تشككنا في حقيقة التصوف. .......................؟ نعم اذا تعاون الازهر بقوته العلمية والروحية والتصوف بقوته الروحية والاخلاقية، إن الهزة التي اثرت علي المجتمع المصري في 52 يناير هي هزة اخلاقية في المقام الاول والتغيير الثوري اذا اقتصر علي الجانب السياسي فلن يحل المشكلة الاساسية. كيف يتعامل الناس ويضيق بعضهم ببعض ويخطئ الانسان فيتهم خصمه؟ هذا نموذج لما يتكرر علي المستوي السياسي وعلي المستوي العائلي داخل الاسر فإذن التغيير لابد ان يكون اخلاقيا ولكن تغيير الخلق عند الصوفية لا يأتي بسهولة، لا يخلع خلق الكبر من النفس، إلا بخلع عروق النفس ليس امرا سهلا ولكن عندما اري قدوة عملية لرجل متواضع هذا هو الذي يغيرني ولذلك فإن التصوف اذا ما امتزج فيه العلم الشرعي بصحيح الدين كما هو في الازهر، واذا ما نظرنا منه الي الجانب الاخلاقي بحيث يمكن ان يتغلغل في المجتمع المصري كان زمان عبدالناصر يقول الالتحام بالشعب وهو يخاطب الاتحاد الاشتراكي ولا شعب ولا التحام. ولكن الملتحمين بالشعب »........« لانه اذا مات الولد وجد شيخه الي جواره، فهؤلاء الملتحمون بالشعب اذا ما امددناهم بالعلم الصحيح واذا ما ربطناهم بالمعني الحقيقي للتصوف. .......................؟ بالنسبة للانتخابات الرئاسية نحن لا نؤيد رجلا علي حساب رجل اخر وانما نترك الحرية لكوادرنا وننصحهم ان يحكموا دينهم ووطنيتهم ويختاروا الاصلح كما يهديهم الله انما اذا اردنا ان نعقد مؤتمرا يكون من اجل نزاهة الانتخابات، وسلمية الانتخابات، فلا تتدخل فيها قوة السلطة ولا البلطجة والقبول بنتائج الانتخابات. .......................؟ لجوء مرشحي الرئاسة إلي الصوفية ليس اعترافا بقوة التصوف ولكن بقوته الاجتماعية والسياسية وليتهم يلجأون الي مشيخة الطرق الصوفية اعتزازا بالمعني الذي وراء التصوف وهو التعرف الي الله سبحانه وتعالي واكتساب الكمال الانساني من خلال ذلك والنهضة الاخلاقية والروحية، لكن للاسف الشديد الذين زاروا المشيخة من كل الاطياف منهم من لا يعطي في برنامجه اهمية للجانب الروحي والاخلاقي.. ولذلك هم مروا عليها طلبا للمدد العملي والصوت الانتخابي ليتهم لجأوا اليها اعترافا بطبيعة الشعب المصري. فالمصريون روحانيون بطبيعتهم »الجين« المصري والدم المصري مخلوطان بالطبيعة الروحية، ليت من سيحكمنا ويمثلنا امام العالم ويشترك مع الأزهر ومع التصوف ومع الادباء والمفكرين والمثقفين في تغيير اخلاقيات الشعب قد لجأ الي مشيخة المشايخ بهذا المعني وليس لمجرد نيل الاصوات. شيخ الأزهر يقول نحن نؤيد من يرتضيه الشعب وكذلك ينبغي ان يكون الصوفية لان المتصوفة متهمون بأن السياسيين يلجأون اليهم لاستغلالهم. ماذا تقول للرئيس القادم؟ في الحقيقة هذا ما ينهض به انتم ومراكز الرصد التي تملك ما يسمي بالاستشراف المستقبلي بناء علي ما يدعونه انا لا اريد احدا من الماضي، اريد احدا من رجال 52 يناير يتجه بمصر الي المستقبل.. اريد رئيسا لكل المصريين.