الأزمة السورية التي قاربت العامين مازالت مستمرة ومازالت رحي الحرب دائرة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية ومازال الشعب السوري يدفع ثمنا باهظا من عدم إيجاد حل لهذه الأزمة الدموية الطاحنة التي راح ضحيتها آلاف السوريين الأبرياء ما بين قتيل وجريح ومفقود وعم الدمار والخراب أنحاء البلاد.. وبالرغم من انطلاق العديد من المبادرات الدولية والعربية والإقليمية ومن قبل بعض أعضاء المعارضة السورية فإن حل الأزمة السورية مازال محلك سر وهذا ما دفع العديد من المصادر الأمريكية في واشنطن إلي القول بأنه من الصعب جدا التنبؤ بشيء فيما يتعلق بقرب انتهاء الأزمة السورية أو فيما يتعلق بتوقيت سقوط النظام السوري وفي نفس الوقت أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بأنه إذا كان الرئيس الأسد يهتم فعلا بما هو الأفضل لبلاده وإذا كان يهتم بما هو الأفضل لمؤيديه فعليه أن يسمح ببدء المفاوضات السياسية. وفي نفس الوقت وجه وزير الدفاع الفرنسي »ايف لودريان« من أبوظبي الدعوة إلي تحرك تجاه الأزمة السورية لوقف نزيف الدم من خلال عملية انتقالية دون الرئيس بشار الأسد. وعلي كافة الأحوال الجامعة العربية مازالت تواصل مساعيها علي المستويين الإقليمي والدولي لحل الأزمة السورية وتوحيد رؤي المعارضة حول المرحلة الانتقالية وذكرت مصادر بالأمانة العامة للجامعة العربية بأن مبادرة أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية بشأن إجراء حوار مع رموز النظام السوري قد تصدرت لقاء الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا. ويري الكثير من المراقبين السياسيين بأن الحوار السوري لا يزال يواجه تحديات خطيرة رغم إعلان الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة تأييده الرسمي لمبادرة الحوار التي أطلقها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب. وبعد إلي متي تظل عملية إيجاد حلول للأزمة السورية محلك سر فبدون شك أن المبادرة المطروحة من معاذ الخطيب الذي يمثل المعارضة السورية هي خطوة جيدة ولابد أن يستغلها النظام السوري ويقبل بالجلوس علي مائدة المفاوضات لإيجاد تصور محدد لعملية انتقالية سليمة تنهي معاناة الشعب السوري الذي تحمل الكثير علي مدار عامين فاحترام إرادة الشعوب واجبة لأن الشعب دائما هو صاحب الحق الأول والأخير في تقرير مصيره وكلمته لابد أن تكون محل تقدير من الجميع سواء من هم في جانب المعارضة أو النظام.