الكبار.. كما ىراهم الإسرائىلىون حالة فزع في إسرائيل بسبب انتخابات الرئاسة المصرية. الكل في حالة ترقب لما ستسفر عنه أول انتخابات رئاسية حرة في مصر.. كل الطبقات والأطياف السياسية أعلنت موقفها بوضوح: نحن مع التغيير الديمقراطي في مصر.. هكذا قالوا: علي الأقل في العلن.. وقالوا أيضا: ولكننا نكرر: أمن إسرائيل.. خط أحمر.. لايجب تجاوزه! ومعاهدة السلام مع مصر.. لابد من احترامها مع التأكيد علي توفير الأمن في سيناء.. وإلا؟! أما تصريحات بعض المرشحين وتفاخرهم بالإساءة لإسرائيل.. فقالوا عنها: إنها فرقعة إعلامية ليس إلا.. وستتغير الاتجاهات بعد 42 ساعة فقط.. من جلوس المرشح الرئاسي علي كرسي الرئاسة؟! وأقصي التعليقات غالبا ماجاءت ردا علي تصريحات بعض المرشحين المحسوبين علي التيار الإسلامي وبالذات مرشح حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسي. والمرشح الإسلامي الإصلاحي د.عبدالمنعم أبو الفتوح.. حيث أكدت أكثر من صحيفة وقناة تليفزيونية أبرزها: صحيفة جيروليزم بوست والقناة السابعة أن إسرائيل ليست دولة عنصرية وأن معاهدة السلام مع مصر والتي تم توقيعها عام 9791 ملزمة للبلدين ولابد من احترامها وأنها لاتمثل تهديدا للأمن القومي المصري كما ادعي المرشحان؟! ولم ينس الإسرائيليون أن يشيروا إلي تصريحات ساخرة جاءت علي لسان أحمد شفيق حينما تفاخر خلال لقاء مع إحدي القنوات التليفزيونية بأنه تمكن خلال عمله بالسلاح الجوي المصري من إسقاط طائرات إسرائيلية في فترة حرب الاستنزاف.. وأشار د. أبوالفتوح إلي أن عملية قتل أسامة بن لادن الإرهابي كما يصفونه في إسرائيل كانت عملية إرهابية قام بها الأمريكان.. قلق من نوع آخر.. ساد هذه المرة.. الأوساط الأمنية الإسرائيلية.. خاصة مع أي تصريح حول معاهدة السلام مع مصر.. يدلي به أي مرشح للرئاسة المصرية.. وهو ما دعا خبراء أمنيون في إسرائيل لتأكيد أن هذه التصريحات ليست فرقعة إعلامية أو زوبعة في فنجان لعلاقات سلام امتدت ل 23 عاما.. ولكنهم رصدوا بجانب تصريحات الإسلاميين المناهضة للاتفاقية مع إسرائيل.. تصريحات أكثر سخونة للمرشح حمدين صباحي بتوجهاته الناصرية وتصريحاته المناهضة لبعض بنود الاتفاقية وسياسة تدليل إسرائيل واخلالها المتعمد لكثير من البنود في معاهدة السلام ورغم ذلك مازال هؤلاء الخبراء يرون أن كل هذه التصريحات سابقة لأوانها وأن الجالس علي كرسي الرئاسة ستكون له حسابات أخري.. بالتأكيد. أما تصريحات الطبيب والمقصود هنا د. عبدالمنعم أبو الفتوح كما تصفه وسائل الإعلام الإسرائيلية.. فمازالت تثير الكثير من اللغط وسوء الفهم خاصة تلك التي أثارها حول دعم الدولة المستقلة الفلسطينية وأنه لن يصمت تجاه أي عمليات عسكرية إسرائيلية قد يقوم بها الجيش حماية لأمنه ضد الفلسطينيين.. بالإضافة لرد فعله الصريح عن رفضه زيارة المفتي للقدس.. أما ما أزعج صحيفة مثل: (يديعوت أحرنوت) ذائعة الانتشار من تصريحات أبو الفتوح هو تأكيده علي أن أي رئيس منتخب في مصر سيغير من موازين القوي في الشرق الأوسط.. وهو ما وصفه محرر الشئون العربية روعي كياس بأنه تصريح في حدة الموسي تجاه إسرائيل وأمنها القومي! نفس الانطباعات كانت هي السائدة في معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أكدت أن التصريحات ضد إسرائيل حادة ومعادية في الأغلب وأن حدتها تزيد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية بهدف دغدغة مشاعر المصريين والحصول علي الجزء الأكبر من كعكة المرشحين.. وأن المرشحين استخدموا الخطاب العاطفي واللعب علي مشاعر الناخبين.. وأكد أحد المراقبين أن فكرة أن يدافع موسي عن إسرائيل مثيرة للسخرية. لأنه كان وزير خارجية مبارك نعم.. وكان أمينا عاما للجامعة العربية.. ولكن شهرته عند المصريين كانت دائما بسبب خطبه الرنانة ضدها. كما أن الحملة الانتخابية له نفت أكثر من مرة الشائعات التي أكدت أن له أخا نصف إسرائيلي؟ وركزت الصحف.. علي تأكيد كل مرشحي الرئاسة أو أغلبهم علي الأقل أنهم سيقومون بإلغاء اتفاقية تصدير الغاز نهائيا لإسرائيل.. وأنهم سيراجعون معاهدة السلام وتحديد أعداد الجيش المصري في سيناء. وخوف إسرائيل المعلن من ثورات الربيع العربي ونظرها إليها بالريبة والشك.. جعلت العديد من الأخبار والمعلومات تتسرب عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية سواء المسموعة أو المرئية أو المكتوبة أو حتي عبر المواقع الإخبارية الإلكترونية وكلها تحمل تحليلات لشخصيات عدد من مرشحي الرئاسة المصرية البارزين.. وبحسب هذه المصادر فإن عمرو موسي مرشح ويحسب له حساباً وهو سياسي قدير صاحب مواقف خاصة تجاه حماس التي يري أنها ليست منظمة إرهابية، وطالب أكثر من مرة برفع الحصار عن غزة وبفتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران وتركيا بوجه خاصة لإحداث توازن ما في المنطقة، ورغم أن موسي كان أحد أعضاء الوفد المصري في كامب ديفيد منذ 43 عاما.. إلا أن مواقفه تجاه إسرائيل تغيرت خلال الفترة الماضية من خلال تأييده لتفتيش نووي كامل علي دول المنطقة بلا استثناء والوقوف بشدة ضد التوسع في المستوطنات وغير ذلك من قضايا. أما حمدين صباحي.. فهو صاحب التصريحات الحادة ضد إسرائيل.. خاصة تأكيداته علي ضرورة قيام تعاون أمني وإقليمي بين مصر وعدد من دول المنطقة في مواجهة إسرائيل. كما أنه لديه خطة اقتصادية طموح ومواقفه معروفة ضد التطبيع وتلمذته علي يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مثله الأعلي بقيمة عن القومية العربية والاعتماد علي الذات. ولم تنس إسرائيل أن تؤكد أن صباحي.. أراد يوما أن يستصدر قرارا بالقبض علي بنيامين نتنياهو عندما كان في زيارة لمصر.. لأنه مجرم حرب وأنه عندما كان عضوا بمجلس الشعب المصري طالب بإعداد ملف كامل عن الأسري المصريين في السجون الإسرائيلية وضرورة التوجه للمنظمات الدولية.. للإفراج عنهم. أما د. أبو الفتوح فهو شوكة في ظهر كثير من الإسرائيليين.. لأنه مازال .. في اعتقادهم.. مرشح الإخوان المسلمين الجماعة وذراعها السياسي حزب: الحرية والعدالة وهو يمثل خطرا مزدوجا علي أمن إسرائيل خاصة مواقفه تجاه العلاقات مع الكيان الصهيوني وعلاقاته مع التيارات الدينية المتطرفة في لبنان وغزة، ورغبته مثل باقي أعضاء الإخوان الحاليين والسابقين في تعزيز وجود الجماعة في العالمين: الإسلامي والعربي. ولم تخل تحليلات الإسرائيليين حول مرشحي الرئاسة المصرية من بعض الأسماء مثل: د. محمد مرسي الذي وصفته بالمرن في مقابل أبو الفتوح وموسي وصباحي وحتي الفريق أحمد شفيق لأن الرجل يريد تعديل الاتفاقية ولكنه لم يشر إطلاقا لإمكانية مراجعتها بالكامل أو الغائها.. وكذلك فهو رئيس حزب الإخوان بأغلبية في البرلمان مع أصدقائه من الإسلاميين خاصة: السلفيين وفي الأول والآخر: هو أحد ابناء الإخوان المسلمين لما لها من سطوة وسيطرة وانتشار في الشارع المصري وإمكانية تحكمها في باقي التيارات الدينية السياسية.. في الشرق الأوسط.