ضحي بحبه الكبير للسندريلا من أجل عيون المعجبات أغنية الحب والألم والوطن الباحث عن مكان تحت الشمس.. عبدالحليم حافظ حكاية أسطورية لمشاعر تبحث دائما عن الحب والأمان.. عاش الأمل والمجد من عمق الألم والخوف من المرض. غني للرومانسية فمس شغاف القلوب واخترق أستار المشاعر الناعمة.. غني للحبيب الجريح فنزفت معه دموع ودماء المحبين. وغني للحبيب المتمرد فأحيا مشاعر الكبرياء والثورة علي الحبيب القاسي.. شدا للوطن الحر فسجل أحلي مناسبات الكرامة والفخر وتحول إلي كتاب في الوطنية.. ورثا للوطن الجريح المكسور فبعث مشاعر العزة والقفز فوق الجراح وتخطي المستحيل. كلمته البسيطة كانت سهما نافذا إلي أعماق القلوب وكلمته الشاعرة الفصيحة كانت جواز السفر للشعر الجميل إلي عقول البسطاء.. وناجي ربه بأناشيد معبرة تفتح طاقات الإيمان والتسليم بقدرة الله. عبدالحليم حافظ، أستاذ جيله في انتقاء الكلمات واستخراج النغمات من مبدعيها وانتزاع الآهات، نشوة وطربا، بأدائه الحساس الذي لم يكد يصل إليه أحد سابقيه أو لاحقيه، فعاش فوق قمة هرم الغناء وظل متربعا فوق ذروة قلوب معجبيه، وبعثت أغنياته بحناجر كل من أراد الشهرة والوصول إلي قلب الجماهير.. وأدركت الوسائل الإعلامية الحديثة تراثه الغنائي لتحوله إلي أغنية تحيا وتحيا بل تزداد حياة رغم رحيله منذ 33 سنة.. عبدالحليم حافظ عاش موعودا بالعذاب.. ومات أسطورة للغناء.. وعاشت أغنياته رمزا لعصر من الفن الجميل تهرب إليه آذان وقلوب الساخطين علي عصر ماتت فيه الكلمة الشاعرة واللحن الجميل والأداء الفريد. ومازال العندليب يشدو رغم الرحيل الطويل..