لا أعرف معني واحدا لقرار اتحاد كرة القدم بتجديد الثقة في المدرب الأمريكي برادلي وجهازه الفني. ولا أفهم أي معني للتمسك بأي مدرب مهما كانت قدراته وأعذاره وقد انهزم في مباراتين متتاليتين في 27 ساعة.. ولا أفهم أي معني لتبريرات أي مسئول حول هزيمة المنتخب أمام غانا ثم كوت ديفوار.. وأقول هذا الكلام وأعلم جيدا مدي الحيرة والقلق وحالة التوتر التي يعيشها الجهاز الفني للمنتخب بسبب عدم وضوح الرؤية حول برنامج إعداد المنتخب قبل مباراة زيمبابوي يوم 22 مارس القادم.. ولكن برادلي هو ذاته الذي وضع نفسه في هذا المأزق حيث هدأت أعصابه كثيرا بانتصارات جوفاء علي منتخبات دون المستوي، وهو الأمر الذي جعله يحرق نفسه مبكرا أمام النجوم السوداء والأفيال وذلك قبل أيام قليلة من مشاركتهما في كأس الأمم الأفريقية بجنوب أفريقيا.. أي أن كل فريق لعب بكامل صفوفه وبقوته الضاربة العائدة مؤقتا من منافسات أقوي الدوريات في أوروبا.. في الوقت الذي ترك فيه برادلي لاعبي الأهلي الأكثر جاهزية لفريقهم للمشاركة في مباراة اعتزال أحد نجوم السعودية وبالطبع فرض الأهلي كلمته علي جهاز برادلي وعلي اتحاد الكرة بأكمله، ولعب المنتخب المباراة الأولي ناقصا نجوم الأهلي الأساسيين الذين عادوا إلي الإمارات منهكين ومتعبين فكانت الهزيمة الثانية أمام كوت ديفوار.. وكان الأجدي والأفضل للأمريكي أن يعتذر عن عدم اللعب وأن يرفض مواجهة أي فريق مهما كانت قوته إلا إذا كان مكتمل الصفوف.. ولكنه كان أكثر طعما وأراد أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.. فتاه في الإمارات وانكشف عندما قاد المنتخب بتفكير أكثر ضحالة من مدربين كثيرين قادوا المنتخب إلي الهاوية بسبب الحسابات الخاطئة. وسواء بقي برادلي أو رحل في هذا التوقيت.. فوصول المنتخب الوطني إلي نقطة النهاية في تصفيات مجموعته هو الشيء الأقرب وهو الشيء المفترض حيث المنافسة مع منتخبات أفريقية من التصنيف الثالث ولكن الأهم الآن هو كيفية التخطيط لما هو أهم وأخطر في ذات الوقت بعد تخطي زيمبابوي وموزمبيق وغينيا.. فسوف نتقابل في مواجهتين مع منتخبات من العيار الثقيل للوصول إلي نهائيات كأس العالم بالبرازيل 4102 وهي منتخبات لن تقل قوة عن غانا وكوت ديفوار وهناك نيجيريا والكاميرون وكذا تونس والمغرب.. فكيف سوف نتعامل مع هذه المنتخبات.. واعتقد ومعي كثيرون أن هاتين المباراتين في حاجة إلي ترتيب من نوع خاص وهدوء حذر وتمسك بالنجوم الأساسيين دون فلسفة.. هذا إذا قدر الله لنا بإذنه أن نحتل قمة مجموعتنا أمام زيمبابوي وموزمبيق وغينيا.