❊❊ نبدأ من عند استقالتك مؤخرا من المجلس الوطني الانتقالي السوري.. لماذا هذه الاستقالة؟ حقيقة الأمر أن المجلس الذي يضم 300 عضو يمثلون بشكل معقول كافة أطياف الشعب السوري، يدار من قمة رأسه، بطريقة عشوائية غامضة وبمبادرات فردية، وأقصد هنا المكتب التفيذي الذي يسيطر عليه بالترتيب برهان غليون، وبسمة قضماني وأحمد رمضان وفاروق طايفور، ومعهم جماعة الإخوان المسلمين، الذين لا يستشيرون أحدا ويفعل كل منهم ما علي هواه، ولا يستمعون لمطالب الثوار علي الأرض ولا يتفهمون مطالبهم، هذا فضلا عن أنهم مغيبون تماما عن الواقع السوري ويعيشون في أبراج عاجية بحكم أنهم يعيشون خارج سوريا منذ عقود، كما أن تصرفاتهم بعيدة كل البعد عن الشفافية وتثير الشكوك، فعلي سبيل المثال هم يرفضون تلبية مطلب باقي أعضاء المجلس الانتقالي بعمل كشوف حساب توضح مصادر الحصول علي أموال الإعانات من الخارج وأوجه إنفاق تلك الأموال، ولكنهم يرفضون وينفقون ببذخ شديد ويستقلون الدرجة الممتازة في الطائرات ويقيمون في فنادق خمس نجوم، ويتصرفون وكأنهم في رحلات ترفيهية، بينما الشعب السوري يعاني من نقص الطعام والأدوية والنظام يرتكب بحقه المجازر يوميا!! ❊❊ إذن لديكم الآن معركتان :معركة إسقاط بشار الأسد ومعركة إسقاط برهان غليون ومن معه من المهيمنين علي سلطة اتخاذ القرار بالمكتب التفيذي؟؟ هذا صحيح، و من المنطقي أننا سنخوض معركتنا الداخلية أولا، بمعني العمل علي إقصاء غليون ثم نتوحد خلف قيادة واحدة تكون صوتا فعليا للثوار علي الأرض، وفي سبيل ذلك تم تكوين خمس كتل، هي: كتلة عمار القربي (تيار التغيير الوطني)، كتلة عماد الدين رشيد (التيار الوطني السوري)، الكتلة التركمانية، كتلة الشيخ نواب البشير، والكتلة الكردية (كتلة الحياة)، وسوف تعمل كل هذه الكتل يدا واحدة لإجبار غليون وأعضاء المكتب التنفيذي علي الاستقالة، ومن ثم تشكيل جبهة موحدة. ❊❊ ولماذا لا تعلنون عدم اعترافكم بالمكتب التنفيذي وإسقاط غليون والمجلس برمته؟ لا نريد ذلك خشية من سقوط المجلس الانتقالي ككيان، لأنه لوحدث ذلك سنكون بحاجة لوقت طويل جدا لإنشاء كيان آخر يتحدث باسمنا، لذا نسعي لإسقاط الأشخاص فقط. ❊❊ ألا تري أنكم بذلك تتشرذمون أكثر وتعطون فرصة أكبر للنظام كي يصوركم علي أنكم مجموعة من المراهقين سياسيا وفكريا؟؟ لم أستقل وحدي من المجلس الانتقالي، بل معي شخصيات وقامات وطنية عملاقة لا يمكن المزايدة عليها، أبرزها هيثم المالح وكمال لبواني وغيرهم ممن يعبرون بشكل حقيقي عن نبض الشعب السوري، الذي كفر بالمجلس الانتقالي وبكل الدول التي تدعمه سواء العربية كقطر والسعودية أو الأوروبية كفرنسا.. لقد فقدنا الأمل في كل هؤلاء ولم نعد نريد أشخاصا متحكمين في المجلس الوطني وينفذون ما يملي عليهم من الخارج، بل نريد من ينفذ مطالب الشعب السوري.. ولا أذيع سرا لو قلت أن هناك ما يقرب من 100 عضو علي الأقل يخططون للاستقالة من المجلس. ❊❊ يبدو أنكم تخسرون أرضا كل يوم وها هو النظام سيطر علي حمص وأدلب تقريبا ولم يعد لكم سوي درعا.. كيف تعلق؟ النظام لا يقتل سوي النساء والأطفال ولا يقصف سوي المساجد ومنازل المدنيين، و لم يستطع قتل ولو 3٪ من ثوار حمص الممثلين في الضباط والجنود المنشقين، و الذين ينقصهم الذخيرة والأسلحة ويضطرون في النهاية لمغادرة مواقعهم لعدم امتلاكهم نفس إمكانيات التسليح المتواجده مع الجيش الأسدي، و الذي يلقي كل أنواع الدعم من روسيا وإيران وحزب الله . ❊❊ مأساة الشعب السوري أصبحت أكثر درامية بعد فشل مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس ، ورفضه لأي تدخل عسكري علي غرار السيناريو الليبي.. كيف ترون ذلك؟؟ للأسف الشديد هذا ما كنا نتوقعه ولم نكن ننتظر المزيد سواء من دول الخليج أو المجتمع الدولي، بل أننا لم نتلق أي دعم مادي وكل ما حصلنا عليه هو وعد بالحصول علي 50 مليون دولار من قطر وهو ما لم يتحقق حتي الآن، ولم يزد دعم تركيا عن بعض المؤن والأغذية للاجئين السوريين الذين نزحوا إلي حدودها، بالرغم من أن تصريحات أردوغان في بداية الثورة كانت تشير إلي أنه علي استعداد ليقدم لنا الكثير، بينما لم يكن ذلك سوي تصريحات للاستهلاك الإعلامي.. نحن علي يقين بأن آلة القتل في سوريا لن تتوقف سوي بتدخل عسكري أو علي الأقل إنشاء منطقة حظر طيران يحتمي بها أبناء شعبنا، أو في أضعف الإيمان تدخل عسكري عربي إقليمي، وعن نفسي قمت بمعارضة فكرة إرسال قوات حفظ سلام، لأنها غير مخول لها القيام بمهام قتالية ولا يحق لها حمل السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس، كما أنه من المستحيل أن يقبل نظام بشار بإرسال تلك القوات.. وبنبرة حزينة جدا يكمل: الثورة السورية ولدت يتيمة لحسابات واعتبارات جيوسياسية منها أننا لا نملك نفس النفط الذي يملكه أشقاؤنا في ليبيا، كي يسارع المجتمع الدولي لنجدتنا، كما أن تماس حدودنا مع إسرائيل ومرتفعات الجولان يجعلان الولاياتالمتحدة تحديدا وتحت ضغوط عنيفة من إسرائيل، مترددة تجاه أي قرار حاسم، إذ أن تل أبيب تعتبر نظام الأسد خير من يحمي حدودها ولا توجد لديه النية لاستعادة مرتفعات الجولان.. لست أدري ما الذي يريده المجتمع الدولي من الشعب السوري؟! هل يريدون حبسه في غرفه مغلقة مع وحش ضار دون أن يملك أي وسيلة يدافع بها عن نفسه، ومع ذلك يطلبون منه أن يبقي حيا؟!!.. بشار الأسد يحظي بالدعم العسكري والدبلوماسي من روسيا وإيران وتلك الأخيرة زودته مؤخرا بغاز كيماوي سام تم استخدامه فعلا في حمص وإدلب التي زرتها مؤخرا بنفسي بشكل سري وشاهدت جثثا مشوهة علي نحو بشع بحروق غير طبيعية!!