تسود اتحاد كرة القدم حالة من الهدوء الحذر بين كل أعضائه.. تجيء هذه الحالة شبه العارضة بعد تفوق الفريق الوطني لكرة القدم علي نظيره الزيمبابوي وارتفاع رصيده إلي 9 نقاط في مشوار تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم.. وتحاول بعض الأصوات داخل الجبلاية استباق كل الخطوات مع الجهاز الفني بقيادة برادلي وإعادة فتح صفحة جديدة معه. تحقيق الفوز جعل كثيرين من رجال الجبلاية يعدلون مؤقتا في قرارهم خاصة بعد جملة اجتماعات بسبب وبدون سبب مع العامري فاروق وزير الرياضة والذي تحدث مع عديدين منهم قبل وبعد المباراة عن المنتخب الوطني لكرة القدم، وبالطبع انتهز برادلي الفوز وعلي الفور طالب اتحاد الكرة بضرورة توفير عدد كاف من اللقاءات الدولية الودية واستغلال كل التوقيتات القادمة لإقامة لقاءات تجريبية وكذا إقامة معسكرات حيث لاحظ انعدام التفاهم بين عدد كبير من اللاعبين وذلك من خلال مراجعته للمباراة لأكثر من مرة، ولاحظ العديد من الأخطاء بين لاعبي خط الدفاع.. حيث انعدم التفاهم وسادت حالة من العشوائية طوال شوطي المباراة بسبب أن كل لاعب يؤدي من وجهة نظره وغير معتمد علي أي زميل له، كما تبين له أيضا أن هناك مجموعة من النجوم لا يمكن الاستغناء عن أي منهم في الصفوف الأساسية للفريق مثل أحمد فتحي ومحمد أبوتريكة والذي شارك في المباراة دون أن يكتمل شفاؤه. والفوز في لقاء زيمبابوي الأخير أتاح الفرصة أمام برادلي لالتقاط الأنفاس وإعادة حساباته جيدا خاصة قبل استئناف مشوار التصفيات، وهو بالطبع يراقب من الآن كل المنتخبات المرشحة للصعود إلي الدور الثاني والأخير من التصفيات وهي المنتخبات الثقيلة كرويا وفكريا والمرشحة للصعود إلي نهائيات كأس العالم ومن بينها الكاميرون وتونس والسنغال وغانا ونيجيريا وغيرهم من المنتخبات القوية والتي تخطط جيدا للوصول إلي محطة البرازيل، وهذا الأمر جعل برادلي يفكر سريعا ودون الحصول علي أي قسط من الراحة اجتمع مع بقية أعضاء الجهاز الفني وكان القرار الأول ضرورة وضع الأيادي علي أخطاء مباراة مصر وزيمبابوي الأخيرة وضرورة وضع اقتراحات وحلول سريعة لتفاديها قبل موقعة زيمبابوي الثانية والتي سوف تقام في هراري يوم 7 يونيو القادم في إطار مباريات الجولة الرابعة من التصفيات والفوز في هذه المباراة يريح أعصاب الجهاز الفني واللاعبين انتظارا لختام التصفيات أمام غينيا في آخر مرحلة من التصفيات أمام غينيا أقرب المنافسين وذلك يوم 6سبتمبر القادم.. والمعروف أن المنتخب سوف يلعب مباراتين متتاليتين أمام زيمبابوي ثم موزمبيق خارج القاهرة يوم 7،14 يونيو حسب جدول المباريات وهو الأمر الذي سيجعل برادلي يفتح من جديد دائرة واسعة للاختيارات حتي لا يقع في أي مأزق عند اختيار القائمة النهائية للاعبين بل سيجعله يترك مجموعة من اللاعبين الجاهزين في معسكر المنتخب قبل التوجه إلي مابوتو للقاء موزمبيق ولن يستطيع بالطبع الاستعانة بأي من لاعبي منتخب الشباب والذين تألقوا في الجزائر حيث سيشاركون في نفس التوقيت في مباريات كأس العالم بتركيا خلال يونيو القادم، وكان برادلي قد طلب جدول مباريات المونديال بالمواعيد النهائية لدراسته جيدا وإن كان الاتجاه الأمثل غلق هذا الملف نهائيا الآن لحين انتهاء لاعبي منتخب الشباب من نهائيات كأس العالم القادمة بتركيا. وإذا كان اتحاد الكرة قد قرر غلق ملف الفريق الوطني مؤقتا بعد الاطمئنان والفوز علي زيمبابوي فهناك أكثر من أزمة حقيقية تؤرق الأعضاء الحاليين والذين يتولون المسئولية ويعملون فوق صفيح ساخن علي حد قول أكثرهم.. فبعد إقناع محمد عبدالسلام بالتنازل عن دعواه القضائية ضد اتحاد الكرة وتنازله عن الحكم الذي جاء لصالحه، فهناك أكثر من حكم آخر قادم.