منذ نحو 411 عاما وبالتحديد في عام 8981 .. كتب مورجان روبرتسون رواية أطلق عليها اسم (العبث) وكانت خيالية تدور حول اصطدام سفينة أو باخرة عملاقة بجبل جليدي.. ثم غرقها في المحيط الأطلنطي في ليلة من ليالي شهر أبريل!! وكان اسم الباخرة أو السفينة العملاقة في الرواية هو تيتان!! أما في الواقع فقد تحققت كل أحداث الرواية الخيالية في قصة إنسانية من الطراز الأول.. أودت بحياة الكثيرين وكان اسمها : تيتانيك؟! في 13 مارس عام 9091 بدأوا في بناء تيتانيك أو المارد وانتهي البناء في نفس اليوم من نفس الشهر ولكن في عام 1191.. لتبدأ الإبحار في العام التالي مباشرة.. وقبل البناء كان مخططا لها أن تشمل : أحواضا للسباحة وصالات للألعاب وملاعب للإسكواش وحمامات ساونا تركي ومولدات للكهرباء.. ومقاهي وأثاثا فخما وزخارف ومصاعد كهربائية لأدوارها الثلاثة ومحلات و.. وكان مخططا أيضا.. أن تحمل 009 طن من الأمتعة و41 ألف جالون من المياه يوميا و528 طنا من الفحم اليومي بالإضافة لعشرين قاربا للنجاة.. أما طولها (962) مترا و82 مترا عرضا.. وارتفاع 35 مترا .. فكان يوازي طول مبني إمبايرستيت أطول ناطحة سحاب في أمريكا والعالم في ذلك الوقت. أما صفارات إنذارها فكانت مسموعة علي بعد 11 ميلا بحريا كاملا.. وليس هذا .. فقط.. فقد كانت فاخرة حتي في سعر تذكرتها وقتها والتي بلغت: 0534 دولارا للدرجة الأولي مقابل 0571 للثانية و03 فقط للثالثة. وبدأت التيتانيك الإبحار في أولي وآخر رحلاتها من ميناء ساوثهامبتون في إنجلترا في 01 أبريل 2191 وكان علي متنها 3222راكبا منهم : 614 راكبا في الدرجة الأولي و261 في الثانية و262 في الثالثة بقي منهم بعد الكارثة 607 فقط .. وهلك الباقون. وكانت محركاتها بقوة 15 ألف حصان.. وكان مصمموها يفاخرون بأنهم قد بنوا باخرة فاخرة عملاقة لاتغرق أبدا ومن هنا كلفوها نحو عشرة ملايين دولار أمريكي أي نحو 312 مليون دولار بحسابات هذه الأيام.. ولكنهم مع كل ذلك نسوا أن ينفقوا مليما واحدا علي تأمينها بالكامل!! ومن هنا وجدوا عند غرقها أنها لم تكن تحمل إلا 02 قاربا فقط للإنقاذ تكفي لنحو 0021 شخص فقط.. بينما كان المطلوب وجود نحو 84 قاربا علي الأقل لإنقاذ أقصي مايمكن إنقاذه من الركاب. كما أن ارتفاع المفقودين جاء لأن القبطان ورجاله أبلغوا كل الركاب بأن الباخرة ستغرق بينما تكاسلوا في إبلاغ سكان الدرجة الثالثة بذلك لوقت طويل.. مما أدي لارتفاع حالات الغرق فيما بينهم. وفي تمام الساعة الثالثة من فجر يوم 01 أبريل من العام ذاته .. ارتطمت تيتانيك بجبل جليدي .. وفي ظرف ساعتين فقط بدأت في الغرق التام.. واستمر غرقها لعشرات السنين حتي رصدوا موقع حطامها علي بعد 22 كيلو مترا بحريا من مكان غرقها الأصلي.. وعلي عمق 0083 متر من قاع المحيط، وكان ذلك في أول سبتمبر من العام 5891. أما آخر الناجين منها فكانت السيدة فيليفيادين.. وكانت طفلة رضيعة وقت الغرق.. وعاشت حتي العام 9002. ولكن لماذا تيتانيك .. وهذا الاهتمام العالمي المبالغ فيه رغم مرور مائة عام علي غرقها؟ السبب ببساطة.. أنها كانت رمزا للفخامة والفقر معا.. فقد كانت تضم علي متنها أغني أغنياء العالم من فرنسا بالذات.. وأفقر فقرائه من إيرلندا بالتحديد.. راحوا أو ذهب معظمهم وتركوا وراءهم الآلاف من القصص الإنسانية المذهلة. وكانت تيتانيك مع هذا واحدة من 3 سفن أو بواخر عملاقة فاخرة كانت شركة ستار لاين تنوي بها بدء سلسلة من الرحلات البحرية الفاخرة من أوروبا لأمريكيا.. وللعالم.. مارة بانجلترا وفرنسا وإيرلندا.. ووصولا للعالم الجديد في ذلك الوقت (بلد العام سام).