ماذا جري للناس وماذا حدث لطباعهم وكيف تغيرت تصرفاتهم.. وصار النفاق والكذب ونسيان أخلاقيات ولاد البلد سيد الموقف.. أين هي علاقات البشر الإنسانية.. فيوما بعد يوم يزداد تصلب شرايين العواطف والأحاسيس. ولك أن تتصور توابع زلزال الثورة الشعبية من حدوث انفلات شعبي عام وحالات الخروج علي النظام والقانون وانفلات تصرفات الناس في الشارع بل وبين الأسر والقبائل في ريف وصعيد مصر.. وفي إطار موجات الغضب التي تنفجر بصورة متكررة وسببت فشل حركة الحياة وعرقلة استعادة الأمن وتدوير حركة الاقتصاد.. لا أجد سببا مؤثرا فيما حدث سوي إعلام الفضائيات الخاصة المنافق الذي من المفروض عليه توصيل العلم والمعرفة والحقيقة للناس في كل القضايا، لكنه تحول بقدرة قادر من إعلام الإنارة إلي إعلام الإثارة في تغطية أحداث لا توصف سوي بالفوضي والعبث.. وتناسوا وجود مشاكل أكبر وأعمق من المظاهرات والاحتجاجات والدستور أم الانتخابات أولا.. ومنها البحث عن لقمة العيش ومشاكل قطاع الصعيد الكثيرة حتي طلت علينا »الفتنة« القبلية بوجهها القبيح.. كما شاهدناها بين أكبر قبيلتين بمحافظة قنا »الحميدات والأشراف« والتي مازال إعلام النفاق يتشدق بها مؤكدا أن المسئولين في مصر لا يملكون ولا يعرفون فن إدارة الأزمات.. ولا يتحركون إلا بعد وقوع الكارثة.. ولذا أؤكد أن إعلام تلك الفضائيات ينطبق عليه الآية الكريمة »أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم«، وأتساءل لماذا تناسي جهابذة إعلام الفضائيات المتحولين الأزمات الثقافية ذات التراث الثقافي والتاريخي وأغفلوا دورهم التنويري، ولم يذهبوا لمتابعة مشاكل الصعيد بكاميراتهم وتقاريرهم وتحليلاتهم واتهاماتهم الجاهزة إلا بعد حدوث الأزمة، ولماذا لا يمارسون دورهم التقريبي بين طوائف الشعب بدلا من نشرهم لأجواء الفتنة والخلاف.. ولنتذكر أن إعلام فضائيات النفاق استمر لفترة طويلة بعد ثورة يناير بنشر رسائله السلبية بين الناس مسلطا الضوء علي صور التخريب والخروج عن قواعد اللياقة والأدب.. في حلقات برامج توك شو مفروض أنها محترمة.. بدلا من التركيز علي القضايا الهامة التي تعيد بناء واستقرار الوطن خاصة أن موضوعات الساعة الهامة كثيرة ويأتي علي رأسها توعية الناس بالمعايير التي سيختارون بها الرئيس القادم.. وندعو الله أن يرحمنا من الإعلاميين المتحولين الذين يبثون سمومهم كل ليلة علي شاشات الفضائيات، وكفانا سرقة لإحساس الناس ليبنوا عليه أمجادهم.