إحراق مسجد فى ولاية ميسورى صوت العنصرية والكراهية للمسلمين يعلو ويدوي في كل أرجاء الأرض.. والولاياتالمتحدة وأوروبا رافعتا شعار حقوق الإنسان وتناديان بالحريات صمتا آذانهم عما يحدث، بل أظهرتا الوجه القبيح الذي بدأ يكشر عن أنيابه في مواجهة الإسلام والضغط علي الجاليات الإسلامية في العالم الغربي وهو ما تجلي بصورة واضحة في حرق المصاحف وموقفهم السلبي تجاه إبادة مسلمي بورما ومؤخراً إحراق مسجد بولاية ميسوري الأمريكية للمرة الثانية في شهر وغيرها من الانتهاكات والممارسات المسيئة للإسلام. في تحد سافر لمشاعر مسلمي العالم مكتفين بتقديم الاعتذار في بعض الأحيان دون احترام حرية العقيدة التي يدعونها وتطبيقهم قانون الاضطهاد الديني الأمريكي علي كل من يعارض مصالحهم. دائما تفتخر واشنطن بانصهار العديد من الثقافات والأعراق والأديان علي أراضيها، وأنها الدولة التي يعلو صوتها بالحرية والمساواة إلا أنها لا تفعل ما تنادي به، وباتت هي من يحض علي الاضطهاد الديني وتأجيج مشاعر المسلمين. فخلال الأسبوع الماضي، قام مجهولون بإحراق مسجد في جوبلن بولاية ميسوري الأمريكية مما أدي إلي انهيار المسجد بأكمله. وجاء هذا الحادث رداً علي حادث مذبحة معبد للسيخ في ولاية ويسكونسن، التي شنها مسلحون متطرفون، اعتقاداً بأنهم مسلمون بسبب ذقونهم وعمائمهم. وأسفر الحادث عن مقتل ستة أشخاص، بعدما فتح النار علي المصلين. ووصفت الشرطة ووسائل الإعلام الأمريكية هجوم المعبد بكونه جريمة كراهية. وعلي النقيض، نقلت وسائل الإعلام الأمريكية تصريحات شارون رين، المتحدثة باسم مكتب شرطة مقاطعة جاسبر، التي قالت فيها إنه لم يسجل حادث حرق المسجد وقوع ضحايا، أو إصابات، فلم يكن أي شخص موجوداً في المسجد عند اندلاع الحريق، لذا رفضت تسمية هذا الحادث "جريمة كراهية" طالما لم يتم اعتقال أي شخص. رغم أن هذا المسجد يتعرض باستمرار لاعتداءات منذ افتتاحه في عام 7002 ففي خلال الشهر الماضي، شوهد رجل لم تحدد هويته ليلا وهو يلقي بزجاجة حارقة علي سقف المسجد نفسه، مما تسبب في أضرار للمبني. فيما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهجومين بمثابة حوادث عنف ودعا الأمريكيين إلي استفتاء يستفتون ضمائرهم بشأن الطريقة المثلي لخفض مستوي العنف في البلاد. وتتصاعد حدة العداء للجالية المسلمة في الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عام، فلم تكن هذه الجريمة أولي الانتهاكات التي تظهر مشاعر الكراهية والتعصب التي يكنها الغرب للإسلام والمسلمين التي بلغت حد التطرف، ففي خلال شهر يونيو الماضي، تقدم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" بطلب للمباحث الفيدرالية للتحقيق في تعرض أحد المباني التابعة لمسجد بضاحية "ديترويت" في "ديربورن" لحريق ورسم عبارات مسيئة للمسلمين والعرب علي جدرانه، فيما اعتبره المجلس الإسلامي حادثا متعمداً مدفوعاً بالعنصرية. وفي الشهر نفسه، رفض المسئولون بولاية مينيسوتا الأمريكية بناء مسجد ومركز إسلامي، مما دفع المجلس الإسلامي لتقديم طلب لوزارة العدل بفتح تحقيق في ضلوع الانحياز المدفوع بالكراهية في رفض مشروع المسجد والمركز الإسلامي، خاصة أن هناك عدة ولايات تحاول التضييق علي المسلمين ومنع بناء المساجد والمراكز الإسلامية. ولم تقتصر الانتهاكات عند هذا الحد بل امتدت إلي عرض فيلم بعنوان "الجهاد الثالث" داخل البنتاجون لتدريب الجنود عليه، يظهِر المسلمين كإرهابيين، يطلقون النيران علي أصحاب العقائد الأخري ويقومون بعمليات تفجير، وأنهم علقوا "راية الإسلام" علي البيت الأبيض، كما جاء في الأخبار التي تتناول هذا الموضوع أن هذا الفيلم يعرض أطفال المسلمين وهم يحملون السلاح، ويزعم أن الدين الإسلامي يقدس الأسلحة، وكتبت الصحف الأمريكية أن رايموند كيلي قائد الشرطة في نيويورك اعتذر للمسلمين ليمنع هذا الاستياء. كما هاجم قس يدعي "فيليب بنهام" الإسلام ورفض الاعتراف به كديانة ورسالة سماوية حيث زعم أن الإسلام ماهو إلا حركة سياسية. واعتادت قوات حلف شمال الأطلسي علي التمثيل بجثث الأفغان، حيث قام بعض من القوات الجيش الأمريكي بقتل مدنيين عزل وتقطيع أوصالهم للاحتفاظ بها والتقاط صور إلي جانب القتلي بقصد اللهو، وذلك أثناء تزعمهم لفرقة عسكرية بإقليم قندهار في أفغانستان عام 0102وقبل 3أشهر كشف عن فيديو يظهر قيام عدد من عناصر المارينز الأمريكي بالتبول علي جثث لمقاتلين أفغان. هذا بخلاف القوانين التي أقرتها البرلمانات الأوروبية لحظر الحجاب والنقاب وتقييد بناء المساجد والصلاة في الشوارع. وتجرأ عدد من جنودها الموجودين بمركز اعتقال بأفغانستان علي حرق المصحف الشريف وبعض المواد الدينية بحجة التخلص من المخلفات والكتب المتطرفة التي قد تستخدم لنقل رسائل بين المعتقلين، حسب ما ذكره الجنرال جون آلان، قائد قوات حلف شمال الأطلسي. ارتكبوا نظير هذا الفعل المشين في العراق، حيث أحرقوا المصاحف أكثر من مرة، وتعمدوا الإساءة إليها، كما جعلوها هدفا يتباري نحوه جنودهم بالرصاص. ولم يقتصر التنكيل بالمسلمين ومقدساتهم داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا فقط بل أيضاً ما تشهده بورما من أعمال العنف الطائفية وإبادة مسلميها. وبعد كل هذه الإساءات للإسلام والمسلمين، خرج أوباما لأول مرة باعتذار رسمي للرئيس الأفغاني وشعبه الذي يراه جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، بأنه مناسب تماماً مع الأخذ في الاعتبار الحساسيات المتعلقة بالأمر بشأن معاملة القرآن. وقال إن الأولوية بالنسبة لأوباما هي سلامة الأمريكيين في أفغانستان لأن مثل هذا التصرف قد يصعب مهمة قوات التحالف في كسب عقول الأفغان وإقناع طالبان بالجلوس علي مائدة التفاوض قبل انسحاب القوات المقاتلة بحلول نهاية 4102. والآن يخرج أوباما بتصريح وليس اعتذارا يطالب الأمريكيين بنبذ العنف وكأن شيئا لم يكن. ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الاعتذار أو التصريح الهادئ بأنه يخدم مستقبل أوباما السياسي، نظراً لأنه يأتي في لحظات حرجة سواء فيما يتعلق بمستقبل الحرب في أفغانستان أو علي حملته الانتخابية تمهيداً لخوضه سباق الترشح الرئاسي المقبل. فالاعتذار يظهر التحدي الذي يواجهه أوباما كمرشح للرئاسة الأمريكية، حيث استطاع الجمهوريون بدورهم استغلال ذلك الاعتذار لدعم مزاعمهم بأن الرئيس الأمريكي يهتم بتقديم اعتذارات عن الأخطاء التي ترتكبها بلاده من الاهتمام بالدفاع عن نفوذها كقوي عالمية. ويري بعض المراقبين أن ما يحدث من حوادث اعتداء علي المقدسات الإسلامية ما هو إلا رغبة الغرب في استئصال ملامح الثقافة الإسلامية في هذه الدول وتحجيم الزحف الإسلامي بعد خوفهم مما أطلقوا عليه الإسلاموفوبيا. وأضافوا أن دعوات حرق المصاحف والاعتداء علي المسلمين ومقدساتهم سيضر بالتعايش بين المسلمين ومواطني الولاياتالمتحدة وكذلك بمساعي إدارة أوباما لتحسين صورة واشنطن داخل العالم الإسلامي. خاصة أن عدد مسلمي أمريكا تجاوز 8 ملايين نسمة. وهذا ما أكدته كيمبرلي كيستر، عضو في الجمعية الإسلامية في جوبلن، عندما قالت إن هذا عمل من أعمال الكراهية، إلا أنها تعتقد أن هذا الحادث سيجعلهم أكثر وحدة. وصرح إبراهيم هوبر المتحدث الإعلامي ل"كير" للجزيرة بأنه يلاحظ ازدياد في وتيرة العداء للإسلام والمسلمين بالولاياتالمتحدة علي المستويين الاجتماعي والرسمي، فقد شهد العام الماضي تقديم مشاريع قوانين زاد عددها علي سبعين في أكثر من ثلاثين ولاية أمريكية، إضافة إلي الكونجرس الأمريكي، لمناهضة ما بات يعرف بحظر "قوانين الشريعة الإسلامية"، وتم تمرير تلك المشاريع وسنها في 6 ولايات بها.