فجأة أمطرت السماء خيرا عميما واهتماما كبيرا علي شوارع ومناطق مدينة نصر خاصة التاسعة، صحونا من النوم علي صوت أصحاب المقشات الغليظة وبوارج النظافة الآلية وعمال الكهرباء يطلون الأعمدة ويغيرون المشتبه في جماله لتضيء المنطقة وتفوز بلقب منطقة الأضواء التاسعة، ولم تمض أيام حتي فوجئنا بمعدات الرصف ومهندسي الطرق ومسئولي الحي يقفون علي قارعة الطريق يحصون المطبات ويرسمون الخرائط ويتناقشون في سمنار مناقشة موضوعية حول كيفية تمهيد الطريق وإصلاح العيوب واختلفوا: هل يتم غسل الشوارع قبل الرصف أم بعده! كل هذا الصخب والضجيج والسكان في عجب واندهاش من صحوة حي شرق مدينة نصر الذي دبت الحياة فيه فجأة وظهر رئيس الحي ومعاونوه بعد طول غياب وخرجت معدات ثقيلة لم نر لها عملا ولا أثرا في شوارعنا من قبل.. ناهيك عما حدث بشارع مصطفي النحاس المنكوب الذي كان (من سنوات) مقلبا للقمامة ومرتعا للهوام والكلاب الضالة وميدانا لمعارك المرور علي مدار اليوم فجأة تواجد علي رأس كل مائة متر نقطة مرور وعند كل تقاطع نقطة ارتكاز بها لواء وعميدان وعقداء وضباط وأمناء وكل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين! وأصبح المرور سلسا والحركة في انسياب تام وانتهت مشاكل الزحام والمرور في أقل من ساعة واحدة، ربما عرف الناس سر هذه الصحوة إلا أنا.. لم أفهم سبب مايجري وما جري حتي ذهبت إلي ديوان الحي أستفسر وأهنئهم علي هذه الصحوة وكانت المفاجأة.. أصل ياسيدي 4 وزراء مهمين ساكنين جنب سيادتك.. جنبك عدل.. السيد وزير الكهرباء وعلي يمين بيت سيادتك السيد وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم ووزير البيئة ووزير رابع علي حد زعمهم.. وقفت أضرب كفا بكف وطلبت مقابلة رئيس الحي وسألته: ألم ترني وأنا أدور كعب داير منذ 4 سنوات هنا لتتفضلوا برصف الشوارع التي أتلفتها شركة الغاز وقبضتم الثمن؟ ألم نشك لك من ظلمة الشوارع التي انطلق فيها اللصوص والبلطجية وأصبحت بناتنا في خطر داهم؟ لماذا كل هذا هل تخافون من 4 وزراء في دائرة حيكم ولا تخافون الله وشكوي الناس الذين جفت حلوقهم من استدرار عطفكم لحل مشاكلهم.. أحمر وجه السيد اللواء رئيس الحي خجلا فأشفقت عليه وتركته.. والآن مارأي السيد الدكتور محافظ القاهرة.. أهكذا تدار الأحياء ومصالح المواطنين؟ هل هي تعليماتك أم ذعر رئيس الحي وارتباكه؟ لن أشكو أمركم لرئيس الوزراء ولاللسيد الدكتور رئيس الجمهورية وإنما سأشكو بثي وحزني إلي الله.. وأذكركم أن الله لم يقل إن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا الرئيس وإنما قال سبحانه "حتي يغيروا ما بأنفسهم" كان الله في عون مصر ولك الله يا أم البلاد!!