في هذا الكتاب المضيء يؤكد المؤلف الارتباك الحاصل للعقل الإسلامي المتشدد الذي لم يعد يميز بين الخمر والخل في تحصيل واضح لاكتساب أصحابه المزري لآفة الجهل القاتم الكريهحان الآن موعد تنقيح العقول من الخزعبلات الدخيلة علي الدين الجميل، حسب التوقيت الحتمي للإفاقة الجبرية من دفن الوعي في قبور التخلف طوال سنوات الضياع الماضية! الشيطان يعيش تحت أظافرك!! إحدي شائعات المصابين بنقص الوعي الديني.. الذين تركوا رؤوسهم نهبا للاستغراق المريب في تفاصيل مربكة تحط من قوة الدين الإسلامي وشأنه الرفيع!! فلأن الأظافر تجمع تحتها الأتربة، يبدو الكف مثل يد الشيطان في الأفلام التقليدية البلهاء! وكان الأجدي بمروجي هذا الأمر، أن يكتفوا بمقولة دينية جميلة وقاطعة وعامة هي: »النظافة من الإيمان«!! دون الحاجة إلي رسم صورة درامية تراجيدية! لكن الإرهاب الديني والقهر والاستبداد باسم الله، يتوافق مع تلك التصورات المضخمة لسطوة الشيطان الذي يستدعي الوصاية المجتمعية والسياسية للسلطة الدينية المهيمنة، التي تقمع وتقهر العقول لتتمكن من القيادة والسيطرة علي أذهان غائبة عن الوعي والتنوير! أما فتوي تحريم »جوزة الطيب« لأنها تصيب العقل بالغياب كالخمر، فهي أكثر إبداعات الشيخ حازم أبوإسماعيل غرابة!! فالمعروف عن ثمرة جوزة الطيب أنها تقوم مقام عقار الفياجرا دون أن تكون لها أي أعراض جانبية مثله.. إذن هي دواء رباني للمصابين بالعجز!! ويقال أيضا إن لها نفس المفعول علي النساء.. ويبدو أن الأمر كله يزعج الشيخ أبوإسماعيل الذي خصص منبر مسجد أسد بن الفرات لهذا النوع من الفتاوي المبتكرة (بعد مئات السنين من تناول البشر لثمرة جوزة الطيب في الطعام دون أن يسكر أحد أو يترنح ويغيب عقله)، كما أن الشيخ أبوإسماعيل قام باختراق القانون مرارا وتكرارا حين جعل من ذلك المسجد قاعة سجال وفتوي سياسية وهو ما يتعارض مع قانون يحظر ذلك الأمر في بيوت الله. وفي بيوت البسطاء، الذين سلموا عقولهم بسذاجة وثقة للفتاوي المتسيبة والدخيلة علي الدين، يتشدد أكثرهم مع ذويهم وأنفسهم تتبعا (أعمي) لتلك الفتاوي المريبة! اليد اليسري »تستاهل القطع«.. حرام نأكل بها أو نتناول بها القرآن أو نلمسه بها!! يجب أن نعتاد علي عدم استخدامها! بل علي بترها حتي لا تدخلنا جهنم!! يا إلهي.. لقد خلق الله منا الذين لا يجيدون التعامل سوي باليد اليسري وهم كثر، والعلم والطب برأهم بالأدلة والبراهين، فلن يكونوا من المكروهين والمنبوذين وأهل النار، لأنه لا إرادة لهم في هذا الأمر الذي كتبه الله عليهم!! لقد شهدت بنفسي »واحد خزعبلاتي«، يأكل جالسا علي الأرض (والعادة تلك مجلوبة من الجزيرة العربية) ويضع ذراعه اليسري خلف ظهره ويأكل الطعام بيده اليمني (بدون شوكة ولا ملعقة) وذلك اقتداء بالرسول[! وأؤكد أن الرسول([) لو عاش إلي زماننا هذا لاستخدم الكرسي والمنضدة والشوكة والملعقة والسكين وطبقا وكوبا خاصا به لدواعي النظافة والصحة (لأن النظافة من الإيمان) ولم يكن ليأكل بهمجية!! لكنها آفة تشويه الدين وإيداعه ركنا قصيا في كتاب الحضارة التي شكلها الإسلام وجاء الذين يهدمونه بالتوافه والشكليات والأفكار الغرائبية!. »لا تضعوا النبات في دورات المياه المنزلية لأنها روح حية تسبح باسم الله«!! نحن أيضا كبشر روح وعقل نسبح باسم الله، وعلاقتنا كمسلمين بدورات المياه وطيدة.. ففيها نغتسل ونتوضأ ونذكر الله خلال الأمرين.. فهل يجب أن نتجرد من إيماننا ونلجم عقولنا وأرواحنا لندخل دورات المياه، كفارا، ثم نستعيد هويتنا الدينية بعد الخروج منها؟!! وأما إخراج الفضلات، فتلك آلية منطقية في المنظومة الإلهية المعجزة لخلق الإنسان في أحسن تكوين، وهي بمنطق التطهر، أحد أهم أركانه البيولوجية للتخلص من النفايات الجسدية. أما قمة العنصرية البغيضة فتتمثل في حديث ضعيف، ويزعم أن الرسول([) حذر من الكلاب السوداء لأنها مسكونة بالشياطين!! يعني الشياطين المفعمة بالدهاء والحيلة والمكر والغواية التي تداهم بها ضعاف النفوس والدين، تحتاج لكلب أسود بائس خلقه الله علي هذه الشاكلة دون إرادة للمخلوق، ولا حول ولا قوة له في شكله، لتسكنه وتستغل لونه القاتم المباشر الواضح لتبث شرورها من خلاله؟! هذا فيلم رعب ساذج ، فالأحري بالشياطين وهذا ما تفعله غالبا أن تغوي البشر بالمظهر الجميل لا القبيح.. بالأبيض الناصع الجذاب، لا الأسود الذي اختارته الدراما عنوانا للقتامة التقليدية.. الشياطين ليست بهذا الغباء والسطحية! في كتاب جديد بعنوان »لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟«، الصادر عن هيئة قصور الثقافة لمؤلفه المفكر الإسلامي الأمير شكيب أرسلان، يكشف ستر الغفلة العقلية للمسلمين واستغراقهم الحالي في القضايا الفرعية والتدين الشكلي، والتشدد المنغلق، وتنحية التفسيرات الوسطية المستنيرة للنص القرآني، وإنتاج صورة متجهمة ووحشية عن الإسلام البريء، من خلال تصفية الخصوم وإرهاب المجتمعات المغايرة.. في هذا الكتاب المضيء يؤكد المؤلف الارتباك الحاصل للعقل الإسلامي المتشدد الذي لم يعد يميز بين الخمر والخل في تحصيل واضح لاكتساب أصحابه المزري لآفة الجهل القاتم الكريه والذي يفضي إلي الطاعة العمياء لقيادات الإسلاميين دون تفكير كأن الآمر مؤله والمأمور عبد خانع لأوامره حتي لو كانت إجرامية. » أفلا تعقلون«؟!.. سؤال رباني يحفز المسلم علي ضرورة إعمال العقل والتفكير في القرآن الكريم.. كرره الله تعالي في كتابه الحكيم كأمر وجب علي المسلمين تنفيذه، بالذات نحو ما يسمعونه من دعاوي وفتاوي وتفاسير دخيلة ومغلوطة تنحرف بالدين عن مساره القويم السمح، وتنطلق من أفواه بشر ليسوا معصومين ولا أنبياء كي نترك عقولنا لهم دون مراجعة لأقوالهم التي تحتمل الخطأ والصواب وقد جذبت الإسلام للخلف لا للأمام! وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي، كانت فتاوي التحريم وقتل خصوم الإسلاميين المتطرفين علي أشدها.. وقد تمت تصفية المفكر الكبير د.فرج فودة بالقتل الوحشي يوم 8يونيو 2991، لجرأته في نقد أفكار الجماعات الإسلامية ومواجهتهم بالباطل منها، فتم إهدار دمه بفتوي من د.عمر عبدالرحمن (المسجون في أمريكا حاليا).. واعترف القاتل أمام النيابة أنه نفذ تعليمات شيوخه، وقتل الكافر فرج فودة! فسأله المحقق: ومن أي كتبه عرفت أنه كافر؟.. رد القاتل: أنا لم أقرأ كتبه لأنني لا أعرف القراءة والكتابة!!!!!!!