بإذن الله وعزيمة الشعب المصري كله وطبيعته الكارهة للعنف والتعصب.. سوف نستعيد سلامنا وأمننا ونتبادل التهنئة بالأعياد رمضان القادم.. بعد الأخذ بتار أولادنا الجنود الغلابة، حراس حدودنا الذين قتلوا غدرا.. وبعد عودة أقباط دهشور لبيوتهم التي نهبت وحرقت.. وبعد القبض علي من اعتدي علي الإعلاميين في مدينة الإنتاج ولم يطاردهم الأمن.. أعيادنا مؤجلة ولكنها قادمة، ودليلي علي ثقتي هو تاريخ وحضارة مصر.. ومامر بها من نكبات غلاء ووباء واستبداد حكام ليسوا منا، حكمونا تحت كل المسميات.. ولفظناهم لأنهم ليسوا منا.. وعدنا نغني للأرض والقمح والقطن.. نزرع ونحصد ونقاوم.. وهذا قدرنا، وهذه طبيعة الحياة، لأنه حيث تمتد الحقول وتزهر، يسيل لعاب الجراد وتتكاثر الطفيليات.. وتحتاج راعيا صالحا زاهدا ومقاتلا، يقظاً لايغفل ولا ينام ولا يخون. مشكلتنا الحقيقية أننا كنا شعبا طيبا يستخدم قلبه قبل عقله.. كنا نصبر لحد الموت.. ولا ننتبه إلا إذا قرصنا الجوع والغلاء، وجفت أجسادنا عطشا ومرضا وغرقنا في الظلام.. كنا نفيق فنجد اللصوص هربوا وتركوا بيتنا عالبلاطة.. لا نور ولا مية ولا طعام ولا عمل.. فندين الحاكم والحكومة لنبرئ أنفسنا ونستريح من همنا ومن ذنبنا. لكن بعد ثورة يناير تبدل حال أغلب المصريين الطيبين .. ولم يعودوا قطيعا أعمي كسولا ينظر لأسفل باحثا عن أي كسرة خبز جافة ، يبللها بالمياه ويبتلعها شاكرا حامدا ، وينام في انتظار غد تمطر فيه السماء خبزا ولحما وصبرا.. ووعودا برحمة الله علي عبيده المؤمنين به كما يضلله المتآمرون، ليضاعفوا عجزه وخنوعه.. لأن رحمة الله علي عبيده لها شروط، أولها السعي والاجتهاد والعمل والأمانة والعدل، وأهمها المحبة.. فالرحمة كالعدل لها ميزان.. والرحمة لا تجوز للقاتل والمتآمر لبيع وطنه والخائن، مهما تلون وبدل ثيابه وارتدي الأقنعة. أؤكد أن حال المصريين تبدل.. صوتهم ارتفع.. أرجلهم تشددت.. غسلوا عيونهم، صحيح بمياه ملوثة لكنها قادرة علي التمييز علي الأقل.. ولم تعد الوعود تطربهم كالأغاني، ولا عذاب القبر يرعبهم. ونيابة عن هذا الشعب الجديد.. أحب أن أصارح الرئيس د. مرسي بأنني كلما سمعت خطابا له شعرت بالغربة عن وطني وبالدهشة الشديدة.. الغربة لأن الرئيس خطاباته دينية خالصة، لا تخاطب جموع الشعب، لا تخاطبني ولا أفهم منها إلا ما يخيفني.. والدهشة لأنه يستخدم اللغة الجسدية بإشارة يده واللغة اللفظية.. لماذا تخيفنا؟ .. هل اخترت أن تكون رئيسا لمن انتخبوك فقط ؟. أرجو أن تتقبل ملاحظاتي هذه بنفس سعة الصدر التي نتحمل بها ما أصابنا.. وأن تتحمل أسئلتي.. وأن ترسل لنا رسائل طمأنينة نحتاجها جدا .. رسائل عملية في صورة قرارات حاسمة كالتي بدأت تنتهجها بجسارة ياسيادة الرئيس بعدما امتلكت السلطة التشريعية والتنفيذية . نحتاج قرارا حاسما بالفصل في موضوع القمامة لتفعيل شعار وطن نظيف قلبا وقالبا.. الفساد في صفقة الشركات الأجنبية واضح.. والإشاعات تقول إن د. خيرت الشاطر بصدد إنشاء شركة كبيرة لجمع القمامة وتدويرها.. ولهذا تم الهجوم منذ شهور علي عزبة الزبالين بالمقطم ، وحرق منازلهم وتدمير مصانع تدوير القمامة .. ومن قبلها تم افتعال أزمة الخنازير لإعدامها بوحشية، لوضع الزبالين في مأزق التخلص من أربعة آلاف طن مواد عضوية كانت الخنازير تأكلها.. ثم ثبت أن قضية الخنازير مفتعلة.. وأخيرا وزع حزب الحرية والعدالة منشورا يدعو الناس لترك الزبالة أمام منازلهم ليحملها شباب متطوع ببلاش!!.. هذه معركة غير متكافئة بين حزب يستقوي برئيس الدولة، وبين أصحاب مهنة نحتاجها أكثر من احتياج أصحابها لدخلهم منها. لماذا لا يطلب السيد الرئيس من الدكتور خيرت الشاطر أن يعلن عن مشاريعه وطموحاته ومصادر أمواله بشفافية.. وليقطع الشك والإشاعات باليقين، حيث يتردد أنه سبق واشتري سلسلة متاجر شهيرة ناجحة عالية الربح.. وأعلن ابنه أنه بصدد إنشاء سلسلة متاجر طعام أخري جديدة.. لماذا يوافق رئيس الجمهورية علي احتكار شخص لمتاجر الأطعمة.. وهل هذه بداية لاحتكارات أخري. سيادة رئيس الجمهورية أسألك وأتمني إجابة.. متي يشرب سكان العشوائيات مياها نظيفة؟؟.. من فضلك وواجبك أن ترسل المراقبين والمفتشين ليخبروك أن صنابير العشوائيات تهدي الفقراء مياه المجاري للشرب، ويشربونها مجبرين بعد طول ساعات انقطاع المياه يوميا. وأرجو أن تضيف للشهرين المتبقيين من مشروع المئة يوم .. مشروع إشباع الحاجات الأساسية الآدمية للمواطن المصري . حتي لا تهدر الحاجة رضا خميس كرامتها وترقص عشرات المرات يوميا في رمضان، وسط زغاريد الحارة وعلنا أمام كاميرات الإعلانات لأنها كسبت تلاجة. وطلب أخير.. الملايين التي تحملتها الدولة لإسقاط ديون الفلاحين أخشي أن تتحول إلي مطالب فئوية وحقوق لفئات أخري مديونة يطاردونك بها علي أبواب قصور الرئاسة ، ويضطر الأمن لفضهم بالقوة تاني.. لا تعطي الجائع سمكة، أعطه سنارة وعلمه الصيد حتي لايشارك الفلاحون الحاجة رضا في الرقص.. أعانك الله، والله من قلبي.