"نحن لانعارض اتفاقية السلام"لن تصدق أن هذه الكلمات قد قيلت علي لسان المتحدث باسم حزب النور السلفي الدكتور يسري حماد في مقابلة غير مسبوقة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي ،ليخلق هذا التصريح حالتين متناقضتين تماما.. ارتياحاً داخل إسرائيل وهجوماً شديداً من قبل القوي الإسلامية. كان يسري حماد المتحدث باسم حزب النور السلفي قد أكد أن حزبه سيحترم اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 9791. وأضاف حماد في مداخلة هاتفية من القاهرة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي نحن لا نعارض الاتفاقية ولكن نحن نتكلم أن مصر ملتزمة بالمعاهدات التي وقعتها الحكومات السابقة. خلق هذا التصريح حالة من الجدل مما دفع حزب النور لإعلان موقفه في بيان رسمي بشأن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مؤكدا أن الحزب الذي حصل علي نحو ثلث مقاعد مجلس الشعب في المرحلتين الأولي والثانية من الانتخابات لن يعمل علي إلغاء هذه الاتفاقية، ولكنه سيحاول تعديل ما وصفه ببنودها الجائرة بكافة السبل المشروعة. وأضاف البيان أن الحزب يري أنه لا يصح الإقدام علي ما فيه ضرر لمصر وأبنائها، ويري خطورة أن تنقض الدولة اتفاقية دولية من جانب واحد، وإن كانت قد أبرمت في ظل نظام ديكتاتوري، لذلك فإن الحزب يعلن أنه سوف يحترم هذه الاتفاقية، مع السعي الدائم لتعديل بنودها الجائرة بكافة السبل المشروعة. وإن هذا الموقف من الحزب لا يتعارض مطلقا مع واجبات مصر تجاه الأمة العربية والإسلامية، والتي تحتم عليها أن تدافع عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية، وبخاصة إخواننا في فلسطين، والتي تلزمنا بالسعي إلي نصرتهم، واسترداد كافة حقوقهم. ونبه إلي أنه علي الرغم من هذا الموقف، فإن الحزب يقف بقوة ضد محاولات التطبيع والحوار بكافة صوره وضد إقامة علاقات حزبية أو شعبية مع كيان يريد طمس هويتنا فضلا عن احتلاله لأرضنا، ومحاصرته لإخواننا، ودعمه لجلادينا حتي آخر نفس، وأن هذا هو موقف حزب النور الذي يلتزم به كافة أعضائه وقياداته.فيما سادت إسرائيل حالة من الارتياح عقب هذا الإعلان حيث طالب عدد من المسئولين الإسرائيليين حكومة بنيامين نتنياهو بإرضاء السلفيين. فيما ذكر وزير المالية يوفال شتاينيتس أن ما صرحت به الحركة السلفية في مصر فاجأني وأعتقد أنه يجب علينا الانتظار إلي ما بعد الانتخابات للنظر إلي ما ستؤول إليه الأمور، وأنا آمل بأن تسود الديمقراطية الحقيقية في مصر، وأن تحافظ علي العلاقات الجيدة التي تنص عليها الاتفاقيات الموقعة، لأن ذلك من مصلحة الشعبين المصري والإسرائيلي. علي النقيض تماما كان رد فعل القوي الإسلامية حيث تداول عدد من النشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، فيديو للداعية الاسلامي وجدي غنيم بثه علي حسابه الخاص قال فيه إن حزب النور لا يسعي إلا لمصلحته هو فقط . وأضاف أنه يعد حزبا ميكافيلليا يلعب علي كل الأوجه خاصة بعد أن أعلن استعداده للتحاور مع إسرائيل مستندا في ذلك إلي ما فعله رسول الله صلي الله عليه وسلم مع اليهود، وهو سند لا أساس له، لأن الرسول عندما تحاور مع اليهود لم يكن هؤلاء اليهود غزاة أو محتلين لأرض الغير، لأنه لا يجوز عقد معاهدة مع محتل من الأساس فكيف يعقد السلفيون معاهدة مع الإسرائيليين فما فعله حزب النور و السلفيون مع إسرائيل يعد فضيحة كبري، وما السر في تغير موقف إسرائيل من السلفيين بعد أن كان هناك تخوف عام لديهم من تصاعد التيار الإسلامي في مصر، أليس هذا دليلاً علي أن هذا الحزب يلعب لمصلحته الخاصة وليس لمصلحة الشعب والوطن كما يدعي. "لايجب أن نتعجل ونأخذ رد فعل قوياً بشأن هذه التصريحات التي عاد ونفاها أعضاء في حزب النور "بهذه الكلمات أبدي عاصم عبد الماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية وجهة نظره بشأن هذه التصريحات بالإضافة إلي أن لديهم أكثر من متحدث يعرب عن رأي الحزب . وأضاف لايجب أن نتحدث عن حزب النور وكأنهم سيشكلون الحكومة القادمة وأوضح أن موقف الجماعة الإسلامية واضح فنحن نرفضها سياسيا ولكن من الجانب القانوني يجب أن ننتظر حتي نجلس علي طاولة المفاوضات ونقوم بتعديل بنود هذه الاتفاقية. أما الدكتور أحمد يوسف القرعي الخبير بمركز الأهرام الاستراتيجي فقال لن ينجح حزب النورأوغيره من القوي السياسية المصرية سواء كانت إسلامية أوليبرالية في كسب ود إسرائيل. واضاف مازال الضميرالعربي يضع اسرائيل في خانة العدو لذا فحالة الخوف متبادلة من الطرفين منذ قيام دولة اسرائيل. وأوضح بصرف النظر عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة لا يمكن أن يحدث تقارب في وجهات النظر بينهم لأن هذه القوي الإسلامية تقوم برامجها بالأساس علي القضاء علي دولة اسرائيل . وأشار إلي أن إسرائيل تقوم برصد الأحداث السياسية في مصر ليل نهار لتأكدها أن هذه الأحداث سوف تؤثر علي مستقبل إسرائيل . أما اللواء عادل عبد المقصود رئيس حزب الأصالة فقال نحن نتفق مع ما صرح به حزب النور ولكن تعديل الاتفاقية ليس من ضمن أولوياتنا . وأضاف نعترف أن النظام الديكتاتوري السابق هو الذي خلق لنا هذه الإشكالية مع العدو الصهيوني ولكن مصر في أشد حاجة للاهتمام بالشأن الداخلي أولا ثم نقوم بتعديل اتفاقية السلام بيننا وبين إسرائيل. جدل سلفي حول حقيقة إنشاء »شرطة دينية« بعدان أنشأ عدد من شباب الدعوة السلفية المنتمين لحزب النور صفحة جديدة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للترويج لفكرة »الشرطة الدينية« بعنوان (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر) أعلن حزب النور فورا تبرأه من تلك الصفحة وما تدعو إليه. لتقوم الهيئة بتهديد الحزب بنشر وثائق تؤكد علم قيادات النور بنية عدد من شبابه إنشاء الهيئة، ومن هذه الوثائق شيك ب2600 جنيه كدفعة مبدئية للإنفاق وفي حالة عدم إصدار الحزب بياناً يوضح فيه المواقف الحقيقية لقادته، مؤكدين أنهم سيعلنون استقالاتهم نهائيا من الحزب. الهيئة المزعومة استهلت بيانها الأول بالآية الكريمة (ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). وذكروا أنهم قد بدأوا في إجراءات إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي غرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية. كما أوضحوا أنهم غير تابعين لحزب النور السلفي تبعية مباشرة لكنهم يسيرون علي نهج الحزب لأنه الأقرب إلي شريعة الله عز وجل وأن دافعهم إلي القيام بمثل هذه الخطوة نابع من اختيارالغالبية العظمي من الشعب المصري للإسلام ولحكم شريعة المولي عز وجل بعيدًا عن الليبرالية العفنة. كما أعلن القائمون علي الصفحة بعد ذلك الشروط اللازمة للانضمام للهيئة وهي الالتزام دينيا وخلقيا والقدرة علي التواصل مع المواطنين والرغبة في خدمة الله عز وجل وإعلاء قيم الإسلام . أما بيانهم الثاني فقالوا: تابعنا وبكل فخر رد فعل الوسط السلفي والحمد الله فقد وصلتنا مئات الطلبات للانضمام للهيئة وجاري التنسيق وتنظيم الصفوف وتعيين مسئولين لكل محافظة ولكل حي ولكل شارع . وأضافوا: تدعو الهيئة أعضاءها المنضمين الي عدم الالتفات الي دعوي التشكيك والسباب المتعمد من أعداء شرع الله . وبعد الانتهاء من أهداف الهيئة وبرامجهم أعلنوا عن مسابقة لتصميم شعارللهيئة وسوف يعلن اسم صاحب التصميم الفائز وسيحصل علي 0003جنيه . جاءت هذه الدعوة مباشرة بعد إعلان فوز الإسلاميين بأغلبية المقاعد في مجلس الشعب القادم حسب نتائج المرحلتين الأولي والثانية من الانتخابات التشريعية الجارية. في حين أن حزب النور أكد علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك عدم صلته بصفحة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،علي الرغم من أن الصفحة تحمل شعار الحزب . وهذا ما يؤكده تصريح الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب الخاص بأن النور يرفض تأسيس هذه الهيئة، وهي لا تتبعه بأي شكل تضامني أو رسمي، وهي مجرد تصرف فردي، والحزب غير مسؤول عنه. وأضاف عبدالغفور: لا نملك صلاحية تأسيس أي هيئة أو جمعية إلا بموافقة الهيئة العليا، وحسب القوانين المنظمة لذلك. لتتصاعدت الأزمة بعد ذلك بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر من جانب، وحزب النور السلفي من جانب آخر، بعد أن تبرأ الحزب من صلته بالهيئة. وردت الهيئة علي الحزب بالتهديد بنشر وثائق تؤكد علم قيادات النور بنية عدد من شبابه إنشاء الهيئة، ومن هذه الوثائق شيك بمبلغ2600 جنيه كدفعة مبدئية للإنفاق علي إنشاء هذه الصفحة وتجميع الشباب السلفي للمشاركة فيها، وقالت في بيانها رقم 3 إن إنشاء الهيئة تم بتوجيه مباشر من القيادات العليا لحزب النور وبدعمهم المادي والمعنوي الصريح وتم طرح الفكرة في استفتاء داخلي بين أعضاء الحزب وتمت الموافقة عليها بالإجماع. وأضاف البيان في حالة إصرار الهيئة العليا لحزب النور علي موقفها المتبرئ منا ومما سبق لهم الموافقة عليه ومباركته وبعد قيامهم بتشجيع شباب الحزب علي أخذ زمام المبادرة بتنفيذها علي أرض الواقع، وعدم إصدار الحزب بياناً يوضح فيه المواقف الحقيقية لقادته، فإننا سنعلن استقالتنا نهائياً من الحزب والتوقف عن أنشطته مع استمرارنا في مبادرتنا بإنشاء الهيئة. وقالت الهيئة في بيانها الرابع إنها عقدت أول اجتماعاتها، لتحديد المهام الوظيفية والتوزيع الجغرافي لأول دفعة من المتطوعين، وتم الاتفاق علي البدء في الأعمال الإدارية من 1 يناير الحالي وتتولي الهيئة مراقبة السلوك العام للمواطنين وتقويم كل ما يتعارض مع شرع الله. وأوضح البيان أن الهيئة ستراقب الحدائق العامة وملاحظة كل ما يتعارض مع القواعد الشرعية. ولفت البيان إلي أن المتطوعين سيرتدون عباءة بيضاء، ويحمل كل منهم عصا من الخيرزان مؤقتاً لحين توفير العصي الكهربائية. في المقابل، قال نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفي: ليست لنا علاقة بتلك الصفحة.. ونفي أن يكون الحزب دعّم الهيئة مالياً. وأضاف: علي المتحدثين باسم الصفحة أن يخرجوا الشيك الذي زعموا أن (النور) دعمهم به. أثارت هذه الصفحة العديد من ردود الأفعال والتساؤلات من شباب ونشطاء الفيس بوك وتويترعلي اختلاف انتماءاتهم السياسية. كتب عبدالحميد سامي انتماءاتهم موتوا بغيظكم لأن حزب النور أعلن رسميا أنه برئ منكم ومن أفكاركم التي تريدون تطبيقها. وأضاف: برغم كل هذا سيفوز حزب النور في الجوله الثالثة وستثبت لكم الأيام أن هذه الصفحة مفبركة. بينما توجه يحيي سليمان إليهم ناصحا.. ياإخواني طاعة الله ليست بالإجبار بل بالاختيار.. وقال أسامة حمدي : واضح أوي ياجماعة أنها متفبركه وعلي فكره أنا ليبرالي متعفن ! خرجنا من عالم الفيس بوك الافتراضي وقمنا بسؤال عاصم عبد الماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية في هذه الهيئة فقال: لا أري أي مانع من قيامها ولكن يجب نعرف أولا أهدافهم وبرامجهم ووسائلهم التي سوف يستخدمونها لتطبيق غايتهم . وأضاف لكن لي عدة ملاحظات علي البيان: أولا ما ذكروه عن دافعهم للقيام بهذه الخطوة أنها نابعة من اختيارالغالبية العظمي من الشعب المصري للإسلام ولحكم الشريعة صحيح أن الإسلاميين لديهم غالبية في مجلس الشعب القادم ولكنهم لم يستفتوهم علي هذه الهيئة . والملاحظة الأخري ماوصفوا به الليبرالين فهذا الوصف لا يتفق مع المبادئ الإسلامية. أما ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة فقال: اتفقت مادعت إليه هذه الصفحة من النصح والإرشاد عن طريق الموعظة الحسنة والإرشاد مع رفضهم استخدام أساليب التعنيف والإجبار. وأضاف إسماعيل: وإن كان لدي اعتراضان الأول علي التوقيت فالساحة المصرية الآن مليئة بالإشكاليات السياسية والمجتمعية في ظل الفترة الانتقالية التي نعيشها بالإضافة إلي حالة العداء الشديدة من قبل وسائل الإعلام التي تتصيد الأخطاء للتيارات الإسلامية فإذا أخطأنا في حرف صنعوا منه مجلدات للإساءة للتيار الإسلامي .. ويشير إلي أن المسلم كيس فطن عليه اختيار التوقيت المناسب للقيام بتلك الأمور الجيدة. والثاني علي اسم الهيئة لأنه يجب أن يعبر عن تابعية الهيئة للسلطة المدنية التي تتولي هذه الأمور وهي وزارة الداخلية .