أربعة ملايين حاج علي »عرفات الله«

لبيك اللهم لبيك هذا النداء إلي الله ردده ملايين الحجيج جاءوا من كل فج عميق يلبون نداء الرحمن.. أنهار من البشر في رداء أبيض نساء ورجال.. ذاهبين إلي الرحمن تضرعا أن يتقبل الحج منهم فقد تركوا ديارهم وأولادهم وأموالهم قادمين من كل أركان الأرض.. الفرحة تكسو وجوههم والأمل في قبول أداء الفريضة المقدسة.. عسي أن يعود جميع الحجاج إلي ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم فهي حالة من الحب في أداء الفريضة ورجاء في محو ذنوبهم عسي الله أن يتقبل منهم ويدخلهم في رحمته.. والرحمن في يوم عرفة يتباهي بالحجاج أمام الملائكة ويقبل توبتهم ويغفر لهم بعد أن جاءوا يطلبون الدخول في رحمته.
غدا (الخميس) يقف ملايين الحجاج علي عرفات الله فهو أسعد أيام العام وقال رسولنا الكريم ([) الحج عرفة.. ولذلك فهو يحتاج إلي التجهيز والاستعداد لأن المكان رقعة صغيرة من أرض الله لاتتعدي مساحتها ثلاثة كيلومترات ويقف عليها 4 ملايين مسلم لمدة يوم.
وهذا الموقف يحتاج إلي استعداد كبير.. إقامة خيام تجهيز طرق عربات إسعاف طائرات طبية وأخري تراعي الكثير من الأمور خلال يوم كامل حتي خروج آخر حاج من عرفات الله.. وإعداد دورات مياه.. ومراكز طبية خاصة أن نسبة 70٪ من الحجاج تعدوا سن الخمسين علي الأقل.
هنا في مكة، الحركة لاتتوقف فريق عمل كامل مكون من 220 ضابط شرطة بخلاف الأمناء وغيرهم من فريق العمل المصري التابع لوزارة الداخلية بقيادة اللواء محمد العطار رئيس بعثة الحج ورئيس الجهاز التنفيذي لحجاج القرعة الكل يواصل الليل بالنهار.. عيون ساهرة بمعني الكلمة النوم قد يصل إلي دقائق قليلة طوال اليوم وتري أعينهم يقظة مرهقة نعم.. لكن اليقظة والرد علي كل سؤال وما أكثر الأسئلة من الحجاج والنوادر والطرائف والمواقف الصعبة أيضا.. والمطلوب من فريق العمل الرد وعدم التلكؤ.
تخيلوا فريق العمل المصري هم أفراد البعثة ينظمون عمل وحركة 30 ألف حاج مصري هم حجاج القرعة المصريون!!
وحجاج القرعة فيهم البسيط والغلابة من أهالينا فمنهم من وضع البطة التي أحضرها من مصر إلي مكة داخل خزينة صغيرة داخل الغرفة بالفندق وتعجب لأن البطة بعد نصف ساعة مازالت جامدة ولم يتم طهيها ونزل لأحد الضباط يشتكي ذلك.
وأخري حضرت إلي مكة حاملة شنطة عليها بيانات أخيها وطلبت إحضار حقيبتها والنداء والبحث عنها باسمها لا باسم أخيها!!
وحاج آخر وجد حقيبة مفقودة.. وطلب من الضابط المسئول بالفندق أن يسلمه الشنطة لإعطائها لصاحبها رفض وقال.. لن أعطيها لك حتي تحضر لي حقيبتي!
وهناك عشرات بل مئات المواقف تحدث كل يوم .. وعلي ضباط الشرطة فريق العمل الابتسامة في وجوهم حسب تعليمات اللواء محمد العطار.. لأنهم في خدمة ضيوف الرحمن.
وقد وصل إلي مكة الشيخ الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الرسمية لهذا العام وتلقي تقريرا يؤكد أن جميع الحجاج المصريين يقسمون في أماكن متميزة في المربع الذهبي وخاصة حجاج القرعة المصريين والتقرير يؤكد أن هناك تنسيقا كاملا بين البعثات الثلاث.. وكان له أثر طيب في توفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن.. وهذا هو الهدف المنشود والذي تحقق في تصعيد الحجاج إلي عرفات الله.
وقد قام وزير الأوقاف بالمرور علي مقار إقامة الحجاج المصريين في مختلف مناطق مكة المكرمة وأبدي رضاه عما وجده من تقديم الخدمات لضيوف الرحمن.. وأكد أن مصر بكل إمكاناتها في خدمة ضيوف الرحن لأداء مناسك الحج وأن رئيس الوزراء د، هشام قنديل يطمئن علي مدي الخدمات التي تقدم للحجاج المصريين.
وعلمت (آخر ساعة) فيما أكده السفير عادل الألفي قنصل مصر في المملكة أن السفارة تلقت من الرئيس محمد مرسي تهنئة لإبلاغها لكل الحجاج المصريين وأبناء مصر جميعا داخل المملكة بمناسبة عيد الأضحي المبارك وكذا الاطمئنان علي صحة الحجاج المصريين.
العقيد محمد المناوي رئيسة البعثة الإعلامية يقوم بمجهود كبير في توفير جميع المعلومات للبعثة الإعلامية وتذليل كل العقبات أمامهم.
كما يتابع الرئيس أحوال الحجاج المصريين من وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين في تقرير يقدم للرئيس والذي دائما مايقول للوزير أرجو أن توفروا كل الخدمات لضيوف الرحمن المصريين وإزالة أي عقبات تقف أمامهم لأداء مناسك حج هذا العام في يسر وسهولة.
وعليه كوّن وزير الداخلية غرفة عمليات داخل مكتبه لمتابعة دفتر أحوال حجاج القرعة المصريين وجميع حجاج مصر ال 80 ألف حاج للوقوف علي أحوالهم بشكل لحظي.
هذا وقد أكد اللواء العطار.. أن هناك عدد 650 أتوبيسا مكيفا علي استعداد تام لتصعيد جميع حجاج القرعة المصريين إلي عرفات.. وأن مخيمات الحجاج المصريين في أماكن مميزة.. وإن هناك مخيمات مكيفة ومفروشة بسجاجيد كافية ومراتب الصوف وهي سرير وكرسي أيضا تستخدم كذلك ودورات مياه وتوفير زجاجات مياه صحة وهذا بخلاف تقديم 8 وجبات لكل حاج مصري خلال أيام المشاعر. وهذه الوجبات تكفي لكل حاج تماما حتي يعيش في أيام المشاعر في راحة تامة.
وهناك خدمات طبية كاملة تقدم لحجاج القرعة خلال تأدية المشاعر وأن جميعهم في حالة صحية جيدة والحمدلله.
وأضاف العطار: نجحنا في نقل حجاج القرعة المصريين إلي عرفات في يوم واحد.. والرد أيضا في يوم واحد إلي المزدلفة ومني وهذا الإجراء يوفر عنصر الاطمئنان لجميع الحجاج في الوقوف بعرفة والخروج منها في وقت واحد لضمان تأدية المناسك في يسر في أيام المشاعر.
وعن المخيمات في مني قال العطار هذا الجزء من المشاعر هو أهم وأصعب في نفس الوقت وقد حجزنا مخيمات لجميع حجاج القرعة.. ولأن مني هي أصغر مكان في تأدية المشاعر ويتواجد بها 4 ملايين حاج إقامة كاملة فهذا هو أصعب مكان داخل الأراضي المقدسة والحمد لله وفرنا أماكن لجميع حجاج القرعة ووفرنا لهم كل الخدمات وقال العطار.. إننا دفعنا لكل حاج مصري 500 ريال سعودي هذا العام بدلا من 180 ريالا كما سبق وذلك لتوفير الخدمات لضيوف الرحمن داخل منطقة المشاعر.
وأشار العطار إلي أنه تم الاتفاق مع السلطات السعودية علي وضع الاتوبيسات الخاصة بحجاج القرعة المصريين داخل المخيمات وهذ إجراء يوفر عنصر أمان في حركة نقل واحدة.. ويتم صرف علبة الوجبة بها 16 نوعا من الأغذية والمعلبات التي تم التأكد من أفضلها علي مستوي المملكة دون النظر إلي أسعارها المهم أن نسعد حجاج القرعة المصريين فقد حضرنا من مصر لخدمتهم وتحمل كل الصعاب من أجل راحة ضيوف الرحمن.
وأشار رئيس البعثة أننا البعثة الوحيدة في المملكة التي حصلت علي الرد الواحد في ذهاب حجاج القرعة المصرية من مكة المكرمة إلي عرفات الله.. والرد الواحد من عرفات إلي مزدلفة ومني.. ومعنا جميع احتياجاتنا والبعثة التكميلية من فريق ضباط الشرطة.. والأطباء وسيارات الإسعاف.. كلنا رجل واحد في خدمة الحجاج نتحرك جسما مصريا واحدا حتي نحل المشاكل في يسر وسهولة.