سلطت بعض الصحف العالمية الضوء على المناظرة الرئاسية التليفزيونية الرئاسية الأولى فى العالم العربى الليلة الماضية بين اثنين من أقوى مرشحى الانتخابات المصرية، وزير الخارجية السابق عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قبل ساعات من انطلاق الماراثون الانتخابى بتصويت المصريين فى الخارج. وأوضحت (نيويورك تايمز) الأمريكية - فى سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى - أن المرشحين تبادلا التعليقات اللاذعة بشأن تاريخهما السياسى والدفوعات حول دور الدين فى الحياة السياسية. وقالت "إنه قبل أسبوعين من البداية المقررة فى ال23 من الشهر الجارى للانتخابات التى ستحدد أول رئيس لمصر عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، تواجه أبو الفتوح الذى يخوض الانتخابات كإسلامى ليبرالى مع موسى الدبلوماسى السابق صاحب الشعبية الذى يخوض الانتخابات كبديل يعمل على الاستقرار بدلا من تجربة فى الحكم الإسلامى". واعتبرت الصحيفة أن موسى البالغ من العمر 75 عاما وصاحب الثقة كان أكثر هجوما عن أبو الفتوح صاحب ال60 عاما، لكن كليهما لم يوجه للآخر ضربة قاضية فى الوقت الذى تحول فيه النقاش مرارا إلى سؤال واحد حول "وضع الإسلام فى الحكم". ورأت أن موسى سعى كثيرا لإبراز تحالف أبو الفتوح الذى لن يحدث على الأرجح والجامع لليبراليين أصحاب العقلية العلمانية والإسلاميين المعتدلين والمحافظين المتشددين المعروفين بالسلفيين. وأشارت إلى أن أبو الفتوح حاول التأكيد على مفهوم القانون الإسلامى أو الشريعة التى تؤكد على الحريات الفردية والعدالة الاجتماعية. ونوهت الصحيفة إلى أن كلا المرشحين أعلنا تأييدهما لبند الدستور المصرى القائم حيث أعلنا أنه يقوم على مبادىء الشريعة الإسلامية. ورصدت الصحيفة تكرار الضغط من قبل موسى بشأن قسم الولاء الذى أداه أبو الفتوح للمرشد الأعلى للاخوان المسلمين.. فيما اتهم أبو الفتوح موسى بالتآمر مع حكومة مبارك التى عمل بها كدبلوماسى لمعظم حياته المهنية.من جانبها، علقت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية على المناظرة، حيث ذكرت أن معركة دارت بين أبرز مرشحين للرئاسة المصرية حول دور الإسلام والسياسة تجاه إسرائيل. وقالت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته اليوم على موقعها الإلكترونى - "إن المصريين جلسوا فى البيوت والمقاهى لمشاهدة مناظرة امتدت حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم". وأشارت إلى أن الخلافات بين المتنافسين ظهرت سريعا حيث إنه فى الوقت الذى سعى فيه موسى استمالة المصريين الذين يتوقون للاستقرار بعد أكثر من عام من الاضطراب الاقتصادى والسياسى والتخوف من صعود الإسلاميين للسلطة، حاول أبو الفتوح التواصل مع الإسلاميين والليبراليين ومؤيدى الثورة. وأضافت الصحيفة "أنه فى تحرك مثير وصف أبو الفتوح إسرائيل بأنها "عدو" .. معتبرة أن الكلمات ستلقى صداها لدى الكثير من المصريين الغاضبين من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين لكنها بالتأكيد ستقلق المسئولين الأمريكيين.. فى حين أن موسى شدد على ضرورة مراجعة اتفاقية السلام بشكل بسيط لكنه لم يصل إلى حد وصف إسرائيل بأنها "عدو". وبدورها، أشارت (الدويتش فيلا) الألمانية إلى أن الأمين العام السابق للجامعة العربية قد واجه المرشح الإسلامى المعتدل عبدالمنعم أبوالفتوح في مناظرة تلفزيونية الأولى من نوعها فى تاريخ مصر أكد خلالها المرشحان على أنهما سيعملان من أجل قيام نظام سياسى ديمقراطى. وقالت "شهدت مصر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم أول مناظرة تلفزيونية في تاريخها بين اثنين من أبرز المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة، حيث اتخذ فيها الحوار أحيانا طابعا حادا". وأضافت "أن موسى اتهم خلال المناظرة أبو الفتوح بأنه كان يدافع عن مواقف جماعة الإخوان المسلمين وليس عن مصر كاملة وأنها كانت معارضة ودفاع عن الإخوان وليس عن مصر.. أما أبو الفتوح فقد ركز مرارا على الصلات بين موسى ونظام الرئيس السابق حسنى مبارك، معتبرا أنه غير قادر على تقديم حل ما دام جزءا من المشكلة". ومن جهتها، أبرزت وسائل الإعلام والصحف الفرنسية الصادرة اليوم /الجمعة/ أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين رئاسيين فى تاريخ مصر، والتى جرت أمس بين موسى و أبو الفتوح. وتحت عنوان (مصر..مناظرة سياسية تاريخية) كتبت صحيفة (لو فيجارو) أن المرشحين موسى وأبو الفتوح تبادلا بعض النقاط والموضوعات والقضايا خلال مناظرة تلفزيونية تاريخية كان لا يمكن حتى تخيلها فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك الذى أطاحت به ثورة 25 يناير. وقالت "إن المرشحين حاولا لأكثر من أربع ساعات زعزعة استقرار الآخر.. كما هاجم أبوالفتوح العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين والإسلامى المعتدل، المستقبل السياسى لعمرو موسى الذى كان وزيرا سابقا للخارجية المصرية فى عهد مبارك .. بينما اتهم الدبلوماسى السابق لجامعة الدول العربية خصمه، بالمعايير المزدوجة لضمان دعم الليبراليين والسلفيين". ومن جانبها، كتبت (لوموند) أن الشعب المصر تابع أمس أول مناظرة فى تاريخها بين المرشحين الأوفر حظا - بحسب استطلاعات الرأى - تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها (فى الداخل) فى غضون الأسبوعين المقبلين. ومن ناحيتها، أذاعت قناة (فرانس 24) الإخبارية الفرنسية تقريرا حول المناظرة ذكرت فيه أن المرشحين عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح التقيا وجها لوجه في مناظرة اتسمت ب"الحدة". وأشارت إلى ما قاله المتناظران "إنهما سيعملان من أجل قيام نظام سياسى ديمقراطى"، لكنها رأت أن كلا منهما "حاول الطعن فى الآخر" فى شؤون دينية وسياسية.